مصرع شخصين جراء حريق في خط أنابيب نفط بحقل الزبير العراقي
شهد حقل الزبير النفطي جنوب العراق، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، حادثًا مأساويًا تمثل في اندلاع حريق ضخم بخط أنابيب نفط، مما أسفر عن وفاة شخصين، وفقًا لتقارير إعلامية نقلاً عن مصادر أمنية ونفطية. وقد هرعت فرق الإطفاء والدفاع المدني إلى موقع الحادث للسيطرة على النيران ومنع انتشارها، بينما باشرت السلطات المختصة تحقيقًا موسعًا للكشف عن ملابسات الحريق وأسبابه.
تُشير المعلومات الأولية إلى أن الضحيتين كانا من العمال أو الفنيين المتواجدين بالقرب من خط الأنابيب لحظة وقوع الحادث. ولم تتضح بعد الأسباب الدقيقة وراء اندلاع الحريق، حيث تتراوح الفرضيات بين عطل فني في خط الأنابيب أو أعمال صيانة كانت جارية، وبين احتمالات أخرى قد تكشفها التحقيقات الجارية. ويُعد هذا الحادث بمثابة تذكير بالمخاطر الكامنة في عمليات استخراج ونقل النفط، خاصة في المناطق التي تعتمد على بنية تحتية قديمة أو تحتاج إلى تحديثات مستمرة.
خلفية عن حقل الزبير النفطي
يقع حقل الزبير في محافظة البصرة، جنوب العراق، ويُعد واحدًا من أكبر وأهم حقول النفط في البلاد. يُساهم الحقل بشكل كبير في الإنتاج النفطي للعراق، الذي يُعد ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك. تُشرف على إدارة عمليات الحقل شركة نفط البصرة الحكومية، بالشراكة مع شركات نفط عالمية كبرى مثل إيني الإيطالية وأوكسيدنتال بتروليوم الأمريكية وكوغاس الكورية الجنوبية، بهدف تطوير وزيادة القدرة الإنتاجية للحقل.
تلعب صادرات النفط دورًا حيويًا في الاقتصاد العراقي، حيث تُشكل المصدر الرئيسي للإيرادات الحكومية. وبالتالي، فإن أي حادث يؤثر على البنية التحتية النفطية، حتى لو كان محدودًا في تأثيره على الإنتاج الكلي، يُلقي بظلاله على الاستقرار الاقتصادي ويُبرز أهمية الحفاظ على سلامة وكفاءة هذه المنشآت الحيوية. لطالما واجهت البنية التحتية النفطية في العراق تحديات متعددة، تتراوح بين تقادم بعض خطوط الأنابيب والحاجة إلى صيانتها وتحديثها، وبين تعرضها لأعمال تخريب أو سرقة نفط غير مشروعة في بعض الأحيان.
تداعيات التحقيق والسلامة
على الرغم من فداحة الخسائر البشرية، لم تُشر التقارير الأولية إلى أن الحادث قد أثر بشكل كبير على مستويات الإنتاج العام للنفط في حقل الزبير أو على صادرات العراق النفطية. عادةً ما تكون الشركات النفطية الكبرى لديها خطط طوارئ وآليات للتحويل أو عزل الأجزاء المتضررة من الشبكة لضمان استمرارية العمليات.
أكدت وزارة النفط العراقية وشركة نفط البصرة على إطلاق تحقيق فوري وشامل لتحديد الأسباب الجذرية للحريق وتقديم الدعم اللازم لعائلات الضحايا. من المتوقع أن يُركز التحقيق على عدة جوانب، منها: تحليل حالة خط الأنابيب، مراجعة بروتوكولات السلامة المتبعة، وتقييم أداء فرق الصيانة والتشغيل. تُعد نتائج هذا التحقيق حاسمة ليس فقط لكشف ملابسات هذا الحادث بعينه، بل أيضًا لتطبيق إجراءات وقائية أكثر صرامة وتحديث الأنظمة المعنية بالسلامة في جميع الحقول والمنشآت النفطية العراقية لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي في المستقبل والحفاظ على أرواح العاملين وسلامة البيئة.