نجم بيراميدز يكشف سبب رحيله عن الأهلي ويؤكد تواصل وليد صلاح الدين معه
في تصريحات حديثة، أدلى أحمد عاطف قطة، نجم فريق بيراميدز لكرة القدم، بتفاصيل كاشفة حول مسيرته الكروية، مركزاً على الأسباب التي دفعته لمغادرة قطاع الناشئين بالنادي الأهلي. كما لفت اللاعب الشاب الانتباه إلى استمرار تواصله مع أسطورة الأهلي السابق، وليد صلاح الدين، في تأكيد على الروابط الإنسانية والمهنية التي تتجاوز الانتماءات النادوية.

جاءت هذه التصريحات لتسليط الضوء على التحديات التي قد يواجهها اللاعبون الصاعدون في الأندية الكبرى، وكيف يمكن للمثابرة والإصرار أن يشكلا فارقاً حاسماً في تحقيق أحلامهم الكروية.
خلفية: بداياته الكروية ورحيله عن ناشئي الأهلي
بدأ أحمد عاطف قطة مشواره الكروي في سن مبكرة، والتحق بقطاع الناشئين في النادي الأهلي، الذي يُعد أحد أبرز وأعرق الأندية المصرية والعربية، ويُعرف بكونه مصنعاً حقيقياً للمواهب الكروية. ومع ذلك، يشتهر هذا القطاع أيضاً بمستوى تنافسي عالٍ جداً ومعايير صارمة للتقييم.
ووفقاً لما صرح به قطة، كان السبب الأساسي وراء اتخاذه قرار مغادرة القلعة الحمراء هو «صغر حجمه» مقارنة بزملائه في نفس الفئة العمرية. هذا العامل، الذي قد يبدو بسيطاً للبعض، يمثل تحدياً جوهرياً للعديد من اللاعبين الشباب الذين قد لا تتوافق بنيتهم الجسدية مع المتطلبات البدنية المحددة لبعض المراكز أو فلسفة المدربين في المراحل العمرية الحاسمة.
أوضح قطة أن هذا التقييم دفعه للبحث عن فرص بديلة لإثبات إمكاناته، وهو قرار شجاع اتخذه بهدف مواصلة مسيرته الكروية الطموحة رغم التحديات الأولية. هذه التجربة تلقي الضوء على أهمية التقييم الشامل للمواهب، وعدم الاقتصار على الجوانب البدنية فقط كمعيار وحيد للنجاح في كرة القدم.
الانتقال إلى بيراميدز والسطوع الكروي
بعد خروجه من الأهلي، لم يستسلم أحمد عاطف قطة لليأس، بل واصل العمل الجاد على تطوير قدراته ومهاراته. انضم قطة إلى نادي بيراميدز، الذي استثمر في موهبته الواعدة ووفر له البيئة المناسبة للنمو والتألق على الساحة الكروية المصرية.
في بيراميدز، استطاع قطة أن يبرز بشكل لافت، ليصبح بسرعة أحد العناصر الأساسية التي يعتمد عليها الفريق في مختلف المسابقات المحلية والقارية. تألقه المستمر بقميص الفريق السماوي كان بمثابة رد عملي وقوي على الشكوك التي أحاطت به في بداية مسيرته.
كما كشف اللاعب عن أن نجم الأهلي السابق محمد بركات هو مثله الأعلى في كرة القدم. هذا الاختيار يعكس إعجاب قطة العميق بأسلوب بركات الفريد في اللعب، وقدرته على الإبداع والتأثير الحاسم في المباريات رغم عدم امتلاكه لبنية جسدية ضخمة، وهو ما يتوافق بشكل كبير مع قصة قطة ذاتها وتحدياته البدنية.
تواصل مستمر مع وليد صلاح الدين
أحد الجوانب الأكثر إثارة للاهتمام في حديث أحمد عاطف قطة هو تأكيده على استمرار تواصله مع وليد صلاح الدين، أحد أبرز نجوم النادي الأهلي في فترة التسعينيات وبداية الألفية الجديدة. هذا التواصل، الذي وصفه قطة بأنه «دائم»، يشير إلى وجود علاقة قوية تتجاوز حدود الانتماءات للأندية المختلفة.
يمكن تفسير هذا التواصل بعدة طرق؛ فقد يكون وليد صلاح الدين يقدم الدعم والمشورة لقطة كلاعب شاب واعد، مستفيداً من خبرته الكبيرة في الملاعب الاحترافية. كما قد يعكس هذا التواصل شخصية وليد صلاح الدين الذي يشتهر باهتمامه بمتابعة المواهب الشابة بغض النظر عن انتمائهم الكروي الحالي.
تُسلط هذه العلاقة الضوء على الأهمية الكبيرة لوجود مرشدين وموجهين في حياة اللاعبين المحترفين، وكيف يمكن للدعم المعنوي والخبرة المقدمة من شخصيات مؤثرة أن تؤثر بشكل إيجابي ومباشر على مسيرتهم الذهنية والاحترافية.
الأهمية ووجهة النظر المستقبلية
تكمن أهمية تصريحات أحمد عاطف قطة في عدة نقاط جوهرية:
- أولاً: تكشف عن التحديات الحقيقية التي تواجه اللاعبين الشباب في الأندية الكبرى، وخاصة المعايير البدنية الصارمة التي قد تحرم بعض المواهب الفذة من الاستمرار.
- ثانياً: تسلط الضوء على أهمية إيجاد البيئة المناسبة لتطوير الموهبة وصقلها، وكيف أن اختيار النادي المناسب قد يكون المفتاح الحقيقي لنجاح اللاعب.
- ثالثاً: تؤكد على قوة ومتانة العلاقات الإنسانية في عالم كرة القدم، وأن الإرشاد والدعم يمكن أن يأتيا من مصادر غير متوقعة، ويصنعا فارقاً كبيراً في مسيرة اللاعب.
تُشير مسيرة أحمد عاطف قطة إلى أن الإصرار والعزيمة يمكن أن يتغلبا على العقبات الأولية، وأن النجاح ليس حكراً على من يبقون في الأندية الكبرى. مع استمرار تألقه وتطوره في صفوف بيراميدز، يتطلع الكثيرون لمشاهدة المزيد من إسهاماته المتميزة في المستقبل، وربما تمثيل المنتخب الوطني في البطولات الكبرى، مؤكداً أن الموهبة الحقيقية تجد طريقها للتألق أينما كانت.





