ممتلكات و SandboxAQ تعلنان شراكة استراتيجية لتطوير منظومة تكنولوجيا حيوية متقدمة في البحرين
في إعلان بارز صدر يوم الثلاثاء الموافق 28 أكتوبر 2025، كشفت شركة ممتلكات البحرين القابضة، صندوق الثروة السيادي لمملكة البحرين، عن دخولها في شراكة استراتيجية مع شركة SandboxAQ، الرائدة عالمياً في مجالات الذكاء الاصطناعي (AI) والحوسبة الكمومية (Quantum Computing). تهدف هذه الشراكة الطموحة إلى تسريع وتيرة تطوير منظومة متكاملة ومتطورة للتكنولوجيا الحيوية في البحرين، مما يعكس التزام المملكة الراسخ بالابتكار وتنويع اقتصادها الوطني نحو قطاعات المستقبل.

تعد هذه المبادرة خطوة محورية ضمن مساعي البحرين المستمرة لترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للتقنيات المتقدمة وعلوم الحياة. فمن خلال دمج الخبرات المالية والاستثمارية الواسعة لممتلكات مع القدرات التكنولوجية المتطورة لشركة SandboxAQ، من المتوقع أن تُحدث هذه الشراكة تحولاً جذرياً في المشهد التكنولوجي والعلمي للمملكة، وفتح آفاق جديدة للبحث والتطوير والابتكار في مجال التكنولوجيا الحيوية.
الخلفية والسياق الاستراتيجي
تأتي هذه الشراكة في سياق رؤية البحرين الاقتصادية 2030، التي تهدف إلى بناء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة والابتكار، وتقليل الاعتماد على النفط. تلعب شركة ممتلكات دوراً محورياً في تحقيق هذه الرؤية من خلال الاستثمار في قطاعات استراتيجية ذات قيمة مضافة عالية وقدرة على خلق فرص عمل نوعية. التكنولوجيا الحيوية هي أحد هذه القطاعات الواعدة، نظراً لإمكانياتها الهائلة في تحسين الرعاية الصحية، وتطوير الصناعات الدوائية، وتوفير حلول مبتكرة لتحديات عالمية.
من جانبها، تُعرف شركة SandboxAQ، التي انبثقت عن شركة ألفابت (جوجل)، بخبرتها الفائقة في تطوير حلول قائمة على الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية في مجالات متنوعة، بما في ذلك الأمن السيبراني، والملاحة، وتحسين أداء الحواسيب، وعلوم المواد، وبالأخص تطبيقاتها في مجال علوم الحياة واكتشاف الأدوية. يمثل دمج هذه التقنيات المتقدمة مع التكنولوجيا الحيوية نقطة تحول محتملة، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تسريع تحليل البيانات البيولوجية المعقدة، بينما يمكن للحوسبة الكمومية أن تفتح آفاقاً جديدة في محاكاة الجزيئات وتصميم الأدوية.
أهداف ونطاق الشراكة
تتجاوز هذه الشراكة مجرد الاستثمار المالي؛ إنها تهدف إلى بناء منظومة متكاملة للتكنولوجيا الحيوية، تشمل جوانب متعددة. من المتوقع أن تركز المبادرة على عدة محاور رئيسية، منها:
- تطوير البنية التحتية البحثية: إنشاء وتجهيز مراكز بحث ومختبرات متطورة قادرة على استضافة أبحاث رائدة في مجالات مثل الجينوميات، والبروتيوميات، وتطوير العقاقير، والطب الشخصي.
- جذب وتنمية المواهب: العمل على استقطاب العلماء والباحثين والمهندسين الموهوبين إلى البحرين، وتوفير برامج تدريب وتطوير للمواهب المحلية في علوم البيانات، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمومية، والتكنولوجيا الحيوية.
- دعم الابتكار وريادة الأعمال: تأسيس حاضنات ومسرعات أعمال متخصصة في التكنولوجيا الحيوية، لتشجيع الشركات الناشئة وتحويل الأفكار البحثية إلى منتجات وخدمات قابلة للتطبيق التجاري.
- تطبيق حلول الذكاء الاصطناعي والكمومي: استخدام تقنيات SandboxAQ المتقدمة لتحليل كميات هائلة من البيانات البيولوجية، وتسريع عمليات اكتشاف الأدوية، وتحسين دقة التشخيص، وتطوير علاجات جديدة.
- بناء القدرات المحلية: تعزيز التعاون بين الأوساط الأكاديمية والصناعية والحكومية لضمان نمو مستدام لقطاع التكنولوجيا الحيوية في المملكة.
الأهمية والتأثير المحتمل
تحمل هذه الشراكة أهمية استراتيجية كبيرة للبحرين والمنطقة ككل. على الصعيد الاقتصادي، ستسهم في:
- تنويع مصادر الدخل: من خلال إنشاء قطاع جديد ومتنامٍ لا يعتمد على الموارد التقليدية.
- خلق فرص عمل عالية القيمة: في مجالات تتطلب مهارات متخصصة ومعرفة عميقة.
- جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة: من خلال إظهار التزام البحرين بالابتكار وامتلاكها للبنية التحتية والخبرات اللازمة.
- تعزيز تنافسية البحرين: كمركز للابتكار التكنولوجي وعلوم الحياة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
على الصعيد العلمي والاجتماعي، يمكن أن تؤدي هذه المنظومة إلى:
- تقدم في الرعاية الصحية: من خلال تطوير علاجات ووسائل تشخيص أكثر فعالية ودقة.
- تعزيز البحث العلمي: ووضع البحرين على خارطة البحث العالمي في التكنولوجيا الحيوية المتقدمة.
- معالجة التحديات الصحية الإقليمية والعالمية: من خلال الأبحاث التي تتم في هذه المنظومة.
الآفاق المستقبلية
تتطلع ممتلكات وSandboxAQ إلى بناء نموذج يحتذى به في المنطقة، يجمع بين الابتكار التكنولوجي والاستثمار الاستراتيجي لتسخير إمكانات التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية. من المتوقع أن تشهد السنوات القادمة إطلاق مشاريع محددة ضمن هذه الشراكة، مع التركيز على بناء القدرات وتوطين التكنولوجيا والمعرفة. تؤكد هذه الخطوة التزام البحرين بأن تكون في طليعة الدول التي تستثمر في تقنيات المستقبل لدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.




