محمود الخطيب «بيبو»... نحو ولاية ثالثة في قيادة الأهلي المصري
تتجه الأنظار نحو نادي الأهلي المصري، حيث أفادت التقارير الصادرة في السبت الموافق 1 نوفمبر 2025، بتوقعات قوية لتولي الأسطورة الكروية والإدارية محمود الخطيب، الشهير بـ«بيبو»، فترة رئاسية ثالثة للنادي. يأتي هذا التطور في سياق الاستعدادات للدورة الانتخابية الجديدة لمجلس الإدارة، وسط ترقب واسع من جماهير القلعة الحمراء ومتابعي كرة القدم المصرية.

سياق وتاريخ قيادة «بيبو» للأهلي
يمتلك محمود الخطيب تاريخًا عريقًا مع النادي الأهلي، بدأ كلاعب أيقوني في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، حيث حقق إنجازات لا حصر لها جعلته أحد أبرز رموز الكرة المصرية والأفريقية. بعد اعتزاله اللعب، شغل «بيبو» عدة مناصب إدارية رفيعة داخل النادي، بما في ذلك منصب مدير الكرة ونائب رئيس النادي.
- الولاية الأولى: تولى الخطيب رئاسة النادي الأهلي للمرة الأولى في انتخابات عام 2017، خلفًا للمهندس محمود طاهر. ركز برنامجه الانتخابي حينها على استعادة البطولات وتعزيز الاستقرار الإداري وتطوير البنية التحتية.
- الولاية الثانية: أعيد انتخابه بالتزكية في انتخابات عام 2021، في تأكيد على ثقة أعضاء الجمعية العمومية في قيادته وقدرته على استكمال مسيرة النجاح.
خلال فترتي رئاسته، شهد النادي الأهلي طفرة كبيرة على الصعيدين الرياضي والإداري. فاز الفريق الأول لكرة القدم بعدة ألقاب قارية ومحلية بارزة، أبرزها دوري أبطال أفريقيا في مواسم متعددة (مثل 2020 و2021، بالإضافة إلى الألقاب المحتملة حتى نهاية 2025)، وعدد من ألقاب الدوري المصري وكأس السوبر. كما شهدت فترة رئاسته تقدمًا ملحوظًا في مشاريع البنية التحتية، مثل مشروع استاد الأهلي الجديد، وتطوير منشآت النادي وملاعبه التدريبية، وتحسين أكاديميات الناشئين. على الصعيد المالي، عملت إدارة الخطيب على زيادة الإيرادات وتنويع مصادر الدخل، وإبرام صفقات رعاية كبرى عززت من قوة النادي الاقتصادية.
آخر المستجدات نحو الولاية الجديدة
مع اقتراب موعد انتخابات الدورة الإدارية الجديدة (التي يُتوقع أن تبدأ في 2025 وتستمر حتى 2029)، تشير كل الدلائل إلى أن محمود الخطيب يستعد لخوض غمار هذه الانتخابات للفوز بولاية ثالثة. من المتوقع أن يرتكز برنامجه الانتخابي الجديد على استمرارية النجاحات المحققة، مع التركيز على محاور رئيسية تشمل:
- تعزيز التفوق الرياضي: السعي لمواصلة الهيمنة على البطولات المحلية والقارية، وتحقيق نتائج مشرفة في المحافل العالمية مثل كأس العالم للأندية.
- تطوير البنية التحتية: استكمال مشروع استاد الأهلي، وتوسيع فروع النادي، وتحديث منشآته الرياضية والإدارية.
- الاستدامة المالية: البحث عن مصادر دخل جديدة، وتعزيز الاستثمارات، وضمان الاستقرار الاقتصادي للنادي.
- دعم قطاع الشباب والناشئين: الاهتمام بتطوير المواهب الشابة وتوفير البيئة المناسبة لتخريج نجوم المستقبل.
- العلاقة مع الجماهير: تعزيز الروابط مع القاعدة الجماهيرية العريضة للنادي، وتوفير تجربة أفضل للمشجعين.
غياب منافسة قوية أو شخصيات بارزة تعلن ترشحها ضده حتى الآن، يعكس الثقة الكبيرة التي يحظى بها الخطيب داخل النادي وبين أعضائه، وهو ما يمهد الطريق لولاية رئاسية جديدة قد تكون حاسمة في مستقبل النادي.
أهمية استمرار الخطيب على رأس النادي
يعتبر استمرار محمود الخطيب على رأس النادي الأهلي ذا أهمية قصوى لعدة أسباب:
- الاستمرارية والاستقرار: يضمن وجوده استمرارية الخطط الاستراتيجية والمشاريع الطويلة الأمد، وهو أمر حيوي لنادٍ بحجم الأهلي.
- الخبرة القيادية: يمتلك الخطيب خبرة إدارية متراكمة تمكنه من التعامل مع التحديات المعقدة في عالم كرة القدم الحديثة.
- الجاذبية الكروية والإدارية: شخصيته الكاريزمية وتاريخه الحافل يضيفان قيمة معنوية كبيرة للنادي، ويعززان من صورته محليًا وعالميًا.
- الثقة الجماهيرية: يحظى «بيبو» بشعبية جارفة وثقة مطلقة من ملايين المشجعين، مما يضمن التفاف القاعدة الجماهيرية حول قرارات الإدارة.
- القدرة على جذب الاستثمارات: اسمه ومكانته يسهلان عملية جذب الرعاة والشركاء التجاريين، وهو ما يعود بالنفع على الميزانية العمومية للنادي.
الآفاق والتحديات المستقبلية
مع قرب بدء ولايته الثالثة، سيواجه محمود الخطيب وفريقه الإداري مجموعة من التحديات والآفاق الطموحة. فبالإضافة إلى الحفاظ على الألقاب والتفوق الرياضي، سيكون عليهم التعامل مع تزايد المنافسة محليًا وقاريًا، وضرورة التكيف مع المتغيرات المستمرة في قوانين ولوائح كرة القدم الدولية. كما ستبقى إدارة التوقعات العالية للجماهير وتمويل المشاريع الضخمة، مثل الاستاد الجديد، على رأس أولوياته.
تُعد الولاية الثالثة للخطيب محطة مفصلية في تاريخ الأهلي، يُنتظر منها أن تعزز من مكانة النادي كقوة كروية لا تضاهى في أفريقيا، وتدفعه نحو تحقيق المزيد من الإنجازات العالمية، مؤكدة على رؤيته في تحويل الأهلي إلى مؤسسة رياضية واقتصادية متكاملة.





