مستشار جوان لابورتا: كيليان مبابي أحد مفاتيح الكلاسيكو

في تصريحات أثارت جدلاً واسعاً قبيل موعد الكلاسيكو المرتقب، والذي جمع قطبي الكرة الإسبانية برشلونة وريال مدريد في 21 أبريل 2024 ضمن منافسات الدوري الإسباني، أدلى إنريك ماسيب، مستشار رئيس نادي برشلونة جوان لابورتا، بتصريح لافت بشأن أهمية المباراة. شدد ماسيب على أن الكلاسيكو يحتفظ ببريقه وأهميته القصوى بغض النظر عن الظروف الحالية للفريقين، وهو ما يُعد أمراً تقليدياً في مثل هذه المواجهات التاريخية. إلا أن ما لفت الانتباه في حديثه كان إشارته غير المباشرة إلى النجم الفرنسي كيليان مبابي، معتبراً إياه 'أحد مفاتيح الكلاسيكو'، على الرغم من أن اللاعب لا يزال رسمياً لاعباً في صفوف باريس سان جيرمان ولم يمثل أي من الفريقين الإسبانيين بعد.

خلفية التصريح وسياق أزمة مبابي

إنريك ماسيب، لاعب كرة يد سابق ومسؤول رياضي حالي، يشغل منصب المستشار المقرب من رئيس نادي برشلونة جوان لابورتا. يُعرف ماسيب بصراحته ومتابعته الدقيقة لشؤون النادي، وغالباً ما تعكس تصريحاته الرؤى الاستراتيجية لمجلس إدارة برشلونة.

تأتي هذه التصريحات في خضم واحدة من أطول وأكثر قصص الانتقالات إثارة للجدل في كرة القدم الحديثة، وهي saga انتقال كيليان مبابي المحتملة إلى ريال مدريد. فمنذ سنوات، ظل اسم مبابي مرتبطاً بالنادي الملكي، وتحديداً منذ صيف 2021 ثم 2022، عندما رفض عروضاً مغرية من ريال مدريد لتجديد عقده مع باريس سان جيرمان. ومع اقتراب نهاية عقده الحالي في صيف 2024، ازدادت التكهنات حول انتقاله الوشيك إلى ملعب 'سانتياغو برنابيو' كلاعب حر، ما يجعل الصفقة الأكثر ترقباً في تاريخ كرة القدم الحديث.

التقارير الإعلامية العديدة، التي سبقت تصريح ماسيب بأسابيع قليلة، كانت تشير بقوة إلى أن مبابي قد توصل بالفعل لاتفاق مبدئي مع ريال مدريد للانضمام إليه بدءاً من الموسم المقبل، وهو ما أضاف بعداً جديداً للصراع الأبدي بين القطبين الإسبانيين.

لماذا يعتبر مبابي "مفتاح الكلاسيكو"؟

تفسير تصريح ماسيب يتجاوز مجرد الإشارة إلى لاعب غائب عن المباراة. يمكن قراءة ذلك على عدة مستويات:

• البُعد النفسي والمعنوي: ربما كان ماسيب يشير إلى التأثير النفسي الهائل الذي يمكن أن يحدثه قرب انضمام لاعب بحجم مبابي إلى المنافس التقليدي. هذا الأمر قد يضع ضغطاً إضافياً على لاعبي برشلونة لإثبات أنفسهم، وفي الوقت نفسه، قد يمنح لاعبي ريال مدريد دفعة معنوية كبيرة وهم يعلمون أن مستقبل فريقهم يحمل في طياته إضافة نجم عالمي.
• رسالة تحذيرية: قد يكون التصريح بمثابة تحذير ضمني لبرشلونة بضرورة إدراك حجم التحدي المستقبلي. إذا ما انضم مبابي إلى ريال مدريد، فإن ذلك سيعزز بشكل كبير من قوة هجوم النادي الملكي ويصعب مهمة أي منافس في الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا.
• لعبة الكراسي الموسيقية على الساحة الكروية: الكلاسيكو ليس مجرد مباراة كرة قدم؛ إنه صراع على الهيمنة في سوق الانتقالات وفي جذب أفضل المواهب. إشارة ماسيب إلى مبابي تبرز هذا الجانب، حيث أن الصراع على النجوم الكبار هو جزء لا يتجزأ من هوية الكلاسيكو.

التصريح يضع كرة القدم الحديثة في سياق يمزج بين الأداء في الملعب والتوترات خارج الملعب المتعلقة بسوق الانتقالات، مما يجعل كل مواجهة بين برشلونة وريال مدريد تحمل أبعاداً أعمق من نتيجة المباراة نفسها.

ردود الفعل وتحليلات الخبراء

أثارت تصريحات ماسيب موجة من التعليقات في الأوساط الإعلامية والجماهيرية. اعتبر البعض أن التصريح كان محاولة لزيادة الضغط على ريال مدريد أو لتحفيز لاعبي برشلونة.

عبرت الصحف الرياضية في إسبانيا عن اهتمام كبير بهذه التصريحات. ففي حين رأت صحف مقربة من برشلونة، مثل سبورت والموندو ديبورتيفو، أن ماسيب يرمي بذلك إلى تسليط الضوء على فارق القوة المحتمل في المستقبل والضغط على إدارة برشلونة لتدعيم الصفوف، اعتبرت صحف مدريدية، مثل ماركا وآس، التصريح بمثابة اعتراف غير مباشر بقوة ريال مدريد المتوقعة وبأن برشلونة يدرك حجم التهديد.

أشار محللون كرويون إلى أن هذه التصريحات تعكس مدى تأثير الشائعات المتعلقة بسوق الانتقالات على الأجواء المحيطة بالمباريات الكبرى. 'عندما يتحدث مستشار رئيس نادٍ عن لاعب ليس جزءاً من فريقه أو حتى منافسه المباشر في الملعب، فهذا يوضح أن اللاعب أصبح بالفعل ظلاً يلقي بظلاله على كل شيء'، هكذا علق أحد المحللين البارزين.

الجماهير على وسائل التواصل الاجتماعي انقسمت بين مؤيد ومعارض. مشجعو برشلونة اعتبروا التصريح حافزاً للفريق، بينما سخر مشجعو ريال مدريد من 'هوس' برشلونة بالصفقات المحتملة للنادي الملكي.

تأثير الصفقة المحتملة على ميزان القوى

في حال إتمام صفقة كيليان مبابي وانتقاله رسمياً إلى ريال مدريد، فإن ذلك لن يغير فقط ديناميكية الكلاسيكو القادمة، بل سيعيد تشكيل ميزان القوى في كرة القدم الأوروبية لسنوات قادمة. ريال مدريد سيضم إلى صفوفه، بالإضافة إلى لاعبين مثل فينيسيوس جونيور وجود بيلينغهام، أحد أفضل الهدافين والمراوغين في العالم، مما سيمنحهم قوة هجومية لا تضاهى.

هذا الوضع سيضع برشلونة تحت ضغط كبير لتعزيز صفوفه بلاعبين من طراز عالمي، على الرغم من القيود المالية التي يواجهها النادي الكتالوني. قد يدفع ذلك برشلونة للتركيز بشكل أكبر على أكاديميته 'لا ماسيا' أو البحث عن صفقات ذكية في سوق الانتقالات لتضييق الفجوة المحتملة.

الكلاسيكو القادم، والذي دارت هذه التصريحات حوله، لم يكن مجرد 90 دقيقة، بل كان فصلاً في معركة مستمرة تتجاوز حدود الملعب، تتضمن حرباً نفسية واستراتيجية في سوق الانتقالات.

إن تصريح إنريك ماسيب يسلط الضوء على الطبيعة المتشابكة لكرة القدم الحديثة، حيث تتداخل التكهنات حول الانتقالات الكبرى مع أهمية المباريات الفورية. فبينما كان التركيز منصباً على أداء الفريقين في الكلاسيكو، أضافت إشارة ماسيب إلى كيليان مبابي طبقة أخرى من التعقيد والتشويق، مؤكدة أن الصراع بين برشلونة وريال مدريد يتعدى حدود المستطيل الأخضر ليشمل كل جوانب اللعبة العالمية.