مصر تطلق مبادرة "افتح حسابك" للمغتربين بمشاركة بنك مصر
في إطار مساعيها المتواصلة لتعزيز الروابط الاقتصادية مع مواطنيها المقيمين بالخارج وجذب استثماراتهم ومدخراتهم إلى المنظومة المصرفية المحلية، تواصل جمهورية مصر العربية الترويج لمبادرة "افتح حسابك في مصر". وتعتبر هذه المبادرة، التي أطلقها البنك المركزي المصري ووزارة الخارجية وشؤون المصريين بالخارج، محورًا أساسيًا في جهود الدولة لتشجيع المصريين العاملين بالخارج على فتح حسابات مصرفية في البنوك المصرية. ويبرز دور بنك مصر كشريك استراتيجي وفعال في هذه المبادرة، حيث يسعى لتقديم مجموعة متكاملة من التسهيلات والخدمات المصرفية التي تلبي احتياجات هذه الشريحة الهامة من المواطنين.
خلفية المبادرة وأهدافها
تأتي مبادرة "افتح حسابك في مصر" ضمن رؤية أوسع للحكومة المصرية تهدف إلى تنمية الاقتصاد الوطني وتعزيز احتياطيات النقد الأجنبي. فمع وجود ملايين المصريين العاملين في مختلف دول العالم، تُشكل تحويلاتهم المالية مصدرًا حيويًا للعملات الأجنبية. لذا، تهدف المبادرة بشكل أساسي إلى:
- تسهيل الإجراءات: تبسيط عملية فتح الحسابات المصرفية للمصريين المقيمين بالخارج، سواء بالعملة المحلية أو بالعملات الأجنبية، والتغلب على التحديات البيروقراطية.
 - جذب المدخرات: تشجيع تحويل مدخرات المصريين بالخارج إلى البنوك المصرية، ودمجها في الدورة الاقتصادية للبلاد.
 - تقديم الخدمات المصرفية: توفير مجموعة واسعة من الخدمات المالية التي تلبي احتياجاتهم، من الودائع والقروض إلى الاستثمار والتحويلات الدولية.
 - دعم الاقتصاد الوطني: زيادة التدفقات الدولارية وتعزيز السيولة النقدية الأجنبية في البلاد، مما يساهم في استقرار سعر الصرف ودعم المشروعات التنموية.
 
وقد شهدت المبادرة زخمًا متزايدًا في السنوات الأخيرة، خاصة مع سعي البنك المركزي لتوفير حوافز إضافية للبنوك المشاركة والمغتربين على حد سواء.
دور بنك مصر في المبادرة
يعد بنك مصر، بصفته أحد أكبر البنوك الحكومية الرائدة في مصر والشرق الأوسط، لاعبًا محوريًا في إنجاح مبادرة "افتح حسابك في مصر". وقد قام البنك بتخصيص فرق عمل متخصصة وقنوات رقمية لدعم هذه المبادرة، مؤكداً التزامه بتقديم تجربة مصرفية سلسة ومريحة للمصريين العاملين بالخارج. وتشمل مشاركته جوانب عديدة منها:
- تبسيط إجراءات فتح الحساب: يمكن للمغتربين فتح حساباتهم عن بُعد أو من خلال أقرب فروع بنك مصر حول العالم أو حتى عبر القنصليات والسفارات المصرية في بعض الدول، مع تقليل المستندات المطلوبة.
 - توفير منتجات وخدمات خاصة: يقدم بنك مصر باقة متنوعة من المنتجات المصرفية المصممة خصيصًا للمغتربين، بما في ذلك حسابات التوفير الجارية بالعملات الأجنبية والمحلية، وشهادات الإيداع ذات العوائد التنافسية، وخدمات التحويلات السريعة.
 - الرقمنة والتكنولوجيا: يتيح البنك منصات رقمية متطورة، مثل الخدمات المصرفية عبر الإنترنت وتطبيق الهاتف المحمول، لإدارة الحسابات وإجراء المعاملات بسهولة ويسر من أي مكان في العالم.
 - التوعية والترويج: يشارك بنك مصر بنشاط في الحملات التوعوية للمبادرة، مستخدمًا قنواته المختلفة للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المصريين بالخارج وتعريفهم بالمزايا المقدمة.
 
التسهيلات والمزايا للمغتربين
يقدم بنك مصر ضمن هذه المبادرة حزمة من التسهيلات والمزايا التي تشجع المصريين بالخارج على التعامل مع البنوك المصرية، ومن أبرزها:
- إمكانية فتح حسابات بالجنيه المصري أو بالعملات الأجنبية الرئيسية دون الحاجة للتواجد الفعلي في مصر في بعض الحالات.
 - إصدار بطاقات الخصم المباشر والائتمان لاستخدامها داخل وخارج مصر.
 - الاستفادة من برامج الودائع وشهادات الاستثمار ذات العوائد المميزة والمصممة لتناسب مدخرات المغتربين.
 - الوصول إلى خدمات التمويل العقاري وتمويل السيارات بأسعار تنافسية.
 - تسهيل خدمة التحويلات المالية السريعة من الخارج إلى مصر والعكس.
 - إمكانية الحصول على المشورة المصرفية والمالية من خلال مديري علاقات العملاء المخصصين.
 
الأهمية الاقتصادية والتأثير المتوقع
تُعد مبادرة "افتح حسابك في مصر" ذات أهمية قصوى للاقتصاد المصري، حيث تُساهم في تحقيق عدة أهداف استراتيجية. فزيادة حجم الودائع بالعملات الأجنبية من شأنها أن تعزز احتياطيات البنك المركزي، وتوفر مرونة أكبر في التعامل مع التحديات الاقتصادية العالمية. كما أن دمج هذه المدخرات في النظام المصرفي يُمكن أن يُوجه نحو تمويل المشروعات التنموية الكبرى، مما يخلق فرص عمل ويحفز النمو الاقتصادي.
علاوة على ذلك، تُعزز المبادرة الثقة بين المغتربين ومؤسساتهم المصرفية الوطنية، وتُقدم لهم قنوات آمنة وشفافة لإدارة أموالهم. هذا النهج المتكامل لا يقتصر فقط على الجانب الاقتصادي، بل يمتد لتعزيز الانتماء الوطني للمصريين بالخارج، وجعلهم جزءًا فاعلًا في مسيرة التنمية المستدامة لبلادهم. ومع استمرار جهود البنك المركزي ووزارة الخارجية وبمشاركة فعالة من بنوك مثل بنك مصر، يُتوقع أن تُسهم هذه المبادرة في تحقيق قفزة نوعية في حجم المدخرات والتحويلات الوافدة من المصريين العاملين بالخارج في المستقبل القريب.





