نشأت الديهي يفند تصريحات ياسر جلال التاريخية حول الجزائر وميدان التحرير
شغل الإعلامي المصري البارز نشأت الديهي الرأي العام مؤخرًا بتصديه للجدل الواسع الذي أثارته تصريحات الفنان ياسر جلال بخصوص دور الجزائر التاريخي في مصر. جاء هذا التعليق ضمن برنامجه التلفزيوني، متناولًا الهجوم الذي تعرض له جلال عقب إدلائه بتصريحات معينة خلال مشاركته في مهرجان وهران للفيلم العربي في الجزائر.

خلفية التصريحات المثيرة للجدل
أثناء حضوره في مهرجان وهران، أدلى الفنان ياسر جلال بتصريحات أعرب فيها عن امتنانه العميق لدولة الجزائر. وفي سياق هذا الامتنان، ذكر جلال أنه لا ينسى للجزائر موقفها البطولي المتمثل في "إنزال قوات الصاعقة الجزائرية في ميدان التحرير بالقاهرة لحماية المصريين" من تهديدات إسرائيلية مزعومة بالهجوم على الميدان بعد حرب عام 1967. هذه التصريحات سرعان ما انتشرت بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، لتثير موجة من التساؤلات والانتقادات بين المؤرخين والجمهور على حد سواء، الذين شككوا في دقتها التاريخية.
تسببت هذه الرواية التاريخية غير الموثقة في تعرض الفنان ياسر جلال لهجوم كبير، حيث رأى البعض أن ما ذكره يتعارض مع السرد التاريخي المتعارف عليه للأحداث التي تلت حرب النكسة عام 1967، وأن ميدان التحرير لم يكن حينها بالموقع الرمزي الذي أصبح عليه لاحقًا في السياق السياسي المصري، كما أن مسألة إنزال قوات أجنبية لحماية المدنيين في قلب العاصمة بهذه الطريقة لم تُسجل في أي وثائق رسمية أو شهادات تاريخية معتبرة.
رد نشأت الديهي وتوضيحاته
في استجابته لهذا الجدل، تناول الإعلامي نشأت الديهي القضية بعمق في إحدى حلقات برنامجه. لم يتوانَ الديهي عن الإشارة إلى أن تصريحات ياسر جلال، وإن كانت نابعة على الأرجح من دوافع حسنة للتعبير عن الشكر والتقدير للجزائر، إلا أنها تفتقر إلى الدقة التاريخية. وأوضح الديهي أن المعلومات المتداولة بخصوص إنزال قوات صاعقة جزائرية في ميدان التحرير لحماية المصريين بعد حرب 1967 لا تستند إلى وقائع تاريخية مثبتة أو وثائق رسمية.
شدد الديهي على أهمية التمييز بين مشاعر الأخوة والتقدير المتبادل بين الشعوب العربية، وبين الروايات التاريخية التي يجب أن تكون مدعومة بالبراهين والأدلة. كما أشار إلى أن العلاقة المصرية الجزائرية تتسم بالعمق والمتانة، ولا تحتاج إلى تضخيم أو اختلاق أحداث غير واقعية لتأكيدها. ورغم تصحيحه للوقائع التاريخية، إلا أن الديهي انتقد في الوقت ذاته الهجوم الشديد الذي تعرض له الفنان ياسر جلال، داعيًا إلى التعامل مع مثل هذه الأمور بحكمة وتفهم، مع الأخذ في الاعتبار أن الفنان قد يكون قد استقى معلوماته من مصادر غير دقيقة أو عبر عن مشاعره بحماس زائد.
أهمية القضية وانعكاساتها
- أهمية التدقيق التاريخي: تؤكد الحادثة على ضرورة التزام الشخصيات العامة بالدقة عند تناول الأحداث التاريخية، خاصة تلك المتعلقة بالعلاقات الدولية الحساسة.
- دور الإعلام في تصحيح المفاهيم: يظهر دور الإعلامي نشأت الديهي كنموذج للمسؤولية الإعلامية في تصحيح المعلومات الخاطئة وتقديم السياق الصحيح للجمهور.
- العلاقات العربية-العربية: تسلط الضوء على حساسية العلاقات بين الدول العربية، وكيف يمكن لتصريحات فردية أن تثير نقاشات واسعة حول الماضي والمستقبل المشترك.
- الذاكرة الجمعية: تعكس النقاشات الدائرة حول تصريحات جلال الطرق المختلفة التي يتم بها تذكر الأحداث التاريخية وتفسيرها ضمن الذاكرة الجمعية للشعوب.
في الختام، يمثل تدخل نشأت الديهي محاولة لإعادة النقاش إلى مساره الصحيح، مؤكدًا على قيمتين أساسيتين: تقدير أواصر الأخوة العربية مع الالتزام بالحقائق التاريخية.