مخرج «عندما نتنفس» يكشف كواليس إنتاجه بعد فوزه بمهرجان القاهرة السينمائي
في تطور يلقي الضوء على عمق الإلهام الفني، صرح المخرج التركي سيموس ألتون مؤخرًا بأن فكرة فيلمه الروائي الطويل «عندما نتنفس» (When We Breathe)، الذي حقق إنجازًا كبيرًا بفوزه بجائزة مرموقة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، نشأت من ذكريات طفولته المبكرة. هذا الكشف، الذي جاء بعد التتويج بالجائزة، يضيف طبقة من الأهمية الشخصية والبعد الإنساني للعمل الفني الذي أثار إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء.

خلفية الفيلم والإلهام الشخصي
يمثل فيلم «عندما نتنفس» مشروعًا شغوفًا للمخرج سيموس ألتون، الذي يُعرف بأسلوبه المميز في تناول القضايا الاجتماعية والإنسانية بعمق. وعلى الرغم من أن التفاصيل الدقيقة حول قصة الفيلم بقيت محاطة بالسرية قبل عرضه، إلا أن تصريح ألتون حول جذورها في طفولته يفتح الباب أمام فهم أعمق للرسائل الكامنة فيه. تشير هذه الجذور إلى أن الفيلم يستمد قوته من تجارب حقيقية، ربما تتعلق بالتحديات الأسرية، أو البحث عن الهوية في بيئة معينة، أو لحظات التحول التي تشكل شخصية الإنسان.
تحدث ألتون، خلال فعاليات ما بعد المهرجان التي أقيمت في الأيام الأخيرة، عن الكيفية التي أثرت بها المناظر الطبيعية والأحداث التي شهدها في سنواته الأولى على صياغة السيناريو والشخصيات. وأوضح أن الفيلم لا يقتصر على سرد حكايات شخصية بحتة، بل يسعى إلى استكشاف المشاعر الإنسانية العالمية مثل التوق إلى الحرية، تحديات البقاء، وأهمية الروابط البشرية في أوقات الشدة. هذه العناصر، المستوحاة من نسيج حياته، هي ما يمنح «عندما نتنفس» طابعه الأصيل والمؤثر.
رحلة الإنتاج والتحديات الفنية
لم تكن رحلة إنتاج «عندما نتنفس» سهلة، وفقًا لتصريحات المخرج. فقد واجه الفريق تحديات جمة، بدءًا من تأمين التمويل اللازم لمشروع يتسم بطابعه الفني المستقل، وصولًا إلى متطلبات التصوير في مواقع قد تكون نائية أو تتطلب بيئة خاصة لتعكس بدقة الذكريات التي يستند إليها الفيلم. أكد ألتون أن التعاون الوثيق مع فريق العمل، من الممثلين إلى التقنيين، كان حاسمًا لتجاوز هذه العقبات وتحقيق الرؤية الفنية التي سعى إليها. وقد ركز بشكل خاص على أداء الممثلين، مشيدًا بقدرتهم على تجسيد التعقيدات النفسية للشخصيات المستوحاة من تجربته الشخصية.
واعتبر ألتون أن استخدام لغة سينمائية بصرية قوية، تعكس الحالة الشعورية للشخصيات وتتجاوز الحوارات اللفظية، كان جزءًا أساسيًا من منهجه الإخراجي في هذا الفيلم. وهو ما يتطلب فهمًا عميقًا للسينما وتأثيرها على المشاهد، لإيصال الرسالة المستوحاة من طفولته بفعالية إلى جمهور عالمي.
الفوز في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
جاء تتويج فيلم «عندما نتنفس» في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بمثابة نقطة تحول كبيرة في مسيرة المخرج سيموس ألتون وفي مسيرة الفيلم نفسه. يُعد مهرجان القاهرة أحد أقدم وأعرق المهرجانات السينمائية في العالم العربي وأفريقيا، والفوز بإحدى جوائزه الكبرى، مثل الهرم الذهبي لأفضل فيلم، يمثل اعترافًا دوليًا بمستوى العمل الفني وتميزه. وقد أشادت لجنة التحكيم بالفيلم لقدرته على تقديم قصة إنسانية عميقة بأسلوب سينمائي مؤثر، وبراعة المخرج في ترجمة التجربة الشخصية إلى عمل فني ذي صدى عالمي.
الأهمية والتأثير المستقبلي
يمثل فوز «عندما نتنفس» شهادة على قوة السرد القصصي المستوحى من التجارب الحياتية الصادقة. إنه يؤكد أن القصص الشخصية، عندما تُروى بصدق وإبداع، يمكن أن تتجاوز الحدود الثقافية والجغرافية لتلامس قلوب وعقول الناس في كل مكان. من المتوقع أن يفتح هذا الإنجاز الباب أمام الفيلم لتحقيق توزيع أوسع في المهرجانات السينمائية العالمية والمنصات الرقمية، مما سيتيح لجمهور أوسع فرصة لمشاهدة هذا العمل الفني المميز. كما يعزز هذا الفوز مكانة المخرج سيموس ألتون كواحد من الأصوات الواعدة في السينما التركية والعالمية، ويدعم أهمية دعم السينما المستقلة التي تجرؤ على استكشاف أبعاد جديدة للقصة الإنسانية.
- الاعتراف الدولي: يسلط الفوز الضوء على المواهب السينمائية التركية ويعزز مكانتها على الساحة العالمية.
- التأثير الفني: يلهم صُناع الأفلام الآخرين لاستكشاف القصص المستوحاة من تجاربهم الشخصية.
- الانتشار: يُتوقع أن يزيد هذا التتويج من فرص عرض الفيلم في دور السينما والمنصات الرقمية حول العالم.





