نادي الشموع الليبي يبدأ مفاوضات مع الأهلي المصري لضم حسين الشحات
في تطورات رياضية حديثة شهدتها الساحة الكروية الإفريقية، دخل نادي الشموع الليبي، برئاسة أسامة الدبيبة، في مفاوضات رسمية ومكثفة مع النادي الأهلي المصري بهدف التعاقد مع نجمه البارز، حسين الشحات، وذلك تمهيداً لانتقال محتمل خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة. تعكس هذه الخطوة الطموح الكبير لنادي الشموع في تعزيز صفوفه بأسماء لامعة وذات ثقل فني، سعيًا لرفع مستوى المنافسة محليًا وإقليميًا وتأكيد حضوره كقوة صاعدة في كرة القدم الليبية.

خلفية المفاوضات
يُعد حسين الشحات (من مواليد 21 يونيو 1991) من أبرز لاعبي كرة القدم في المنطقة، وقد كان دعامة أساسية في تشكيلة الأهلي منذ انتقاله المثير للجدل من العين الإماراتي في يناير 2019، في صفقة كانت هي الأغلى في تاريخ النادي آنذاك. يتميز الشحات بمرونته الهجومية وقدرته على اللعب في عدة مراكز هجومية، بالإضافة إلى مهارته الفائقة في صناعة وتسجيل الأهداف الحاسمة، مما جعله عنصرًا لا غنى عنه في تتويجات الأهلي العديدة، أبرزها ألقاب دوري أبطال إفريقيا والدوري المصري. تأتي رغبة الشموع في ضم الشحات في إطار استراتيجية النادي الطموحة لتدعيم الفريق بلاعبين أصحاب خبرة وموهبة كبيرة، ويُشاع أن النادي الليبي يتمتع بدعم مالي قوي يسمح له بالدخول في صفقات من هذا الحجم، كجزء من رؤية قيادة النادي للارتقاء بكرة القدم الليبية. على الجانب الآخر، النادي الأهلي، كأحد عمالقة كرة القدم الأفريقية الأكثر تتويجًا، يوازن دائمًا بين طموحاته الرياضية التي لا تعرف حدودًا واعتباراته المالية، حيث يمكن لبيع لاعب بحجم الشحات أن يوفر سيولة نقدية كبيرة لإعادة استثمارها في تعزيزات مستقبلية، أو تجديد دماء الفريق بلاعبين أصغر سنًا، أو حتى في تطوير البنية التحتية للنادي.
التطورات الأخيرة
أشارت تقارير إعلامية رياضية متعددة خلال الأيام الماضية (تحديداً في أوائل نوفمبر 2023) إلى أن رئيس نادي الشموع الليبي، أسامة الدبيبة، قد أشرف شخصيًا على المراحل الأولية من المفاوضات، مما يؤكد جدية النادي الليبي في إتمام الصفقة ومدى أهميتها بالنسبة لمشروعه الرياضي. ورغم التكتم على التفاصيل الدقيقة، إلا أن المحادثات تتركز بشكل أساسي حول قيمة الصفقة المالية التي سيطلبها الأهلي نظير الاستغناء عن الشحات، بالإضافة إلى الشروط الشخصية التي سيتم عرضها على اللاعب لإقناعه بتجربة احترافية جديدة. يُتوقع أن يقدم نادي الشموع عرضًا ماليًا مغريًا وغير مسبوق لحسين الشحات للانتقال إلى الدوري الليبي، يعكس مكانته كواحد من أبرز لاعبي القارة.
- وفقًا لمصادر مقربة من الطرفين، تمثل قيمة الشرط الجزائي المتبقية في عقد الشحات مع الأهلي، والذي يمتد حتى صيف عام 2025، أحد النقاط المحورية في المفاوضات، حيث يسعى الأهلي لتحقيق أقصى استفادة مالية.
- يسعى نادي الشموع إلى إتمام الصفقة قبل إغلاق فترة الانتقالات الشتوية للاستفادة من خدمات اللاعب في النصف الثاني من الموسم الكروي الجاري.
- يُقال إن الأهلي منفتح على فكرة بيع اللاعب في حال تلقي عرض مالي يتناسب مع قيمته الفنية والسوقية المرتفعة، خاصة مع وجود لاعبين آخرين في قائمة الفريق يمكنهم سد الفراغ المحتمل.
- تتضمن المفاوضات كذلك بحث إمكانية الدفع على أقساط أو دفعة واحدة، وهي تفاصيل تكتيكية تهدف إلى تيسير الصفقة.
الأهمية والتأثير المحتمل
تحمل هذه المفاوضات، في حال إتمامها بنجاح، أهمية كبيرة وتأثيرات واسعة على جميع الأطراف المعنية وعلى المشهد الكروي بشكل عام:
- لنادي الشموع الليبي: يمثل ضم لاعب بقيمة حسين الشحات إنجازًا تاريخيًا وغير مسبوق للنادي، من شأنه أن يعزز بشكل كبير من جودة الفريق وخبرته وقدرته التنافسية في البطولات المحلية. كما أنها ستكون بمثابة رسالة قوية ومباشرة حول طموحات النادي الكبيرة في المشهد الكروي الليبي والعربي، وقد تفتح الباب أمام استقطاب نجوم آخرين في المستقبل، مما يساهم في رفع مستوى الدوري الليبي.
- للنادي الأهلي المصري: يمكن أن يوفر انتقال الشحات دفعة مالية كبيرة للخزينة النادي، تُمكنه من إعادة استثمارها في صفقات جديدة تتناسب مع احتياجات المدرب، أو تجديد عقود لاعبين آخرين، أو دعم البنية التحتية والمشاريع الاستثمارية للنادي. كما قد يفتح المجال أمام بروز مواهب شابة من أبناء النادي أو لاعبين آخرين في نفس المركز، مما يضمن تجديد دماء الفريق.
- للاعب حسين الشحات: قد يمثل الانتقال إلى الشموع الليبي تحديًا جديدًا ومختلفًا في مسيرته الكروية، ببيئة تنافسية جديدة، مع حزمة مالية قد تكون مجزية للغاية ومغرية، سعيًا لخوض تجربة احترافية جديدة وإثبات قدراته في دوري مختلف.
سياق الانتقالات الكروية
من المتوقع أن تشهد فترة الانتقالات المقبلة نشاطًا كبيرًا في سوق اللاعبين بالمنطقة العربية والإفريقية، حيث تسعى الأندية لتعزيز صفوفها قبل استئناف المنافسات القارية والمحلية. غالبًا ما تتطلب صفقات اللاعبين البارزين مثل الشحات مفاوضات معقدة وطويلة، تشمل أتعاب الوكلاء، ومكافآت الأداء، وبنودًا تعاقدية أخرى تتعلق بالضرائب وحقوق الصور. يعتمد نجاح هذه المفاوضات بشكل كبير على مرونة الناديين في التوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف من الناحية المالية والفنية، بالإضافة إلى القرار النهائي للاعب ورغبته في خوض هذه التجربة. يبقى الجمهور الرياضي يترقب بحماس نتائج هذه المفاوضات التي قد تغير خريطة المنافسة الكروية في المنطقة وتضيف نجمًا جديدًا إلى الدوري الليبي.





