محافظة الإسكندرية توضح أسباب قطع أشجار أبو قير وتعد بزراعة بدائل
أثارت صور ومقاطع فيديو تُظهر إزالة عدد كبير من الأشجار في منطقة أبو قير بمحافظة الإسكندرية موجة من الجدل والغضب على منصات التواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة. وفي مواجهة ردود الفعل الشعبية، أصدرت السلطات المحلية بيانًا رسميًا لتوضيح ملابسات الواقعة، مؤكدة أن هذه الإجراءات تأتي في إطار مشروع قومي يهدف إلى تحقيق المصلحة العامة، مع التعهد باتخاذ خطوات لتعويض الغطاء النباتي المفقود.

خلفية المشروع: تطوير محور أبو قير
تأتي عملية إزالة الأشجار كجزء من أعمال الإنشاء الخاصة بمشروع محور أبو قير الجديد، وهو أحد المشروعات الاستراتيجية الكبرى التي تشهدها محافظة الإسكندرية. يهدف المشروع إلى تحويل خط قطار أبو قير الحالي إلى خط مترو كهربائي حديث وسريع، بالإضافة إلى إنشاء محور مروري موازٍ له يمتد من منطقة أبو قير شرقًا حتى وسط المدينة. ويهدف هذا التطوير الشامل إلى تخفيف الازدحام المروري المزمن في المدينة الساحلية، وتقديم حلول نقل حضارية ومستدامة تخدم ملايين المواطنين.
التبرير الرسمي من المحافظة
في بيانها الصادر لتوضيح الموقف، أكدت محافظة الإسكندرية أن قرار إزالة الأشجار لم يكن عشوائيًا، بل جاء بعد دراسات متأنية أظهرت تعارض مواقع هذه الأشجار مع مسار أعمال التوسعة والتطوير اللازمة لإنشاء المترو والمحور المروري. وأوضحت المحافظة أن الحفاظ على هذه الأشجار في مواقعها كان سيؤدي إلى إعاقة المشروع بشكل كامل. وأضافت السلطات أن التنمية الحضرية تتطلب أحيانًا اتخاذ قرارات صعبة لخدمة الصالح العام على المدى الطويل.
وقدمت المحافظة وعودًا واضحة للتخفيف من الأثر البيئي لهذه العملية، وتضمنت التعهدات النقاط التالية:
- زراعة أشجار بديلة: التزمت المحافظة بزراعة أعداد مضاعفة من الأشجار لتعويض ما تم قطعه، مع التركيز على زراعتها في أماكن مناسبة لا تتعارض مع خطط التنمية المستقبلية.
- نقل الأشجار الممكن نقلها: أشار البيان إلى أنه تم بالفعل نقل بعض الأشجار التي تسمح حالتها بذلك إلى مواقع أخرى للاستفادة منها بدلاً من قطعها.
- الالتزام بالمعايير البيئية: أكدت السلطات أن المشروع بأكمله يخضع لتقييمات بيئية تهدف إلى تقليل آثاره السلبية على البيئة المحيطة قدر الإمكان.
ردود الفعل العامة والمخاوف البيئية
على الرغم من التوضيحات الرسمية، استمرت حالة الاستياء بين قطاعات واسعة من المواطنين والنشطاء البيئيين. وقد تركزت الانتقادات حول ما وصفه البعض بـ "الغياب الواضح للحلول الهندسية المبتكرة" التي كان يمكن أن تحافظ على الأشجار، والتي يمثل بعضها جزءًا من تاريخ المنطقة ورئتها الخضراء. وأعرب المنتقدون عن مخاوفهم من أن تؤدي إزالة الأشجار إلى تفاقم مشاكل بيئية مثل زيادة درجات الحرارة وتلوث الهواء في المناطق الحضرية.
كما شكك البعض في جدية الوعود الحكومية المتعلقة بإعادة زراعة الأشجار، مشيرين إلى تجارب سابقة في مدن أخرى لم يتم فيها الالتزام بالكامل بتلك الوعود. ويشكل هذا الجدل جزءًا من حوار مجتمعي أوسع في مصر حول كيفية تحقيق التوازن بين متطلبات التنمية العمرانية الملحة والحاجة الماسة للحفاظ على المساحات الخضراء النادرة في المدن الكبرى.





