مدرب النصر لويس كاسترو يوضح الأسباب وراء مشاركة رونالدو الكاملة في المباريات
أوضح المدرب البرتغالي لويس كاسترو، المدير الفني لنادي النصر السعودي، في تصريحات متكررة خلال الفترة الأخيرة، الأسباب التي تدفعه إلى الإبقاء على قائد الفريق، كريستيانو رونالدو، في الملعب طوال مدة المباريات وعدم اللجوء إلى استبداله حتى في الحالات التي يكون فيها الفريق متقدماً بفارق مريح. وجاءت هذه التوضيحات ردًا على التساؤلات المستمرة من قبل وسائل الإعلام والمحللين حول إدارة الجهد البدني للاعب البالغ من العمر 39 عامًا في ظل جدول المباريات المزدحم.
خلفية الموضوع وسياقه
منذ انضمام كريستيانو رونالدو إلى نادي النصر في أوائل عام 2023، أصبح وجوده الدائم في التشكيلة الأساسية ومشاركته في كل دقيقة من دقائق المباريات تقريبًا سمة مميزة للفريق. وقد أثار هذا النهج نقاشًا واسعًا، خاصة مع تقدم اللاعب في العمر والمنافسة في بطولات متعددة تتطلب جهدًا بدنيًا عاليًا، مثل دوري روشن السعودي، وكأس خادم الحرمين الشريفين، ودوري أبطال آسيا. ويتساءل الكثيرون عن مدى ضرورة إشراكه في كامل وقت المباريات التي تبدو محسومة لضمان جاهزيته للمواجهات الأكثر أهمية.
الأسباب الرئيسية من وجهة نظر كاسترو
قدم لويس كاسترو تفسيراً شاملاً يعتمد على عدة محاور رئيسية، مؤكداً أن القرار ليس عشوائياً بل يستند إلى معطيات فنية وبدنية ونفسية. ويمكن تلخيص أبرز هذه الأسباب في النقاط التالية:
- الحالة البدنية الاستثنائية: أكد كاسترو مرارًا وتكرارًا أن رونالدو يتمتع بحالة بدنية فريدة من نوعها. وأشار إلى أن البيانات التي يتم جمعها من أجهزة التتبع خلال التدريبات والمباريات تظهر أن اللاعب لديه قدرة هائلة على التعافي والاستشفاء، وأن أرقامه البدنية لا تزال تضاهي لاعبين أصغر منه سنًا بكثير، مما يجعله قادرًا على تحمل ضغط اللعب لمدة 90 دقيقة كاملة دون أي تأثير سلبي على أدائه.
 - رغبة اللاعب وشغفه الدائم: يلعب الجانب الذهني دورًا حاسمًا في هذا القرار. فقد أوضح المدرب أن رونالدو نفسه يمتلك رغبة قوية وعقلية تنافسية تدفعه إلى المشاركة في كل لحظة ممكنة. ووصفه بأنه لاعب شغوف باللعب وتسجيل الأهداف، وأن إخراجه من الملعب قد يؤثر على حالته المعنوية ورغبته في مواصلة العطاء.
 - التأثير القيادي والمعنوي على الفريق: يُعتبر وجود رونالدو في الملعب بحد ذاته عاملاً معنويًا كبيرًا لزملائه ومصدر قلق للفريق المنافس. فبصفته قائدًا، فإن استمراره في اللعب حتى النهاية يبعث برسالة قوية حول الجدية والالتزام، ويحافظ على تركيز الفريق ويمنع أي تراخٍ محتمل.
 - الأهمية التكتيكية المستمرة: من الناحية الفنية، يمثل رونالدو المحور الهجومي الأبرز في خطط كاسترو. فحتى لو لم يسجل، فإن تحركاته وقدرته على إشغال المدافعين تفتح المساحات لزملائه، ويظل وجوده يشكل تهديدًا دائمًا يمكنه حسم المباراة في أي لحظة، وهو ما يجعله ورقة تكتيكية لا غنى عنها حتى الدقيقة الأخيرة.
 
لماذا يعتبر هذا الخبر مهماً؟
تكتسب تصريحات كاسترو أهميتها من كونها تبدد الغموض حول إحدى أكثر النقاط إثارة للجدل في إدارة فريق النصر. فهي لا تسلط الضوء فقط على الحالة البدنية المذهلة التي يحافظ عليها كريستيانو رونالدو في هذه المرحلة من مسيرته، بل تكشف أيضًا عن الديناميكية الخاصة بين اللاعب ومدربه، والتي تقوم على الثقة المتبادلة والتفاهم العميق. كما تعكس هذه الاستراتيجية مدى اعتماد النادي على نجمه الأول ليس فقط على المستوى الفني، ولكن أيضًا كقائد وملهم داخل أرض الملعب، مما يبرر قرار الإبقاء عليه كعنصر حاسم لضمان تحقيق الانتصارات.