مديرية الشباب والرياضة بالأقصر تطلق "كمل الزغروطة" للتوعية بالأمراض الوراثية
شهدت محافظة الأقصر مؤخرًا إطلاق مبادرة مجتمعية نوعية بعنوان "كمل الزغروطة"، وذلك برعاية وتنظيم من مديرية الشباب والرياضة بالمحافظة. تهدف المبادرة بشكل أساسي إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي بمخاطر الأمراض الوراثية، مع التركيز بشكل خاص على تلك الأمراض الناتجة عن زواج الأقارب، والذي لا يزال يمثل تحديًا صحيًا في بعض المجتمعات.

تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المتواصلة للدولة المصرية نحو بناء جيل صحي ومجتمع قوي، وتندرج ضمن فعاليات المبادرة الرئاسية الأوسع للتنمية البشرية التي تحمل اسم "بداية جديدة لبناء الإنسان". وقد تم تنفيذ المرحلة الأولى من المبادرة في نادي الشبان المسلمين بمنطقة أرمنت، مستهدفة أعضاء أندية السكان والشباب الفاعل في المنطقة لضمان وصول الرسالة إلى الفئات الأكثر احتياجًا للتوعية.
خلفية المبادرة وأهدافها
تستلهم مبادرة "كمل الزغروطة" اسمها من التقليد المصري والعربي الأصيل المتمثل في "الزغروطة" التي تعبر عن الفرح والبهجة، خاصة بمناسبة الزواج أو ولادة طفل جديد. ويهدف هذا الاسم الرمزي إلى ربط الفرحة المنتظرة بقدوم حياة جديدة سليمة وصحية، وتجنب المخاطر التي قد تعكر صفو هذه الفرحة نتيجة للإصابة بالأمراض الوراثية. تعمل المبادرة على تحقيق عدة أهداف محورية:
- رفع الوعي الصحي: توضيح مفهوم الأمراض الوراثية وكيفية انتقالها، مع التركيز على دور الفحوصات الطبية قبل الزواج.
 - التوعية بمخاطر زواج الأقارب: شرح العلاقة بين زواج الأقارب وزيادة احتمالية ظهور الأمراض الوراثية المتنحية.
 - تشجيع الفحص المبكر: حث الشباب والمقبلين على الزواج على إجراء الفحوصات الجينية الضرورية للكشف عن حاملي الأمراض الوراثية.
 - بناء أسرة صحية: دعم الأزواج والعائلات لاتخاذ قرارات مستنيرة تضمن صحة أجيالهم القادمة.
 - تمكين المجتمع: تزويد أفراد المجتمع بالمعلومات والأدوات اللازمة للحفاظ على صحتهم وصحة أسرهم.
 
دور المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان"
تُعد مبادرة "كمل الزغروطة" جزءًا لا يتجزأ من المبادرة الرئاسية الشاملة "بداية جديدة لبناء الإنسان"، التي أطلقتها القيادة السياسية المصرية بهدف تطوير رأس المال البشري وتحسين جودة حياة المواطنين في مختلف الجوانب. تركز هذه المبادرة على محاور متعددة تشمل التعليم، والصحة، والثقافة، والتمكين الاقتصادي، وتسعى إلى خلق بيئة داعمة لنمو الأفراد وتمكينهم من تحقيق أقصى إمكاناتهم. وفي هذا السياق، تلعب مبادرات التوعية الصحية مثل "كمل الزغروطة" دورًا حيويًا في تحقيق أحد أهم أهداف المبادرة الرئاسية، وهو بناء مجتمع صحي وقادر على الإنتاج والإبداع.
تفاصيل التنفيذ والأنشطة
تضمنت فعاليات مبادرة "كمل الزغروطة" في نادي الشبان المسلمين بأرمنت سلسلة من الأنشطة التفاعلية والورش التوعوية. وقد شارك في هذه الفعاليات مجموعة من المتخصصين والأطباء والمثقفين الصحيين، الذين قدموا معلومات قيمة حول الأمراض الوراثية الشائعة وطرق الوقاية منها. وشملت الأنشطة:
- محاضرات توعوية: تناولت جوانب الأمراض الوراثية، وأسبابها، وتأثيراتها، وكيفية تجنبها.
 - ورش عمل تفاعلية: أتاحت للمشاركين فرصة طرح الأسئلة ومناقشة التحديات المرتبطة بالموضوع.
 - توزيع مطبوعات ومواد إرشادية: لضمان استمرارية الوعي بعد انتهاء الفعاليات المباشرة.
 - جلسات استشارية فردية وجماعية: لتقديم المشورة المتخصصة للمهتمين والمقبلين على الزواج.
 
لقد صُممت هذه الأنشطة لتقديم المعلومات بلغة مبسطة ومناسبة لمختلف الشرائح العمرية والثقافية، مع التركيز على إشراك الشباب بشكل فعال. ويُعد استهداف أعضاء أندية السكان خطوة استراتيجية لضمان وصول الرسالة إلى الأسر ومناقشة هذه القضايا الحساسة في بيئة داعمة.
أهمية الخبر والتداعيات المتوقعة
تكتسب مبادرة "كمل الزغروطة" أهمية بالغة في سياق الجهود الوطنية لتحسين مؤشرات الصحة العامة وتقليل الأعباء الناتجة عن الأمراض المزمنة والوراثية. فالأمراض الوراثية لا تؤثر فقط على صحة الأفراد المصابين، بل تمتد آثارها لتشمل الأسر والمجتمع ككل، من حيث التكاليف العلاجية الباهظة، والضغوط النفسية والاجتماعية. من خلال زيادة الوعي وتشجيع الفحوصات قبل الزواج، يمكن للمبادرة أن تسهم بشكل فعال في:
- خفض معدلات الإصابة: التقليل من عدد المواليد المصابين بأمراض وراثية.
 - تحسين نوعية الحياة: ضمان مستقبل صحي أفضل للأجيال القادمة.
 - توفير الموارد الصحية: تقليل الحاجة إلى العلاجات المعقدة والمكلفة في المستقبل.
 - تعزيز ثقافة الوقاية: ترسيخ مبدأ أن الوقاية خير من العلاج في الوعي المجتمعي.
 
تُعتبر هذه المبادرات المجتمعية، التي تجمع بين جهود المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني، حجر الزاوية في بناء مجتمع يتمتع بالصحة والعافية، وتؤكد على التزام محافظة الأقصر ومديرية الشباب والرياضة بها تجاه تنمية الإنسان، بما يتماشى مع الرؤية الوطنية الشاملة لمستقبل مصر.





