افتتحت مؤسسة الفنون التشكيلية، إحدى أبرز الهيئات الثقافية المعنية بالفنون البصرية في البلاد، أمس الأحد الموافق 6 أكتوبر 2024، معرضاً جماعياً مميزاً مخصصاً لفن البورتريه. ويُقام المعرض في قاعة ممر 35، المعروفة بكونها مركزاً حيوياً للفن المعاصر، ويجمع تحت سقفه أعمالاً لأكثر من عشرين فناناً من مختلف الأجيال والمدارس الفنية، مقدماً رؤى متنوعة للوجه الإنساني.

خلفية وأهمية الحدث
تعتبر مؤسسة الفنون التشكيلية لاعباً محورياً في دعم وتطوير المشهد الفني المحلي. فمنذ تأسيسها، كرست المؤسسة جهودها لتعزيز الإبداع البصري، ورعاية المواهب، وتنظيم الفعاليات التي تسهم في إثراء الحراك الثقافي. يأتي هذا المعرض الجماعي ضمن سلسلة مبادراتها المستمرة لإبراز أنواع فنية محددة، وتشجيع الفنانين على استكشاف آفاق جديدة في تعبيرهم الفني.
أما قاعة ممر 35، فهي لا تقل أهمية في الخريطة الفنية للمدينة. فقد اكتسبت القاعة سمعة طيبة بفضل استضافتها لمعارض فنية متنوعة، وورش عمل، وفعاليات ثقافية تجذب جمهوراً واسعاً من المهتمين بالفن. يضيف موقعها المركزي وتصميمها العصري بُعداً خاصاً لأي فعالية تُقام فيها، مما يجعلها الاختيار الأمثل لاحتضان معرض بهذا الحجم والأهمية.
جوهر المعرض وتنوع الأعمال
يحمل المعرض عنواناً مؤقتاً "وجوه وأرواح: حوار البورتريه"، ويركز على فن البورتريه بصفته نافذة على النفس البشرية ومرآة تعكس أبعاداً متعددة للهوية والتعبير. يشارك في المعرض نخبة من الفنانين، بدءاً من الرواد الذين شكلوا ملامح الفن المحلي، وصولاً إلى المواهب الشابة التي تقدم رؤى معاصرة وجريئة.
- تنوع الأساليب: يشمل المعرض بورتريهات مرسومة بالزيت، والأكريليك، والفحم، والألوان المائية، بالإضافة إلى أعمال رقمية ووسائط مختلطة، مما يعرض الطيف الواسع لتقنيات فن البورتريه.
- ثراء الموضوعات: تتناول الأعمال المعروضة مواضيع شتى، من البورتريهات الواقعية التي تلتقط أدق التفاصيل، إلى البورتريهات التعبيرية التي تستكشف المشاعر الإنسانية العميقة، مروراً بالصور الذاتية التي تعكس تأملات الفنانين حول ذواتهم، وحتى البورتريهات التي تحمل بعداً اجتماعياً أو تاريخياً.
- مزيج الأجيال: يتيح المعرض فرصة فريدة للجمهور لمشاهدة كيف يتفاعل الفنانون من أجيال مختلفة مع ذات الموضوع، وكيف تتطور أساليب التعبير عن الوجه البشري عبر الزمن.
الأهمية الثقافية والفنية
يُعد هذا المعرض أكثر من مجرد عرض لأعمال فنية؛ إنه احتفاء بفن البورتريه الذي لطالما كان ركيزة أساسية في تاريخ الفنون. ففي عصر تطغى فيه الصورة الفوتوغرافية والرقمية، يعيد المعرض التأكيد على القيمة الفريدة للبورتريه المرسوم أو المنحوت، بوصفه شكلاً فنياً يجسد رؤية الفنان وتفسيره للشخصية الإنسانية.
من المتوقع أن يسهم المعرض في:
- تنشيط المشهد الفني: بتقديم محتوى فني مميز يجذب الجمهور والنقاد على حد سواء.
- دعم الفنانين: بتوفير منصة عرض قيمة لأعمالهم، وتسهيل التواصل بينهم وبين جامعي الفن والجمهور.
- إثراء الوعي الثقافي: من خلال تعريف الجمهور بتعقيدات فن البورتريه وتطوره، وكيف يمكن للوجه أن يروي قصصاً لا تُحصى.
يتوقع المنظمون أن يستقطب المعرض عدداً كبيراً من الزوار خلال فترة عرضه، التي تمتد لثلاثة أسابيع، وأن يساهم في إشعال حوار بناء حول مكانة فن البورتريه في الفن المعاصر ودوره في تشكيل الهوية الثقافية.
النظرة المستقبلية
تؤكد مؤسسة الفنون التشكيلية من خلال هذا المعرض على التزامها المستمر بدعم جميع أشكال الفنون، وتخطط لفعاليات مماثلة في المستقبل تستكشف جوانب أخرى من الفنون البصرية، مع التركيز على إشراك المجتمع وتعزيز التقدير الفني بين جميع شرائحه. ويأتي هذا المعرض كخطوة مهمة نحو تحقيق رؤيتها في بناء بيئة فنية مزدهرة ومستدامة.





