محمد صلاح في مواجهاته مع ريال مدريد: سجلٌ من التحديات والانتصارات والذكريات المريرة
لطالما شكّل اسم محمد صلاح، النجم المصري لنادي ليفربول، رمزاً للنجاح الباهر والتألق المستمر في عالم كرة القدم الأوروبية. بفضل أهدافه الغزيرة وعروضه المذهلة، حصد صلاح العديد من الألقاب والإنجازات الفردية والجماعية طوال مسيرته الاحترافية. ومع ذلك، تبقى مواجهاته ضد العملاق الإسباني، ريال مدريد، فصلاً فريداً في هذه المسيرة، يحمل في طياته خليطاً من التحديات العويصة، اللحظات المحبطة، وبعض الومضات الفردية المضيئة، مما يطرح تساؤلات حول طبيعة الأداء والنتائج التي سجلها الفرعون المصري في هذه الصدامات الكروية المنتظرة.

سجل المواجهات: نظرة عامة
منذ بداية مسيرته الأوروبية الاحترافية وحتى الآن، خاض محمد صلاح تسع مباريات أمام ريال مدريد في بطولة دوري أبطال أوروبا. بدأت هذه المواجهات عندما كان لاعباً في صفوف روما الإيطالي، حيث التقى الفريقان في دور الستة عشر لموسم 2015-2016. حينها، خسر روما مباراتي الذهاب والإياب بنتيجة 2-0 في كلتا المناسبتين، ولم يتمكن صلاح من ترك بصمة تهديفية مباشرة. مع انتقاله إلى ليفربول، تزايدت وتيرة الصدامات مع النادي الملكي، والتي اتسمت بالعديد من التحديات للفريق الإنجليزي.
- عدد المباريات الإجمالي: 9 مواجهات.
- الأهداف المسجلة: 2 هدف.
- التمريرات الحاسمة: 1 تمريرة حاسمة.
- سجل الفرق التي لعب لها صلاح (روما وليفربول) ضد ريال مدريد: 0 انتصار، 1 تعادل، 8 هزائم.
هذا السجل الجماعي يعكس مدى صعوبة ريال مدريد كخصم لصلاح وفرقه، ويبرز هيمنة النادي الإسباني في هذه المواجهات رفيعة المستوى.
الذكريات المريرة: نهائيات دوري أبطال أوروبا
تُعد نهائيات دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد هي الأكثر إيلاماً وتأثيراً في مسيرة صلاح ضد النادي الملكي. في نهائي كييف 2018، غادر صلاح الملعب في الدقيقة 30 من الشوط الأول متأثراً بإصابة في الكتف بعد تدخل من قائد ريال مدريد آنذاك، سيرجيو راموس. كانت تلك اللحظة نقطة تحول مفصلية في المباراة التي انتهت بفوز ريال مدريد 3-1، وحرمت صلاح من فرصة استكمال اللقاء وتحقيق حلمه الأوروبي، تاركة في نفسه ذكرى سيئة ومؤلمة.
تجددت المواجهة في نهائي باريس 2022، حيث كان صلاح يأمل في الثأر لهزيمة 2018، وصرح بذلك علناً قبل المباراة. على الرغم من الفرص العديدة التي سنحت له، وتصويباته الخطيرة على المرمى، إلا أن الحارس البلجيكي تيبو كورتوا تألق بشكل لافت، وتصدى لأكثر من تسديدة خطيرة من صلاح، وحرمه وليفربول من التسجيل، لتنتهي المباراة بفوز ريال مدريد 1-0. مثّل هذا النهائي إحباطاً كبيراً لصلاح الذي بذل جهداً فردياً كبيراً دون جدوى، مما عمّق من الشعور بالمرارة إزاء مواجهة هذا الخصم تحديداً.
لحظات فردية مضيئة
على الرغم من سيطرة الذكريات المحبطة والنتائج الجماعية السلبية، إلا أن صلاح تمكن من تسجيل بعض الأهداف الحاسمة وتقديم تمريرات حاسمة في مواجهاته ضد ريال مدريد، مؤكداً على قدراته التهديفية حتى في أصعب الظروف. في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لموسم 2020-2021، سجل صلاح هدف ليفربول الوحيد في مباراة الذهاب التي انتهت بخسارة فريقه 1-3. كما تألق في دور الستة عشر لموسم 2022-2023، حيث سجل هدفاً وصنع آخر في مباراة الذهاب التي شهدت خسارة ليفربول 2-5 على أرضه، مما أظهر قدرته على المساهمة الهجومية حتى عندما تكون النتيجة غير مواتية لفريقه. هذه اللحظات الفردية تبرز إصرار صلاح على تقديم الأفضل حتى في وجه الخسارة.
السياق العام وأهمية المواجهات
تكتسب مباريات صلاح ضد ريال مدريد أهمية خاصة نظراً لمكانة الفريقين كعملاقين أوروبيين، والتنافس التاريخي بينهما في دوري أبطال أوروبا. بالنسبة لصلاح، تمثل هذه المواجهات فرصة لإثبات ذاته أمام أحد أقوى الفرق في العالم، وهي اختبار حقيقي لمدى قدرته على تجاوز التحديات الكبرى. على الرغم من مسيرته المليئة بالانتصارات والألقاب مع ليفربول، بما في ذلك الفوز بدوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز، إلا أن سجل مواجهاته المباشرة ضد ريال مدريد يبقى تحدياً قائماً ومصدراً للإحباط الشخصي في بعض الأحيان، مما يجعله خصماً خاصاً في مسيرة النجم المصري.
الخلاصة
إن مسيرة محمد صلاح في مواجهاته ضد ريال مدريد هي قصة مليئة بالتحديات والدروس. فبينما يتمتع صلاح بمسيرة كروية استثنائية مليئة بالإنجازات والانتصارات العامة على مختلف الأصعدة، تظل مواجهاته مع النادي الملكي علامة فارقة تتميز بالذكريات المريرة من النهائيات الخاسرة والإصابات المؤثرة، إضافة إلى سجل الفريق الذي لم يحقق الفوز في أي من هذه الصدامات خلال فترة وجود صلاح. هذه المواجهات لا تقلل بأي حال من قيمة صلاح كلاعب عالمي، بل تبرز مدى قوة ريال مدريد كخصم عنيد يصعب التغلب عليه، وتترك صلاح دائمًا في سعي لمزيد من التحدي والبحث عن انتصار مستحق ضد هذا المنافس التاريخي في المستقبل.





