مدحت شلبي ينتقد أداء الأهلي ويتساءل عن جدوى الصفقات المليونية بعد التعادل مع بتروجت
أثار الإعلامي الرياضي البارز مدحت شلبي عاصفة من الجدل بتعليقاته النقدية الحادة عقب المباراة الودية التي جمعت النادي الأهلي بفريق بتروجت في أواخر شهر يونيو 2022، والتي انتهت بنتيجة التعادل السلبي. جاءت تصريحات شلبي لتسلط الضوء على الأداء الباهت للفريق الأحمر، وتفتح نقاشاً واسعاً حول سياسة التعاقدات في النادي وقيمة اللاعبين الجدد الذين كلفوا خزينة النادي الملايين.

تفاصيل المباراة ونتيجتها المفاجئة
في إطار استعداداته لاستئناف المنافسات المحلية، خاض النادي الأهلي مباراة ودية أمام فريق بتروجت، الذي كان ينافس في دوري الدرجة الثانية آنذاك. على الرغم من أن المباراة كانت ذات طابع تحضيري، إلا أن جماهير الأهلي ومتابعيه كانوا يتوقعون فوزاً سهلاً وأداءً قوياً. لكن مجريات اللقاء جاءت على عكس التوقعات، حيث عجز الأهلي عن هز شباك منافسه على مدار تسعين دقيقة، وانتهت المباراة بالتعادل السلبي (0-0). لم تكن النتيجة هي مصدر القلق الوحيد، بل الأداء العام للفريق الذي وُصف بالبطيء وغير الفعال، خاصة على المستوى الهجومي، حيث فشل الفريق في خلق فرص حقيقية للتهديف.
تعليقات مدحت شلبي اللاذعة
عقب المباراة مباشرة، وخلال برنامجه التليفزيوني، أطلق مدحت شلبي تعليقاته التي انتشرت بسرعة كبيرة، متسائلاً بلهجة نقدية: «فين اللعيبة الجامدة اللي بملايين؟». لم يكن هذا التساؤل مجرد تعليق عابر، بل كان نقداً مباشراً لإدارة النادي واللاعبين الذين تم التعاقد معهم بمبالغ طائلة. أوضح شلبي أن الأداء الذي ظهر به الفريق لا يرقى إلى مستوى الإنفاق المالي الضخم على الصفقات الجديدة، مشيراً إلى أن هؤلاء اللاعبين لم يقدموا الإضافة المرجوة منهم ولم يثبتوا قدرتهم على صناعة الفارق، خاصة أمام فريق من الدرجة الأدنى.
ركز شلبي في تحليله على العقم الهجومي الذي بدا عليه الأهلي، وكيف أن الفريق، رغم امتلاكه أسماء لامعة في خط الهجوم، بدا عاجزاً تماماً. واعتبر أن هذا التعادل يكشف عن مشاكل أعمق داخل الفريق تتجاوز مجرد مباراة ودية، وتتعلق بمدى نجاعة استراتيجية بناء الفريق وقدرة الجهاز الفني على توظيف اللاعبين بشكل صحيح.
السياق وأبعاد الأزمة
جاءت هذه المباراة في فترة حساسة كان يمر بها النادي الأهلي، الذي كان يعاني من تذبذب في المستوى والنتائج تحت قيادة المدير الفني البرتغالي ريكاردو سواريش. كانت الجماهير تشعر بالقلق بالفعل حيال مستقبل الفريق وقدرته على المنافسة على الألقاب، وأتى التعادل مع بتروجت ليزيد من حدة هذه المخاوف. وبالتالي، لم تكن تصريحات شلبي مجرد نقد لمباراة واحدة، بل كانت تعبيراً عن حالة الإحباط العامة التي كانت تسود بين قطاع كبير من المشجعين.
عكست هذه الواقعة حجم الضغوط الهائلة التي يتعرض لها نادٍ بحجم الأهلي، حيث لا يتم تقييم الفريق بناءً على النتائج في المباريات الرسمية فقط، بل إن كل تفصيلة، حتى في اللقاءات الودية، تخضع للتمحيص والتحليل. كما أبرزت دور الإعلام الرياضي في مصر وتأثير شخصيات مثل مدحت شلبي في تشكيل الرأي العام وتوجيه دفة النقاش حول الأندية الكبرى.
ردود الفعل والتأثير
لاقت تعليقات مدحت شلبي صدى واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي وفي الأوساط الرياضية. انقسم المتابعون بين مؤيد ومعارض؛ حيث رأى البعض أن شلبي كان جريئاً في طرحه وأنه وضع يده على المشاكل الحقيقية التي يعاني منها الفريق. في المقابل، اعتبر آخرون أن النقد كان قاسياً ومبالغاً فيه، خاصة أن المباراة كانت ودية والهدف منها هو تجربة اللاعبين والخطط الفنية.
- تفاعل جماهيري: تصدرت عبارة شلبي الشهيرة النقاشات بين جماهير الأهلي، وأصبحت تُستخدم كرمز للتعبير عن عدم الرضا عن أداء بعض اللاعبين.
- ضغط على الإدارة: زادت هذه الانتقادات من الضغوط على مجلس إدارة النادي والجهاز الفني، وطالبت أصوات عديدة بضرورة مراجعة سياسة التعاقدات والتقييم الدقيق لمستوى اللاعبين.
- تأثير إعلامي: أصبحت هذه القضية مادة دسمة للبرامج الرياضية والمحللين لعدة أيام، مما حول مباراة ودية عادية إلى حدث رياضي له أبعاده وتداعياته.
في الختام، يمكن القول إن التعادل السلبي للأهلي مع بتروجت لم يكن مجرد نتيجة عابرة في مباراة تحضيرية، بل كان بمثابة شرارة أشعلت نقاشاً كبيراً حول حاضر ومستقبل الفريق، وكان لتعليقات مدحت شلبي دور محوري في تحويل هذا النقاش إلى قضية رأي عام رياضي، مما يوضح العلاقة المتشابكة بين أداء الفرق الكبرى، ردود فعل الجماهير، وتأثير الإعلام.





