مصر تستقبل أولى وحدات القطار الكهربائي السريع ورئيس الوزراء يتفقدها بميناء الإسكندرية
في خطوة تاريخية لقطاع النقل المصري، شهد نوفمبر 2022 وصول أول قطار ضمن شبكة القطار الكهربائي السريع الجديدة إلى ميناء الإسكندرية. وقام رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، يرافقه وزير النقل الفريق كامل الوزير وعدد من المسؤولين، بتفقد القطار، الذي يعد باكورة أسطول ضخم من القطارات الحديثة التي ستشكل العمود الفقري لمنظومة نقل متكاملة ومستدامة في البلاد.

خلفية المشروع وأبعاده الاستراتيجية
يأتي وصول هذا القطار كجزء من عقد ضخم تم توقيعه مع شركة سيمنز موبيليتي العالمية، لإنشاء شبكة قطار كهربائي سريع تمتد لأكثر من 2000 كيلومتر على ثلاث خطوط رئيسية. يُوصف المشروع بأنه "قناة سويس جديدة على القضبان"، نظراً لأهميته في ربط موانئ البحر الأحمر بالبحر المتوسط، مما يعزز حركة التجارة والخدمات اللوجستية ويختصر زمن نقل البضائع بشكل كبير.
يهدف المشروع إلى تحقيق نقلة نوعية في خدمات نقل الركاب والبضائع، حيث يربط بين المناطق الساحلية والمراكز الصناعية والمدن الجديدة، وعلى رأسها العاصمة الإدارية الجديدة. كما يتماشى مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، من خلال توفير وسيلة نقل صديقة للبيئة تساهم في خفض الانبعاثات الكربونية وتخفيف الازدحام على الطرق البرية.
مواصفات القطار والأسطول المتكامل
القطار الذي تم تفقده هو من طراز "سيمنز فيلارو" (Siemens Velaro)، وهو أحد أحدث وأسرع القطارات في العالم، حيث تصل سرعته التشغيلية إلى 230 كيلومتراً في الساعة. يتميز القطار بتصميم عصري وخدمات ذكية متكاملة لضمان أقصى درجات الراحة والأمان للركاب، وتشمل هذه الخدمات:
- شاشات عرض معلومات للركاب في كل عربة.
- خدمة الإنترنت اللاسلكي (Wi-Fi) المتاحة لجميع الركاب.
- مقاعد مريحة ومساحات مخصصة لذوي الهمم.
- أنظمة تكييف هواء متطورة ونوافذ زجاجية خاصة لعزل الحرارة والضوضاء.
- منطقة مخصصة لتقديم الوجبات والمشروبات (بوفيه).
ويشمل العقد مع سيمنز توريد أسطول كامل ومتنوع يخدم أهداف الشبكة المختلفة، ويتكون من:
- 41 قطاراً فائق السرعة من طراز "فيلارو".
- 94 قطاراً إقليمياً من طراز "ديزايرو هاي كاباسيتي" (Desiro High Capacity).
- 41 قاطرة شحن بضائع من طراز "فيكترون" (Vectron).
بالإضافة إلى توريد الوحدات المتحركة، تتولى الشركة الألمانية أعمال الإشارات والاتصالات وأنظمة التحكم، مع تقديم خدمات الصيانة للأسطول بأكمله لمدة 15 عاماً.
الأثر الاقتصادي والاجتماعي المتوقع
أكد المسؤولون خلال جولة التفقد أن شبكة القطار السريع ستمثل شرياناً تنموياً جديداً لمصر، حيث ستسهم في تسهيل حركة الأفراد والبضائع بين مختلف أنحاء الجمهورية. من المتوقع أن يخدم المشروع عشرات الملايين من الركاب سنوياً بعد اكتمال مراحله، مما يقلل من زمن الرحلات بشكل ملحوظ؛ فعلى سبيل المثال، سيتم اختصار زمن الرحلة بين القاهرة والإسكندرية إلى أقل من ساعة.
على الصعيد الاقتصادي، يدعم المشروع قطاعات حيوية كالسياحة والصناعة، ويسهل الوصول إلى المناطق الأثرية الجديدة والمنتجعات السياحية. كما يوفر آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة خلال مراحل الإنشاء والتشغيل، ويعزز من جاذبية مصر كمركز لوجستي إقليمي.




