مقتل فلسطينيين اثنين بنيران إسرائيلية شرق غزة
أعلنت مصادر طبية فلسطينية، يوم الاثنين، عن مقتل شابين فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية بالقرب من السياج الحدودي شرق مدينة غزة. ووقعت الحادثة في منطقة الشعف بحي التفاح، وهي منطقة تشهد توترات متكررة على خلفية الاحتجاجات والمواجهات الحدودية. وقد قدم كل من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي روايات متباينة حول ملابسات الحادث، مما يعكس حالة الاستقطاب الشديد التي تميز الصراع.

تفاصيل الحادثة وروايات متضاربة
وفقًا لبيان صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، فإن الشابين وصلا إلى المستشفى وقد فارقا الحياة نتيجة إصابتهما بأعيرة نارية حية في الجزء العلوي من الجسم. ونقلت وكالات أنباء محلية عن شهود عيان قولهم إن إطلاق النار حدث بينما كان الشابان يتواجدان في منطقة مفتوحة وقريبة من السياج الأمني، دون أن تتضح طبيعة نشاطهما في الموقع على وجه الدقة. وقد وصفت مصادر فلسطينية استخدام القوة المميتة بأنه مفرط وغير مبرر.
في المقابل، قدم الجيش الإسرائيلي رواية مختلفة للحدث. وفي بيان له، ذكر أن قوات المراقبة رصدت عددًا من المشتبه بهم وهم يقتربون من السياج الأمني بطريقة أثارت الشكوك. وأضاف البيان أن القوات تصرفت وفقًا لإجراءات الاشتباك المتبعة للتعامل مع التهديدات المحتملة، والتي تشمل محاولات التسلل أو زرع عبوات ناسفة. وأكد الجيش أنه تم إطلاق النار تجاه المشتبه بهم بعد عدم استجابتهم للتحذيرات، بهدف تحييد ما وصفه بـ "التهديد المباشر" لأمن المنطقة والقوات المتمركزة هناك.
السياق والخلفية: توتر مستمر على حدود غزة
تأتي هذه الحادثة ضمن سياق من التوتر المستمر على طول الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل. يخضع القطاع لحصار إسرائيلي ومصري منذ سيطرة حركة حماس عليه في عام 2007، مما أدى إلى تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية والاقتصادية. وقد شهدت المناطق الحدودية مواجهات عنيفة ومنتظمة، كان أبرزها "مسيرات العودة الكبرى" التي انطلقت في عام 2018 للمطالبة بإنهاء الحصار، وأسفرت عن مقتل مئات الفلسطينيين وإصابة الآلاف برصاص القوات الإسرائيلية.
تعتبر إسرائيل المناطق القريبة من السياج الحدودي "مناطق عازلة" محظورة، وتبرر استخدامها للقوة بضرورة حماية حدودها ومنع الهجمات. من ناحية أخرى، يؤكد الفلسطينيون أن هذه المناطق تضم أراضيهم الزراعية، وأن الاحتجاجات التي تحدث فيها هي وسيلة للتعبير عن رفضهم للحصار والمطالبة بحقوقهم الأساسية.
ردود الفعل والتداعيات المحتملة
أثارت الحادثة إدانات واسعة من قبل الفصائل الفلسطينية في غزة، التي وصفت ما حدث بأنه "جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال". وقد حملت هذه الفصائل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن تداعيات الحادث، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوضع حد لما أسمته "الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة". ومن المتوقع أن يتم تشييع جثماني الشابين في وقت لاحق، وسط دعوات لفعاليات احتجاجية للتنديد بالحادثة.
على الصعيد السياسي، تزيد مثل هذه الحوادث من تعقيد جهود الوساطة التي تقودها أطراف إقليمية ودولية، مثل مصر وقطر والأمم المتحدة، بهدف الحفاظ على حالة الهدوء الهش ومنع التصعيد بين الفصائل المسلحة في غزة وإسرائيل. وغالبًا ما تؤدي هذه الأحداث إلى تصاعد التوتر، مما يهدد بإشعال جولة جديدة من المواجهات العسكرية الأوسع نطاقًا.