روني يجدد انتقاده لمحمد صلاح إثر خسارة ليفربول أمام مانشستر سيتي بثلاثية

في تطور يلقي الضوء مجددًا على أداء النجوم الكبار تحت الضغط، وجه أسطورة كرة القدم الإنجليزية، واين روني، انتقادًا متجددًا للمهاجم المصري الدولي محمد صلاح، نجم نادي ليفربول، وذلك في أعقاب الهزيمة القاسية التي مني بها الريدز أمام غريمهم اللدود مانشستر سيتي بثلاثة أهداف دون رد. جاءت تصريحات روني الأخيرة بعد المباراة التي أقيمت يوم الخامس عشر من أبريل عام 2024، حيث ركز نقده على ما اعتبره تقصيرًا من صلاح في أداء واجباته الدفاعية، وهو الأمر الذي عاير به اللاعب المصري في مناسبات سابقة.

أثناء تحليله للمباراة على إحدى القنوات الرياضية، أوضح روني أن الأداء الهجومي المذهل لصلاح لا يعفيه من المسؤوليات الدفاعية، خاصة في المباريات الكبرى التي تتطلب جهدًا جماعيًا متكاملاً من جميع اللاعبين. وأشار إلى أن ليفربول، في ظل سعيه للمنافسة على الألقاب، يحتاج إلى مساهمة جميع لاعبيه في الجانبين الدفاعي والهجومي، وأن أي ضعف في إحدى المهام يمكن أن يكلف الفريق نقاطًا حاسمة. تصريحات روني جاءت في سياق تحليل شامل لأسباب تراجع أداء ليفربول في تلك المواجهة الحاسمة التي شهدت سيطرة واضحة لمانشستر سيتي.

السياق والخلفية

تعد هذه ليست المرة الأولى التي يوجه فيها واين روني انتقادات لـ محمد صلاح بخصوص دوره الدفاعي. ففي مواسم سابقة، أبدى روني رأيه بأن صلاح، بصفته جناحًا أيمن، لا يقدم الدعم الكافي لظهيره الأيمن، مما يترك فجوات قد يستغلها المنافسون. هذا الجدل يتكرر غالبًا حول اللاعبين الهجوميين البارزين الذين يتركز دورهم الأساسي في تسجيل الأهداف وصناعتها، ولكن يطالبهم بعض المحللين بتقديم تضحيات دفاعية أكبر، خصوصًا في الأنظمة التكتيكية الحديثة التي تتطلب ضغطًا عاليًا واستعادة للكرة من الخطوط الأمامية. صلاح، الذي يُعتبر أحد أبرز الهدافين في تاريخ ليفربول والدوري الإنجليزي الممتاز، غالبًا ما يُبرر له البعض تركيزه الهجومي لما يقدمه من مردود تهديفي استثنائي.

لم يكن أداء ليفربول هذا الموسم مستقرًا بشكل كامل، حيث شهد فترات من التألق تلتها أخرى من التذبذب، خاصة في مواجهة الفرق الكبرى. قبل هذه المباراة أمام السيتي، كان ليفربول يمر بمرحلة حاسمة في صراعه على لقب الدوري الإنجليزي، وكانت هذه المباراة فرصة لتقليص الفارق أو تأكيد مكانته. محمد صلاح، على الرغم من بعض فترات تراجع المستوى، لا يزال الهداف الأول للفريق وأحد أكثر لاعبيه تأثيرًا، ويعول عليه المدرب والجمهور كثيرًا في اللحظات الحاسمة.

تطورات المباراة وتأثيرها

دارت أحداث المباراة بين ليفربول ومانشستر سيتي في أجواء تنافسية حادة على ملعب الاتحاد. ورغم البداية القوية لليفربول في بعض الفترات، إلا أن مانشستر سيتي تمكن من فرض إيقاعه تدريجيًا، مستغلًا المساحات التي كانت تظهر في دفاعات الريدز. الأهداف الثلاثة التي أحرزها السيتي جاءت لتؤكد تفوقهم التكتيكي والفردي في تلك الأمسية. وقد لاحظ العديد من المحللين، بمن فيهم روني، أن الجبهة اليمنى لليفربول، التي يشغلها صلاح عادة هجوميًا، كانت عرضة لهجمات السيتي المتكررة، مما طرح تساؤلات حول مدى مساهمة صلاح في إغلاق تلك المساحات والضغط على لاعبي الخصم عند فقدان الكرة. هذه الخسارة كانت ضربة قوية لطموحات ليفربول في المنافسة على اللقب، وقد أثرت على معنويات الفريق وجمهوره بشكل ملحوظ.

تأتي هذه الهزيمة في وقت حرج من الموسم، حيث يشتد السباق على لقب الدوري الممتاز وتزداد أهمية كل نقطة. خسارة مباراة بهذا الحجم وبهذه النتيجة أمام منافس مباشر لا يقلل فقط من الفارق النقطي، بل يؤثر أيضًا على الفارق في الأهداف وثقة الفريق. وهذا ما يبرر شدة الانتقادات التي توجه للاعبين، وخاصة النجوم الكبار مثل صلاح، حيث يتوقع منهم تحمل مسؤولية أكبر في اللحظات الحاسمة.

ردود الفعل والتحليلات

أثارت تصريحات واين روني ردود فعل واسعة عبر الأوساط الإعلامية والجماهيرية. ففي حين اتفق البعض مع وجهة نظره، مشددين على ضرورة التوازن بين الأدوار الهجومية والدفاعية لأي لاعب في كرة القدم الحديثة، رأى آخرون أن نقد صلاح على هذا الجانب مبالغ فيه، وأن دوره الأساسي يبقى في تسجيل الأهداف وصناعتها. لم يصدر أي تعليق مباشر من قبل محمد صلاح أو إدارة ليفربول على هذه الانتقادات حتى الآن، إلا أن مثل هذه التصريحات غالبًا ما تشعل النقاشات بين الجماهير والمحللين حول أدوار النجوم في الفرق الكبرى وتوقعاتهم منهم.

يعتقد المؤيدون لرأي روني أن واجبات صلاح الدفاعية تتضاءل في بعض الأحيان، مما يضع ضغطًا إضافيًا على زملائه في الدفاع والوسط.
يرى المدافعون عن صلاح أن طبيعة دوره كجناح هجومي صريح تسمح له بالتركيز بشكل أكبر على إنهاء الهجمات واستغلال نقاط ضعف الخصم في الثلث الأخير من الملعب.
غالبًا ما تتأثر هذه النقاشات بنتائج المباريات؛ فالأداء الدفاعي قد يمر مرور الكرام عند الفوز، ولكنه يصبح محط أنظار الجميع عند الخسارة، خاصة أمام منافس كبير.

الأهمية والتداعيات المحتملة

تكتسب هذه الانتقادات أهمية بالغة كونها تأتي من شخصية كروية بوزن واين روني، الذي يُعرف بصرامته وتحليلاته الفنية المباشرة. كما أنها تسلط الضوء على المعايير العالية التي تُفرض على لاعبي النخبة في كرة القدم الحديثة. ففي عالم تتطور فيه التكتيكات بسرعة، لم يعد كافيًا أن يكون اللاعب هدافًا بارعًا فحسب، بل يجب عليه أيضًا أن يكون جزءًا لا يتجزأ من المنظومة الدفاعية للفريق. قد تدفع هذه التصريحات الجهاز الفني لليفربول، بقيادة مدربهم، لإعادة تقييم بعض الأدوار التكتيكية أو تشجيع اللاعبين على بذل جهد أكبر في جميع جوانب اللعب. بالنسبة لصلاح نفسه، فإن هذه الانتقادات قد تكون حافزًا له لتطوير جانبه الدفاعي أو على الأقل التعامل مع الضغط المتزايد الذي يواجهه كأحد أبرز نجوم اللعبة.