مصرع طالب إعدادي طعناً بمفك على يد زميله خلال وصلة مزاح في الدقهلية
شهدت محافظة الدقهلية مؤخرًا، وتحديدًا في قرية الحصص التابعة لمركز شربين، حادثة مأساوية هزت الرأي العام المحلي، تمثلت في وفاة الطالب زياد السعيد الشافعي، وهو طالب في المرحلة الإعدادية، متأثرًا بإصابة خطيرة تعرض لها. لقي الشافعي مصرعه إثر طعنة نافذة في الرأس باستخدام أداة حادة، يُعتقد أنها مفك، وجهها له زميل له خلال ما بدأ على أنه وصلة مزاح بريئة تطورت بشكل مفاجئ إلى عراك مميت. وقد سادت حالة من الحزن والصدمة أجواء القرية والمناطق المحيطة بها، تجلت بوضوح في الجنازة المهيبة التي شيعها الآلاف من أهالي المنطقة.
تفاصيل الواقعة الأليمة وخلفياتها
وقعت الحادثة المؤلمة بعد انتهاء اليوم الدراسي، حيث كان الطالبان، زياد السعيد الشافعي وزميله، يتواجدان في منطقة قريبة من المدرسة أو أحد الشوارع الجانبية بالقرية. بدأت المشادة بينهما على إثر وصلة مزاح عادية تخللها رش مياه، وهو أمر شائع بين طلاب المدارس في هذه المرحلة العمرية. إلا أن هذا المزاح سرعان ما تحول إلى شجار عنيف وتلاسُن، تطور بشكل مفاجئ إلى استخدام العنف الجسدي. خلال هذا الشجار، قام الزميل بطعن زياد بآلة حادة، قيل إنها مفك، مستهدفًا رأسه. وعلى الفور، سقط الطالب زياد غارقًا في دمائه، وتم نقله إلى المستشفى في محاولة لإنقاذه، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بجراحه الخطيرة، مما ترك صدمة عميقة لدى ذويه والمجتمع.
- الضحية: الطالب زياد السعيد الشافعي، في المرحلة الإعدادية.
 - المتهم: زميل الضحية، وهو أيضًا طالب في نفس المرحلة الدراسية.
 - الأداة المستخدمة: مفك.
 - السبب المباشر: مشادة تطورت من وصلة مزاح ورش مياه.
 - المكان: قرية الحصص، مركز شربين، محافظة الدقهلية.
 - الإصابة: طعنة نافذة في الرأس أدت إلى الوفاة.
 
التحقيقات والإجراءات القانونية
على إثر الواقعة المروعة، تحركت الأجهزة الأمنية في الدقهلية على الفور. تم إخطار النيابة العامة التي باشرت التحقيقات لكشف ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات. ألقت الشرطة القبض على زميل الطالب المتهم بتوجيه الطعنة، وتم استجوابه للوقوف على كافة التفاصيل التي أدت إلى هذه النهاية المأساوية. وقد أمرت النيابة العامة بتشريح جثة الفقيد لبيان السبب الحقيقي والكامل للوفاة، كما يتم حاليًا جمع الأدلة وسماع شهادات الشهود المحتملين الذين ربما رأوا أجزاءً من المشاجرة. ونظرًا لأن المتهم قد يكون حدثًا (قاصرًا)، فإن الإجراءات القانونية ستتبع المسار المخصص للأحداث، والذي يركز على إعادة التأهيل بجانب العقاب، مما قد يؤثر على طبيعة الحكم النهائي الصادر.
ردود الفعل المجتمعية وتشييع الجثمان
خلفت هذه الحادثة حالة من الحزن العميق والغضب بين أهالي قرية الحصص والمناطق المجاورة. وقد تجسد هذا الحزن في مشهد تشييع جثمان الطالب زياد الشافعي، حيث احتشد الآلاف من أفراد عائلته وأصدقائه ومعلميه وجموع غفيرة من الأهالي لتوديع الفقيد إلى مثواه الأخير. الجنازة كانت مهيبة، عكست حجم الصدمة التي أصابت الجميع بسبب فقدان طفل في مقتبل العمر بهذا الشكل المأساوي. عبّر الكثيرون عن أسفهم الشديد لما وصلت إليه الأمور بين الشباب، وطالبوا بضرورة تعزيز الوعي بقضايا العنف المدرسي وتداعياته الخطيرة. كما تزايدت المطالبات بتوفير بيئة مدرسية أكثر أمانًا وتدخلات نفسية واجتماعية للتعامل مع أي سلوكيات عنيفة محتملة بين الطلاب.
سياق أوسع ومخاوف مجتمعية
تسلط هذه الواقعة الضوء على ظاهرة العنف بين الشباب في المدارس والمجتمع بشكل عام. فالنزاعات البسيطة التي يمكن حلها بالحوار غالبًا ما تتصاعد إلى أعمال عنف خطيرة بسبب غياب الوعي بمهارات فض النزاعات، أو نقص الرقابة الأبوية والمدرسية. يثير هذا الحادث تساؤلات حول دور المؤسسات التعليمية والأسر في غرس قيم التسامح واحترام الآخر، وأيضًا كيفية التعامل مع السلوكيات العدوانية لدى الطلاب قبل أن تتحول إلى كوارث. تؤكد هذه المأساة على الحاجة الملحة لبرامج توعية شاملة تستهدف الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين لتعزيز بيئة تعليمية آمنة وداعمة، وتدريب الطلاب على كيفية التعامل مع الخلافات دون اللجوء إلى العنف.
تظل التحقيقات جارية لكشف كافة الأبعاد المحيطة بالحادثة، بينما يبقى الحزن مخيمًا على القرية التي فقدت أحد أبنائها في ظروف لا تزال تثير الكثير من الأسئلة حول ممارسات المزاح وحدودها، وتداعيات الغضب بين الصغار.





