مشروع منار أبوظبي يضيء العين لأول مرة بـ 23 عملاً فنياً ضوئياً مستوحى من "البوصلة الضوئية"
شهدت مدينة العين مؤخراً انطلاق فصل جديد ومبهر من الفن العام، حيث قام مشروع منار أبوظبي بإضاءة المدينة بسلسلة من التركيبات الفنية الضوئية الآسرة لأول مرة في تاريخها. يجسد هذا الحدث الثقافي الرائد، الذي أطلقته دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، رؤية طموحة لتحويل المشهد الحضري للإمارة إلى معرض مفتوح للفن المعاصر. يشارك في هذه النسخة 23 عملاً فنياً ضوئياً فريداً، تتضافر جميعها لتحكي قصة "البوصلة الضوئية"، مقدِّمةً للجمهور تجربة بصرية وذهنية غنية تتفاعل مع التراث الغني والبيئة الطبيعية للمدينة.

خلفية المشروع وأهدافه الاستراتيجية
يمثل منار أبوظبي مبادرة ثقافية كبرى تهدف إلى إثراء المشهد الفني والعمراني في إمارة أبوظبي عبر الفن الضوئي. منذ إطلاقه، سعى المشروع إلى خلق حوار بين الفن والمجتمع، وتشجيع الإبداع والابتكار، وجعل الفن متاحاً للجميع في المساحات العامة. يهدف المشروع إلى تسليط الضوء على جماليات البيئة الطبيعية والمباني التاريخية والمعاصرة في الإمارة، وتحويلها إلى لوحات فنية متوهجة. يأتي اختيار مدينة العين، الواحة التاريخية التي تزخر بالمواقع التراثية والطبيعية الفريدة، كمحطة أولى لاستضافة هذه الفعالية بعد نجاح فعاليات المشروع في أبوظبي، ليعكس التزام دائرة الثقافة والسياحة بتعزيز مكانة المدينة كمركز ثقافي حيوي وتاريخي في آن واحد، ودمج الفن المعاصر مع أصالة التراث.
"البوصلة الضوئية": استكشافات فنية في العين
تتوزع الأعمال الفنية الضوئية الثلاثة والعشرون، التي تشكل جزءاً من فعاليات "البوصلة الضوئية"، في مواقع استراتيجية ومتنوعة عبر مدينة العين. تشمل هذه المواقع مساحات عامة، ومعالم تاريخية، وواحات خضراء، مما يتيح للزوار فرصة فريدة لاستكشاف المدينة من منظور جديد. كل عمل فني مصمم ليتفاعل مع محيطه، مقدِّماً تفسيرات بصرية مبتكرة لمفهوم "البوصلة الضوئية" الذي يستلهم فكرة التوجيه، الاستكشاف، والربط بين الماضي والحاضر والمستقبل. يستخدم الفنانون المشاركون، وهم نخبة من المواهب المحلية والعالمية، تقنيات ضوئية متنوعة ومواد مبتكرة لخلق تجارب حسية غامرة تحفز التفكير والتأمل في العلاقة بين الإنسان وبيئته، وتاريخ المنطقة، ومستقبلها.
- تنوع المواقع: تم اختيار المواقع بعناية لتشمل مناطق رئيسية مثل قلعة الجاهلي، وواحة العين، ومواقع أثرية أخرى، مما يضمن دمج الفن مع السرد التاريخي للمدينة.
- مشاركة فنية واسعة: تضم الفعالية أعمالاً لفنانين محليين وعالميين، مما يعكس التنوع الثقافي ويعزز التبادل الفني.
- تفاعل مع المجتمع: يتم تشجيع سكان وزوار العين على التفاعل مع التركيبات الفنية، والمشاركة في البرامج المصاحبة التي تشمل ورش عمل وجولات إرشادية.
الأهمية والتأثير الثقافي والاقتصادي
تتجاوز أهمية هذا الحدث كونه مجرد عرض فني؛ فهو يمثل دافعاً قوياً لتعزيز مكانة العين كوجهة سياحية وثقافية عالمية. من خلال تحويل المساحات العامة إلى صالات عرض مفتوحة، يسهم المشروع في إثراء الحياة الثقافية للمدينة، ويقدم تجربة تعليمية وترفيهية للجميع. يُتوقع أن يستقطب هذا المعرض الضوئي أعداداً كبيرة من الزوار من داخل الدولة وخارجها، مما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي، وينشط قطاع السياحة والضيافة. علاوة على ذلك، يعزز منار أبوظبي من الوعي بأهمية الفن العام ودوره في تشكيل الهوية الثقافية للمدن، ويوفر منصة للفنانين لعرض أعمالهم وإلهام الجيل القادم من المبدعين. إنه احتفال بالضوء، والفن، والتراث، يدعو الجميع لاكتشاف القصص التي تحكيها "البوصلة الضوئية".
تم إطلاق هذه الفعالية الثقافية الرائدة مؤخراً، ومن المتوقع أن تستمر لعدة أسابيع، موفرة فرصة فريدة للجمهور للانغماس في عالم من الضوء والإبداع.





