مصرع مصورين في موقع تصوير.. وزوجة خالد الصاوي تكشف عن تفاصيل مثيرة للجدل
شهد الوسط الفني المصري خلال الساعات الماضية فاجعة مؤلمة بوفاة المصورين الشابين ماجد هلال وكيرلس صلاح، إثر حادث مأساوي وقع أثناء قيامهما بعملهما في مدينة بورسعيد. الحادث، الذي وقع نتيجة سقوطهما من رافعة على ارتفاع شاهق، أثار موجة واسعة من الحزن، لكنه اتخذ منحىً أكثر تعقيدًا بعد التصريحات التي أدلت بها السيدة مي كريم، زوجة الفنان خالد الصاوي، والتي ألمحت فيها إلى وجود جوانب غامضة تحيط بالواقعة.

تفاصيل الحادث المأساوي
وقع الحادث أثناء تصوير أحد المشاريع الفنية، حيث كان المصوران ماجد هلال وكيرلس صلاح يستخدمان رافعة (ونش) لالتقاط مشاهد من زاوية مرتفعة. وبحسب المعلومات الأولية، فقد سقط الثنائي من أعلى الرافعة بشكل مفاجئ، مما أدى إلى وفاتهما على الفور. أثارت الواقعة تساؤلات فورية حول معايير السلامة والأمان المتبعة في مواقع التصوير، خاصة تلك التي تتطلب من طاقم العمل استخدام معدات خطرة أو العمل في ظروف غير اعتيادية.
شهادة تثير الشكوك
في تطور لافت، نشرت السيدة مي كريم، زوجة الفنان خالد الصاوي، منشورًا عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، كشفت فيه عن تفاصيل أضافت بعدًا جديدًا للقضية. وأوضحت أن المصورين الراحلين كانا يعملان على مشروع خاص بها. لكن النقطة الأكثر إثارة للجدل في شهادتها كانت إشارتها إلى اختفاء معدات التصوير الخاصة بالضحيتين، وتحديدًا الكاميرات وبطاقات الذاكرة (الكروت)، عقب الحادث مباشرة. وكتبت متسائلة: «مش لاقيين الكاميرات ولا الكروت»، وهو ما فتح الباب أمام تكهنات حول ما إذا كان الحادث عرضيًا بحتًا أم أن هناك محاولة لإخفاء الأدلة أو محتويات اللقطات الأخيرة التي صوراها.
هذه التصريحات حولت القضية من مجرد حادث مهني مأساوي إلى واقعة تحوم حولها شبهات، ودفعت الكثيرين للمطالبة بتحقيق شفاف وشامل لكشف جميع ملابسات الوفاة وما إذا كان هناك إهمال جسيم أو أبعاد أخرى لم تتضح بعد.
تحرك الجهات الرسمية والنقابية
فور وقوع الحادث، باشرت النيابة العامة في بورسعيد تحقيقاتها للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء سقوط المصورين. وشملت التحقيقات الأولية معاينة موقع الحادث، وسؤال شهود العيان، والتحفظ على الرافعة لفحصها فنيًا والتأكد من مدى صلاحيتها وتوافر عوامل الأمان فيها. كما استدعت النيابة المسؤولين عن موقع التصوير للتحقيق معهم بشأن الإجراءات المتبعة لتأمين فريق العمل.
من جانبها، أصدرت نقابة المهن السينمائية بيانًا نعت فيه المصورين الراحلين، وأكدت متابعتها عن كثب للتحقيقات الجارية. وأعادت هذه الفاجعة تسليط الضوء على المخاطر التي يتعرض لها العاملون في الصناعة الفنية، وفتحت نقاشًا واسعًا حول ضرورة تشديد الرقابة على شركات الإنتاج وإلزامها بتطبيق أعلى معايير السلامة المهنية لحماية أرواح أطقم التصوير.
تداعيات في الوسط الفني
خلّف الحادث صدمة كبيرة في الوسط الفني والمصورين في مصر، حيث سارع عدد كبير من الفنانين والمخرجين إلى تقديم التعازي لأسر الضحيتين عبر منصات التواصل الاجتماعي. لم تقتصر ردود الفعل على النعي والحزن، بل امتدت لتصبح دعوات جادة لمراجعة ظروف العمل في القطاع، والتي غالبًا ما تتسم بالخطورة. وقد أشار العديد من المتخصصين إلى أن:
- المصورين ومساعديهم غالبًا ما يضطرون لاتخاذ أوضاع خطرة للحصول على اللقطة المطلوبة.
 - بعض جهات الإنتاج قد تتهاون في توفير معدات الحماية اللازمة لتقليل التكاليف.
 - هناك حاجة ملحة لتفعيل دور النقابات في الرقابة الميدانية على مواقع التصوير وليس فقط بعد وقوع الكوارث.
 
لا تزال التحقيقات مستمرة لكشف الحقيقة كاملة، بينما ينتظر الرأي العام والوسط الفني نتائجها لمعرفة ما إذا كانت وفاة ماجد هلال وكيرلس صلاح مجرد قضاء وقدر، أم أنها نتيجة إهمال يستوجب المحاسبة، خاصة في ظل الغموض الذي أضافته شهادة زوجة الفنان خالد الصاوي.