مصر تستضيف حفلاً ملكياً تاريخياً في قصر عابدين بحضور أمراء ونبلاء دوليين
في حدث ثقافي واجتماعي بارز، استضافت العاصمة المصرية القاهرة أواخر شهر أكتوبر 2023 حفل عشاء ملكي فاخر في قصر عابدين التاريخي. جمع هذا الحدث الفريد من نوعه نخبة من أمراء ونبلاء العالم، بالإضافة إلى أحفاد أسرة محمد علي باشا، في تجمع يهدف إلى إحياء ذكرى تاريخية هامة والترويج للتراث الثقافي المصري العريق.

تفاصيل الحدث وأهدافه
أقيم الحفل، الذي أطلق عليه اسم "العشاء الملكي"، بتنظيم من الأمير عباس حلمي الثالث، حفيد آخر خديوي لمصر، عباس حلمي الثاني. تمثل الهدف الرئيسي من هذه الفعالية في الاحتفال بمرور أكثر من 150 عاماً على الافتتاح الأسطوري لقناة السويس، والذي أقام من أجله الخديوي إسماعيل احتفالات ضخمة في عام 1869 حضرها ملوك وأمراء أوروبا في ذلك الوقت.
سعى المنظمون من خلال هذا التجمع إلى تسليط الضوء على فترة مهمة من تاريخ مصر الحديث وإعادة إحياء الأجواء الاحتفالية التي صاحبت افتتاح القناة، مما يعزز من مكانة مصر كوجهة للسياحة الثقافية والتاريخية. تضمن برنامج الحفل جولة للضيوف في أروقة ومتاحف قصر عابدين الغنية بمقتنياتها، تلاها حفل عشاء فاخر وعروض فنية وثقافية.
حضور رفيع المستوى
تميز الحفل بحضور دولي رفيع المستوى، حيث لبى الدعوة عدد من ممثلي العائلات الملكية والنبيلة من مختلف أنحاء العالم. كان من بين الحضور البارزين:
- أفراد من العائلة الملكية المصرية السابقة، أحفاد أسرة محمد علي.
- الأمير ليكا الثاني، ولي عهد ألبانيا.
- الدوم دوارتي بيو، دوق براغانزا والمطالب بعرش البرتغال.
- ممثلون عن عائلات ملكية ونبيلة من دول أوروبية أخرى مثل إيطاليا والنمسا وبلغاريا وفرنسا.
وقد شكل هذا التجمع منصة للتواصل الثقافي بين أحفاد شخصيات تاريخية لعبت أدواراً محورية في تشكيل العلاقات بين مصر وأوروبا في القرن التاسع عشر.
السياق التاريخي والأهمية
يحمل اختيار قصر عابدين كمكان للحدث دلالة رمزية كبيرة، فالقصر الذي شيده الخديوي إسماعيل كان مقراً للحكم في مصر لأكثر من ثمانين عاماً وشهد على العديد من التحولات السياسية والاجتماعية في تاريخ البلاد. يُعد القصر بحد ذاته تحفة معمارية وتاريخية تجسد فترة الانفتاح المصري على الثقافة الأوروبية.
تأتي أهمية هذا الحدث في كونه يعيد التذكير بواحد من أهم المشاريع القومية في تاريخ مصر، وهو قناة السويس، ويسلط الضوء على الإرث الحضاري الذي خلفته أسرة محمد علي. كما يعتبر خطوة لافتة في إطار الدبلوماسية الثقافية، حيث يساهم في تقديم صورة إيجابية عن استقرار مصر واحتفائها بتاريخها المتنوع، بعيداً عن الأجواء السياسية. وقد حظي الحدث بتغطية إعلامية واسعة، مما يعزز من قيمته في الترويج للمعالم التاريخية المصرية على الساحة العالمية.





