مانشيني يرسم ملامح خطوته القادمة بعد رفض عرض الأهلي
أفادت تقارير إعلامية واسعة الانتشار، نُشرت خلال الأيام القليلة الماضية، أن المدرب الإيطالي الشهير روبيرتو مانشيني قد بدأ في تحديد مساره المهني المستقبلي، وذلك في أعقاب رفضه لعرض تدريبي مُقدم من النادي الأهلي السعودي. هذا التطور يأتي في سياق بحث مانشيني عن مشروع جديد يتماشى مع طموحاته، بعد تجربته الأخيرة مع المنتخب السعودي والتي انتهت بفسخ العقد بشكل مفاجئ.

خلفية القرار
يُعد روبيرتو مانشيني أحد أبرز المدربين في كرة القدم الأوروبية والعالمية، حيث يمتلك سجلاً حافلاً بالبطولات، أبرزها قيادة منتخب إيطاليا للفوز ببطولة أمم أوروبا 2020، بالإضافة إلى ألقاب محلية مع أندية مثل مانشستر سيتي وإنتر ميلان. وبعد نهاية مسيرته مع منتخب إيطاليا، تولى مانشيني تدريب المنتخب السعودي في أغسطس 2023. إلا أن هذه التجربة لم تستمر طويلاً، حيث أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم إنهاء علاقته به بعد خروج "الأخضر" من دور المجموعات في كأس آسيا 2023، وهي خطوة أثارت جدلاً واسعاً حول مستقبل المدرب الإيطالي.
منذ ذلك الحين، بات مانشيني اسماً مطروحاً بقوة للعديد من الأندية والمنتخبات التي تبحث عن قيادة فنية ذات خبرة. وفي هذا السياق، دخل النادي الأهلي، أحد عمالقة الدوري السعودي، على خط المفاوضات مع مانشيني ليتولى الإشراف على فريقه الكروي، في محاولة لتعزيز صفوفه الفنية بعد موسم شهد تذبذباً في الأداء.
تفاصيل عرض الأهلي والرفض
وفقاً لمصادر مقربة من الطرفين، قدم النادي الأهلي عرضاً مالياً مغرياً لمانشيني، يشتمل على راتب سنوي ضخم وعقد طويل الأمد، بالإضافة إلى صلاحيات واسعة في التعاقدات وتشكيل الفريق. كان الهدف من هذا العرض هو استقطاب اسم كبير قادر على قيادة الفريق للمنافسة على الألقاب المحلية والقارية، لا سيما بعد الاستثمار الكبير في استقطاب لاعبين عالميين خلال فترات الانتقالات الأخيرة.
لكن التقارير تشير إلى أن مانشيني، وبعد دراسة مستفيضة، قرر رفض هذا العرض. وتشير مصادر متعددة إلى أن أسباب الرفض لم تقتصر على الجانب المادي فقط، بل امتدت لتشمل عدة عوامل منها:
- عدم اتفاقه مع الرؤية الفنية أو المشروع الرياضي المقدم من إدارة النادي الأهلي.
- رغبته في الحصول على فترة راحة أطول قبل العودة إلى عالم التدريب.
- انتظاره لفرص تدريبية أخرى قد تكون أكثر جاذبية له، وخاصة من الأندية الأوروبية الكبرى أو المنتخبات الوطنية.
- اختلاف في بعض البنود التعاقدية التفصيلية التي لم يتم التوصل إلى توافق بشأنها.
هذه التطورات جاءت لتؤكد أن مانشيني يبحث عن تحدٍ جديد يتناسب مع طموحه وقيمته الفنية.
الوجهات المحتملة لمانشيني
بعد رفض عرض الأهلي، تتجه الأنظار نحو روبيرتو مانشيني لمعرفة وجهته القادمة. وتتداول الأوساط الكروية العديد من التكهنات حول خياراته المحتملة، والتي تشمل:
- العودة إلى أوروبا: يُعتقد أن مانشيني يفضل العودة للتدريب في الدوريات الأوروبية الكبرى، حيث تتناسب أساليب تدريبه مع طبيعة المنافسة هناك. وقد يكون مرتبطاً ببعض الأندية التي قد تشهد تغييرات على مستوى الجهاز الفني في نهاية الموسم.
- منتخب وطني أوروبي: مع اقتراب البطولات الكبرى مثل كأس العالم، قد تُصبح بعض المنتخبات الأوروبية الكبرى التي قد لا تحقق النتائج المرجوة بحاجة لمدرب بخبرته، وهو ما قد يستهوي مانشيني.
- فترة راحة أطول: من الممكن أن يفضل المدرب الإيطالي أخذ قسط من الراحة لفترة أطول قبل اتخاذ قرار بشأن مشروعه القادم، خصوصاً بعد الضغط الكبير الذي تعرض له في تجاربه الأخيرة.
يُتوقع أن يُعلن مانشيني عن خطوته القادمة في وقت لاحق، بعد دراسة جميع الخيارات المتاحة أمامه بعناية.
تداعيات على النادي الأهلي
يُعد رفض مانشيني ضربة لخطط النادي الأهلي في تأمين مدرب عالمي للفريق. وسيتعين على إدارة النادي الآن إعادة تقييم خياراتها والبحث عن بدائل أخرى لملء هذا المنصب الحيوي. من المتوقع أن تسرع الإدارة الأهلاوية من وتيرة مفاوضاتها مع أسماء تدريبية أخرى كانت مطروحة على قائمتها، لضمان استقرار الفريق الفني قبل بدء الاستعدادات للموسم الجديد. هذا الأمر يضيف ضغطاً على النادي، الذي يطمح في العودة بقوة للمنافسة على الألقاب بعد موسم صعب.
التوقعات المستقبلية
ما زال مستقبل روبيرتو مانشيني التدريبي يكتنفه الغموض، إلا أن رفضه لعرض الأهلي يؤكد أنه لا يستعجل في اتخاذ قراره ويبحث عن المشروع الذي يرى أنه الأنسب له ولمسيرته. الأيام القادمة ستكشف المزيد عن وجهة المدرب الإيطالي المخضرم، الذي يظل اسماً مهماً في عالم كرة القدم التدريبية.





