مفاتيح تأهل الأهلي والمصري لدور المجموعات الأفريقي
تتجه أنظار عشاق كرة القدم المصرية والقارية نحو مواجهتين حاسمتين يخوضهما عملاقا الكرة المصرية، النادي الأهلي والنادي المصري البورسعيدي، في الأيام القليلة المقبلة، بهدف حسم تأهلهما إلى دور المجموعات من البطولات الأفريقية للأندية. يمثل هذا الدور بوابة العبور إلى مراحل متقدمة تضمن الاستقرار الفني والمالي وتليق بطموحات جماهير الناديين العريقة. هذه المباريات لا تمثل مجرد تحديات رياضية عابرة، بل هي محطات مفصلية تحدد مسار الفريقين في القارة السمراء لهذا الموسم.

الخلفية والسياق العام للمواجهات الأفريقية
تتمتع البطولات الأفريقية للأندية بأهمية قصوى للفرق المصرية، نظراً للمكانة التاريخية التي تحتلها هذه الأندية على الساحة القارية، بالإضافة إلى العوائد المادية الكبيرة التي يوفرها الوصول إلى مراحل متقدمة. فدور المجموعات يضمن لكل نادٍ عوائد مالية مجزية تساعد في دعم ميزانية الأندية، فضلاً عن تعزيز السمعة الرياضية وجذب اللاعبين المميزين. الأندية المصرية، وعلى رأسها الأهلي، اعتادت على الوجود في منصات التتويج الأفريقية، مما يجعل أي إخفاق في تجاوز الأدوار التمهيدية أمراً غير مقبول جماهيرياً وإدارياً.
غالباً ما تكون الأدوار التمهيدية محفوفة بالمخاطر، نظراً لتعدد الرحلات الطويلة لمواجهة فرق من ثقافات كروية مختلفة، وفي ملاعب قد لا تكون بنفس جودة الملاعب المحلية، إلى جانب عوامل الطقس وتباين مستويات التحكيم. لذا، فإن التعامل مع هذه المرحلة بحذر وتركيز شديدين يُعد مفتاحاً للنجاح.
النادي الأهلي: مهمة دوري أبطال أفريقيا
يستعد النادي الأهلي، حامل الرقم القياسي في عدد ألقاب دوري أبطال أفريقيا، لمواجهة حاسمة ضد فريق إيجل نوار البوروندي في إياب الدور التمهيدي الثاني من بطولة دوري أبطال أفريقيا. كان لقاء الذهاب الذي أقيم في بوجومبورا قد انتهى بفوز الأهلي بهدف نظيف، سجله لاعبه بيرسي تاو، وهي نتيجة إيجابية للغاية تضع الأهلي في موقف مريح نسبياً قبل لقاء الإياب في القاهرة.
لحسم التأهل بشكل مؤكد، يحتاج الأهلي إلى الفوز بأي نتيجة، أو التعادل، أو حتى الخسارة بفارق هدف وحيد (0-1) بشرط عدم تسجيل الفريق البوروندي لأكثر من هدف واحد. ومع ذلك، يشدد المدير الفني للأهلي، مارسيل كولر، على أهمية عدم الاستهانة بالخصم وضرورة اللعب بجدية قصوى لتجنب أي مفاجآت. من المتوقع أن يعتمد الأهلي على خبرة لاعبيه الكبار أمثال الحارس محمد الشناوي ولاعب الوسط إمام عاشور، مع تطبيق ضغط عالٍ ومحاولة تسجيل هدف مبكر يريح الأعصاب ويقتل المباراة. الهدف الرئيسي هو تأمين التأهل بأداء مقنع يؤكد جاهزية الفريق للمنافسة على اللقب.
النادي المصري: طموحات كأس الكونفدرالية
على الجانب الآخر، يواجه النادي المصري البورسعيدي تحدياً أصعب نسبياً في بطولة كأس الكونفدرالية الأفريقية، حيث يستعد لمواجهة فريق الاتحاد الليبي في إياب الدور التمهيدي الثاني. انتهت مباراة الذهاب التي أقيمت على أرض المصري في الإسكندرية بالتعادل السلبي بدون أهداف، وهي نتيجة تضع المصري تحت ضغط الفوز أو التعادل الإيجابي خارج أرضه.
لضمان التأهل، يحتاج المصري للفوز بأي نتيجة في لقاء الإياب، أو التعادل الإيجابي (1-1، 2-2، إلخ). أما التعادل السلبي (0-0) فسيقود المباراة إلى ركلات الترجيح. يستضيف الاتحاد الليبي المباراة على ملعب محايد، غالباً ما يكون في تونس، بسبب ظروف الملاعب في ليبيا، مما قد يقلل قليلاً من عامل الأرض والجمهور لصالحه. المدرب علي ماهر يعمل على إعداد فريقه ذهنياً وبدنياً لهذه المواجهة المصيرية، مع التركيز على استغلال الفرص الهجومية ومعالجة أي ثغرات دفاعية. لاعبون مثل مروان حمدي وحسن علي سيكون عليهم عبء كبير في قيادة الخطوط الهجومية للفريق البورسعيدي نحو تحقيق إنجاز تاريخي يضاف إلى سجل النادي.
التحديات المشتركة والعوامل الحاسمة
- الاستقرار الفني والتكتيكي: يجب على الجهاز الفني لكل فريق وضع الخطة المناسبة لكل مباراة، مع مراعاة نقاط قوة وضعف الخصم، والقدرة على تعديل التكتيكات خلال اللقاء.
- جاهزية اللاعبين البدنية والذهنية: يتطلب اللعب في البطولات الأفريقية مستوى عالياً من اللياقة البدنية والتركيز الذهني، خاصة في ظل ضغط المباريات والسفر المتواصل.
- التعامل مع ضغط المباريات: تعد القدرة على التعامل مع الضغط الجماهيري والإعلامي وضغط النتيجة عاملاً حاسماً في مثل هذه المواجهات. يجب على اللاعبين الحفاظ على هدوئهم وتطبيق التعليمات الفنية بدقة.
- الاستفادة من عامل الأرض والجمهور (للأهلي): الجمهور الأهلاوي معروف بمساندته القوية، واستغلال هذا الدعم يمكن أن يمنح الفريق دفعة معنوية هائلة. بينما بالنسبة للمصري، يجب التأقلم مع اللعب خارج أرضه والتعامل مع أجواء المباراة.
في الختام، تتطلع الجماهير المصرية إلى رؤية ممثليها يكملان المشوار الأفريقي بنجاح. إن تأهل الأهلي والمصري إلى دور المجموعات لن يعزز فقط من مكانة الكرة المصرية على الساحة القارية، بل سيمنح دفعة معنوية كبيرة للاعبين والأجهزة الفنية والجماهير، ويضع أساساً قوياً لمواصلة المنافسة على الألقاب في نهاية المطاف.





