محامي إيلون ماسك يتعهد بالتصدي لتحويل "أوبن إيه آي" لكيان ربحي
أكد مارك توبيروف، المحامي الرئيسي لـإيلون ماسك في القضايا المتعلقة بمنظمة "أوبن إيه آي"، التزامه بمواصلة الحملة القانونية الهادفة إلى منع إعادة هيكلة المنظمة وتحويلها إلى كيان يركز على الربح. جاء هذا التأكيد في الآونة الأخيرة، حيث وجه توبيروف انتقادات حادة للهيئات القضائية في ولايتي كاليفورنيا وديلاوير، معربًا عن خيبة أمله لعدم اتخاذها إجراءات كافية لوقف هذا التحول، وفقًا لما أفادت به تقارير إخبارية، منها تقرير صادر عن بلومبيرغ.

الخلفية: من منظمة غير ربحية إلى شركة "ربحية محدودة"
تأسست "أوبن إيه آي" في عام 2015 كمنظمة غير ربحية بهدف معلن يتمثل في تطوير ذكاء اصطناعي آمن ومفيد للبشرية جمعاء، بعيدًا عن دوافع الربح التقليدية. كان إيلون ماسك أحد المؤسسين البارزين، بالإضافة إلى شخصيات مثل سام ألتمان وجريج بروكمان. كان الهدف الأساسي هو ضمان أن تظل تقنيات الذكاء الاصطناعي القوية متاحة للجميع وغير محتكرة من قبل شركات قليلة.
في عام 2019، شهدت المنظمة تحولاً هيكليًا كبيرًا، حيث أنشأت كيانًا فرعيًا باسم "OpenAI LP" (شراكة محدودة) يعمل كشركة "ربحية محدودة" (capped-profit entity). كان هذا الكيان يهدف إلى جذب الاستثمارات الضخمة اللازمة لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مع الحفاظ على إدارة غير ربحية تشرف على مهمتها الأصلية. غادر إيلون ماسك مجلس إدارة "أوبن إيه آي" في عام 2018، معربًا عن مخاوفه بشأن الاتجاه المستقبلي للمنظمة، وخاصة الابتعاد عن مبادئها التأسيسية ككيان غير ربحي مفتوح المصدر.
التطورات الأخيرة والحملة القانونية
تصاعدت التوترات مؤخرًا مع رفع إيلون ماسك دعوى قضائية ضد "أوبن إيه آي" ورئيسها التنفيذي سام ألتمان. تدعي الدعوى أن المنظمة قد خالفت اتفاقها التأسيسي، متهمة إياها بالتخلي عن مهمتها الأصلية لصالح السعي وراء الأرباح، خاصة بعد الشراكة الكبيرة والاستثمار من قبل شركة مايكروسوفت. يرى ماسك أن هذا التحول يهدد مستقبل الذكاء الاصطناعي الآمن والمفتوح.
في سياق هذه المعركة القانونية، أعرب توبيروف عن استيائه من عدم تدخل المحاكم في كاليفورنيا وديلاوير بشكل حاسم لوقف عملية التحول هذه. يؤكد المحامي أن فريقه القانوني سيستمر في استكشاف جميع السبل القانونية المتاحة لعرقلة أي جهود إضافية تهدف إلى تحويل "أوبن إيه آي" بالكامل إلى كيان ربحي صرف، مشددًا على أن المهمة الأصلية للمنظمة يجب أن تكون هي الأولوية القصوى.
دلالات النزاع وتأثيره المحتمل
يتجاوز هذا النزاع القانوني مجرد خلاف بين مؤسسين سابقين؛ إنه يثير تساؤلات أوسع حول مستقبل تطوير الذكاء الاصطناعي وحوكمته. القضية تسلط الضوء على نقاط رئيسية:
- أخلاقيات الذكاء الاصطناعي: ما إذا كان يجب أن تكون أبحاث وتطوير الذكاء الاصطناعي مدفوعة بالربح أم بالصالح العام.
- نموذج التشغيل: جدوى النموذج الهجين (غير ربحي مع كيان ربحي محدود) في بيئة تتطلب استثمارات هائلة.
- السوابق القانونية: قد يحدد الحكم في هذه القضية سوابق قانونية مهمة لكيفية حماية الاتفاقيات التأسيسية للمنظمات غير الربحية في قطاع التكنولوجيا سريع التطور.
تمثل هذه الحملة القانونية مسعى حاسمًا يهدف إلى إعادة "أوبن إيه آي" إلى مسارها الأصلي المتمثل في تطوير الذكاء الاصطناعي كمنفعة عامة، بعيدًا عن تأثيرات المصالح التجارية. يظل مصير المنظمة وهيكلها المستقبلي رهنًا بنتائج هذه المعركة القانونية المستمرة، والتي قد يكون لها تداعيات عميقة على المشهد العام لتطوير الذكاء الاصطناعي.



