مودريتش يكشف عن أساطيره الكروية الخمسة، مستبعدًا ميسي ورونالدو
أثار النجم الكرواتي لوكا مودريتش، قائد منتخب كرواتيا ولاعب خط وسط ريال مدريد، جدلاً واسعاً في الأوساط الكروية العالمية بعد أن كشف في مقابلة حصرية أجراها مؤخرًا عن قائمة اللاعبين الخمسة الذين يعتبرهم أساطيره الكروية الشخصية. المفاجأة الكبرى التي تصدرت عناوين الأخبار كانت غياب اسمي النجمين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، اللذين يُنظر إليهما على نطاق واسع كأبرز لاعبين في الجيل الحالي ومن بين أعظم من لمس الكرة على الإطلاق.

خلفية التصريح وأهميته
يأتي هذا التصريح من شخصية كروية مرموقة مثل مودريتش، الفائز بالكرة الذهبية عام 2018 وقائد خط وسط ريال مدريد الفائز بدوري أبطال أوروبا عدة مرات، ليضيف بُعداً جديداً للنقاش الدائم حول "اللاعب الأفضل في التاريخ" (GOAT). تُعد آراء اللاعبين الكبار في اللعبة ذات أهمية خاصة، كونها غالباً ما تنبع من خبرة طويلة في الملاعب وفهم عميق لجوانب اللعبة المختلفة. عادةً ما يُتوقع من أي قائمة لأساطير كرة القدم أن تضم ميسي ورونالدو، نظراً لهيمنتهما غير المسبوقة على الجوائز الفردية والأرقام القياسية على مدى العقدين الماضيين. وعليه، فإن استبعاد مودريتش لهما ليس مجرد رأي شخصي، بل يُفسر كبيان يعكس منظوراً فريداً يختلف عن الإجماع السائد.
لطالما كانت قوائم "أعظم اللاعبين" محط نقاش وجدل بين الجماهير والنقاد، وغالباً ما تعكس الأذواق الشخصية والتأثيرات التي شكّلت رؤية اللاعبين أو المشجعين للعبة. تصريحات مودريتش تفتح الباب أمام تسليط الضوء على أنواع مختلفة من العظمة الكروية، وتثير التساؤل حول المعايير التي يعتمدها اللاعبون أنفسهم عند تحديد "الأسطورة".
قائمة أساطير مودريتش الخمسة
في مقابلته، كشف مودريتش عن الأسماء التي يضعها في قمّة هرم الأساطير بالنسبة له. هذه القائمة التي أذهلت الكثيرين شملت لاعبين من أجيال مختلفة، يمتلكون جميعاً بصمة واضحة في تاريخ كرة القدم. الأسماء التي اختارها هي:
- زين الدين زيدان: المدرب الأسطوري لـ ريال مدريد وزميل مودريتش السابق، والذي يُعرف بكونه أحد أكثر لاعبي خط الوسط أناقة ومهارة في التاريخ، وصاحب لمسة فنية لا تُضاهى.
- رونالدو نازاريو: الظاهرة البرازيلية، المهاجم الذي غير مفهوم مركز رأس الحربة بسرعته ومهارته وقدرته الفائقة على المراوغة والتسجيل، على الرغم من مسيرته التي عانت من الإصابات.
- دييغو مارادونا: الأسطورة الأرجنتينية الخالدة، الذي قاد منتخب بلاده للفوز بكأس العالم وأذهل العالم بمهاراته الفردية وقدرته على حمل فريقه بمفرده.
- يوهان كرويف: المعلم الهولندي، أحد رواد كرة القدم الشاملة ومفكر كروي عظيم، ليس فقط كلاعب بل كمدرب أثر في أجيال من اللاعبين والفلسفات الكروية.
- روبرت بروسينيكي: اللاعب الكرواتي الأنيق والماهر، زميل مودريتش السابق في المنتخب الوطني وأحد أكثر اللاعبين موهبة فنية من كرواتيا، والذي يُرجح أن اختياره يعكس تقديراً شخصياً ووطنياً.
هذه الأسماء تبرز تفضيل مودريتش للموهبة الفطرية، الرؤية الكروية، والقدرة على تغيير مجرى المباريات بلمسة سحرية، بالإضافة إلى وجود عنصر التقدير للأجيال السابقة والرموز الكرواتية.
تحليل أسباب الاستبعاد المحتملة
إن استبعاد لاعبين بحجم ميسي ورونالدو من قائمة مودريتش قد يُعزى إلى عدة عوامل. ليس بالضرورة أن يكون ذلك تقليلاً من شأن إنجازاتهما أو قدراتهما، بل قد يعكس منظوره الشخصي الذي تشكل خلال سنوات طويلة في اللعبة. أحد التفسيرات المحتملة هو أن مودريتش قد يعتبر ميسي ورونالدو كزملاء منافسين من نفس الجيل، بينما يفضل هو الإشارة إلى لاعبين كانوا مصدر إلهام له في فترة تكوينه الكروي أو أثروا في اللعبة بطرق مختلفة قبل صعوده. قد يميل أيضاً إلى تقدير الأنماط الكروية التي تعتمد على الإبداع الفني والتحكم بالكرة والرؤية، وهي صفات تتجسد بقوة في اللاعبين الذين اختارهم.
كما يمكن أن يكون الاختيار متأثراً بكونه لعب ضد ميسي ومع رونالدو لسنوات طويلة، ما يجعل العلاقة معهما مختلفة عن العلاقة مع الأساطير الذين نشأ وهو يشاهد إنجازاتهم من بعيد. إن القوائم الشخصية غالباً ما تكون مزيجاً من الإعجاب المهني والتقدير العاطفي.
تفاعلات الشارع الكروي
لقي تصريح مودريتش ردود فعل متباينة بين عشاق كرة القدم والمحللين. فبينما أعرب البعض عن دهشتهم من غياب ميسي ورونالدو، أشاد آخرون بشجاعة مودريتش في التعبير عن رأيه الصريح وغير المتأثر بالإجماع الجماهيري أو الإعلامي. تحولت وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات الكروية إلى ساحة للنقاش حول مدى صحة اختياراته والمعايير التي يجب أن تُعتمد في تصنيف اللاعبين كـ "أساطير". هذا النقاش يعكس الشغف الكبير بكرة القدم ورغبة الجماهير في فهم الدوافع وراء آراء نجوم اللعبة.
الخاتمة
تُظهر قائمة أساطير لوكا مودريتش الكروية الخمسة أن العظمة في كرة القدم لا تُقاس بالأرقام والإنجازات الفردية فحسب، بل تمتد لتشمل التأثير الفني، الإلهام الشخصي، والقدرة على ترك بصمة لا تُمحى في ذاكرة المشجعين واللاعبين على حد سواء. تصريحاته تذكير بأن لكل لاعب رأيه ومنظوره الخاص حول من يستحق لقب "الأسطورة"، وأن كرة القدم، في جوهرها، تظل لعبة الفن والإبداع التي تُثير الشغف وتُغذي الجدل الدائم.





