مع اقتراب موعد قرعة دور المجموعات لدوري أبطال أفريقيا، تتجه الأنظار نحو تصنيف الأندية المتأهلة، لا سيما ممثلي الكرة المصرية، النادي الأهلي وبيراميدز إف سي. يُعد هذا التصنيف عاملاً حاسماً في تحديد مسار كل فريق نحو اللقب القاري المرموق. وقد تم تداول الترتيب النهائي لتصنيفات الأندية المتأهلة، في انتظار التأكيد الرسمي والقرعة التي ستشكل ملامح المنافسة الشرسة في القارة.

خلفية عن دوري أبطال أفريقيا ونظام التصنيف
يُعد دوري أبطال أفريقيا المسابقة الأبرز للأندية في القارة السمراء، حيث يتنافس عمالقة كرة القدم على لقب البطولة المرموقة. تتكون البطولة من أدوار تمهيدية حاسمة، تليها مرحلة المجموعات التي تضم 16 فريقًا مقسمة على أربع مجموعات، ثم الأدوار الإقصائية وصولًا إلى المباراة النهائية التي يتوج الفائز بها بلقب بطل أفريقيا. لتحقيق العدالة وتجنب المواجهات القوية بين كبار القارة في وقت مبكر، يعتمد الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) نظام تصنيف للأندية المشاركة.
يعتمد هذا التصنيف على مجموع النقاط التي حققتها الأندية في مسابقات الكاف المختلفة (دوري الأبطال وكأس الكونفدرالية) خلال السنوات الخمس الماضية. تُخصص نقاط محددة لكل مرحلة يصل إليها الفريق، فكلما كان أداء النادي ثابتًا ومتميزًا على المستوى القاري، ارتفع تصنيفه. هذا النظام يضمن وضع الأندية ذات الخبرة والإنجازات المتراكمة في أوعية تصنيفية متقدمة، مما يمنحها أفضلية في القرعة من خلال تجنب مواجهة الفرق المصنفة ضمن نفس الوعاء.
الوضع الراهن للأهلي وبيراميدز في التصنيف
يُعرف النادي الأهلي، حامل الرقم القياسي في عدد ألقاب دوري أبطال أفريقيا (11 لقبًا)، بتواجده الدائم في التصنيف الأول (الوعاء الأول) نظرًا لسجله الحافل وإنجازاته المتتالية في البطولة. استمراره في تحقيق الألقاب والوصول إلى المراحل المتقدمة ضمن له مكانة ثابتة بين كبار القارة. هذا التصنيف الرفيع يجنبه مواجهة فرق مصنفة أولى أخرى في دور المجموعات، ويمنحه أفضلية نسبية في مساره نحو اللقب، مما يؤكد على هيمنته الأفريقية المتواصلة.
على الجانب الآخر، يمثل نادي بيراميدز إف سي قوة صاعدة في كرة القدم الأفريقية. بعد تأهله لدور المجموعات للمرة الأولى في تاريخه ببطولة دوري أبطال أفريقيا، يتطلع الفريق لتحقيق إنجاز تاريخي. من المتوقع أن يتواجد بيراميدز في التصنيف الثاني أو الثالث، بناءً على مشاركاته القوية والمنتظمة في كأس الكونفدرالية الأفريقية، حيث وصل إلى مراحل متقدمة عدة مرات، مما ساهم في رفع تصنيفه. هذا التواجد يعكس التطور الملحوظ للنادي وطموحاته في المنافسة على الألقاب القارية، ويثبت قدرته على منافسة الكبار.
تأهل كلا الفريقين المصريين لدور المجموعات بعد تجاوزهما الأدوار التمهيدية بنجاح، حيث يسعى الأهلي لمواصلة هيمنته القارية، بينما يطمح بيراميدز لوضع بصمته الأولى في أعرق بطولات الأندية الأفريقية وترك بصمة في أول مشاركة له بالمجموعات.
الأندية المتأهلة والتصنيفات الأخرى
بالإضافة إلى الأهلي وبيراميدز، تضم قرعة دور المجموعات 14 فريقًا آخرين من نخبة الأندية الأفريقية. تتوزع هذه الأندية على أربعة تصنيفات (أوعية) بناءً على نقاطها، مما يضمن توازنًا نسبيًا في المجموعات الأربع. توفر هذه التصنيفات نظرة عامة على القوى المتنافسة في البطولة:
- الوعاء الأول: يضم عمالقة القارة وأكثرها نقاطًا، مثل الأهلي المصري، والوداد البيضاوي المغربي، والترجي التونسي، وصن داونز الجنوب أفريقي. هذه الأندية هي المرشحة بقوة للتأهل وتعتبر رؤوس المجموعات بامتياز.
- الوعاء الثاني: يضم أندية ذات خبرة وتاريخ جيد في المسابقة، لكنها أقل نقاطًا من الوعاء الأول. قد يقع بيراميدز في هذا الوعاء، إلى جانب فرق مثل شباب بلوزداد الجزائري، وبيترو أتلتيكو الأنجولي، وسيمبا التنزاني.
- الوعاء الثالث: يضم أندية قوية تسعى لفرض نفسها وقد تكون مفاجأة البطولة، وبتصنيف متوسط مثل مازيمبي الكونغولي، وجوانينغ جالاكسي البتسواني، وميدياما الغاني.
- الوعاء الرابع: يشمل الأندية الصاعدة حديثًا للبطولة أو ذات التصنيف الأقل، والتي غالبًا ما تكون ذات طموح كبير لإثبات الذات وتقديم عروض قوية، مثل يانج أفريكانز التنزاني والهلال السوداني (اعتمادًا على تصنيفه في هذا الموسم).
الأهمية والتداعيات المحتملة للتصنيف
تكمن أهمية التصنيف في أنه يحدد بشكل مباشر صعوبة أو سهولة مجموعة كل فريق. فالفريق الذي يقع في التصنيف الأول يتجنب مواجهة فرق من نفس التصنيف، مما يزيد من فرصه في التأهل للدور ربع النهائي وتقليل مشقة السفر والتنقلات المكلفة. بينما قد يواجه الفريق في التصنيف الثاني أو الثالث خصومًا أقوياء من تصنيفات أعلى، مما يجعل مهمته أكثر تعقيدًا ويفرض عليه تقديم أداء استثنائي للتأهل.
بالنسبة للأهلي، فإن الحفاظ على موقعه في التصنيف الأول يعكس استقراره وتميزه على الساحة الأفريقية، ويؤمن له مسارًا نظريًا أكثر سلاسة في مرحلة المجموعات، وهذا يعزز من فرصه في الوصول إلى المراحل النهائية والاحتفاظ باللقب. أما بيراميدز، فإن أي تصنيف جيد (خاصة الوعاء الثاني) سيمثل دفعة معنوية كبيرة ويمنحه فرصة أفضل للتنافس بجدية على إحدى بطاقتي التأهل من مجموعته، ويؤكد على تنامي قوته كفريق قادر على المنافسة على أعلى المستويات القارية.
في الختام، مع ترقب قرعة دور المجموعات، فإن تصنيف الأندية يظل المؤشر الأول لتوقعات المنافسة. سيحدد هذا التصنيف ملامح التحديات التي ستواجه الأهلي وبيراميدز، وبقية أندية القارة في رحلتها نحو التتويج بلقب دوري أبطال أفريقيا لهذا الموسم، وسيكون له تأثير مباشر على آمال وطموحات الجماهير المصرية والأفريقية.





