موعد بدء شتاء 2025 في مصر: تفاصيل الانقلاب الشتوي وتغير ساعات النهار
مع اقتراب نهاية فصل الخريف وبدء انخفاض درجات الحرارة، يترقب الكثيرون في مصر الموعد الرسمي لبداية فصل الشتاء لعام 2025. لا يمثل هذا الفصل مجرد تغير في الطقس، بل هو ظاهرة فلكية دقيقة تحددها حركة الأرض حول الشمس، وتؤثر بشكل مباشر على طول ساعات النهار والليل والعديد من جوانب الحياة اليومية.

الموعد الفلكي لبداية الشتاء ومدته
وفقًا للحسابات الفلكية، يبدأ فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، الذي تقع فيه مصر، رسميًا في يوم الانقلاب الشتوي. من المتوقع أن يحدث هذا الانقلاب يوم السبت، 21 ديسمبر 2024، ليعلن عن بداية ما يُعرف بـ "شتاء 2025". يستمر الموسم لمدة تقارب 89 يومًا، وينتهي بحلول يوم الاعتدال الربيعي، الذي سيوافق يوم الخميس، 20 مارس 2025، ليبدأ بعده فصل الربيع.
على الرغم من أن الفصل يبدأ في أواخر عام 2024، فإنه يُنسب إلى عام 2025 لأن معظم أيامه تقع ضمن هذا العام، وهو التقليد المتبع في تسمية المواسم التي تعبر بين عامين ميلاديين.
ظاهرة تغير طول النهار والليل
يُعد الانقلاب الشتوي ظاهرة فلكية تحدث عندما تصل الشمس في حركتها الظاهرية إلى أقصى نقطة جنوب خط الاستواء السماوي، وتكون عمودية تمامًا على مدار الجدي. في هذا اليوم، يميل القطب الشمالي للأرض بعيدًا عن الشمس بأقصى درجة، مما ينتج عنه أقصر نهار وأطول ليل في السنة في نصف الكرة الشمالي.
في مصر، سيشهد يوم 21 ديسمبر 2024 أقل عدد من ساعات ضوء الشمس. وبعد هذا التاريخ، تبدأ ساعات النهار في الزيادة تدريجيًا يومًا بعد يوم، بينما تتقلص ساعات الليل، وتستمر هذه العملية بشكل متواصل حتى الوصول إلى الانقلاب الصيفي في شهر يونيو، الذي يشهد أطول نهار في العام.
الفارق بين الشتاء الفلكي والمناخي
من المهم التمييز بين بداية الشتاء الفلكية والمناخية. فبينما يعتمد التقويم الفلكي على الأحداث الفلكية الدقيقة كالانقلاب والاعتدال، يستخدم خبراء الأرصاد الجوية تقويمًا مختلفًا يُعرف بالتقويم المناخي. يقسم هذا التقويم السنة إلى أربعة فصول ثابتة، مدة كل منها ثلاثة أشهر.
وفقًا لخبراء الأرصاد، يبدأ الشتاء المناخي دائمًا في 1 ديسمبر وينتهي في 28 فبراير (أو 29 في السنة الكبيسة). يسهل هذا التقسيم الثابت على العلماء والباحثين تحليل البيانات المناخية ومقارنة الإحصاءات الموسمية بين الأعوام المختلفة بشكل أكثر فعالية.
ملامح الطقس المتوقعة في مصر
يتميز فصل الشتاء في مصر بانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة مقارنة بباقي فصول العام. تكون الأجواء باردة نسبيًا، خاصة خلال ساعات الليل والصباح الباكر. تشهد المناطق الساحلية الشمالية، مثل الإسكندرية ومطروح، زيادة في معدلات هطول الأمطار ونشاطًا للرياح، مما يجعلها أكثر مناطق البلاد برودة ورطوبة.
أما في القاهرة ومناطق الدلتا والوجه القبلي، فيكون الطقس أكثر اعتدالًا خلال النهار، ولكنه يميل إلى البرودة ليلًا. وفي المناطق الصحراوية وشبه جزيرة سيناء، يمكن أن تنخفض درجات الحرارة بشكل حاد لتصل أحيانًا إلى ما دون الصفر المئوي، مع احتمالية تكون الصقيع في بعض المناطق المرتفعة.
التأثيرات على الحياة والقطاعات المختلفة
يحمل فصل الشتاء تأثيرات واسعة على مختلف القطاعات في مصر. ففي قطاع الزراعة، يعد الموسم فترة حيوية لزراعة المحاصيل الشتوية الاستراتيجية مثل القمح والشعير والفول. كما تعتمد الزراعات في الساحل الشمالي بشكل كبير على مياه الأمطار الشتوية.
على الصعيد السياحي، يعتبر الشتاء موسم الذروة في جنوب مصر، حيث تجذب مدن مثل الأقصر وأسوان السياح من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بالطقس المعتدل والمشمس خلال النهار، وهو الوقت المثالي لزيارة المواقع الأثرية. كما يؤثر الفصل على أنماط استهلاك الطاقة مع زيادة الطلب على وسائل التدفئة، ويغير من طبيعة الأنشطة اليومية للسكان.





