هانسي فليك وتحدي جوارديولا: برشلونة تسعى لاستعادة سلسلة تهديفية قياسية في دوري الأبطال
في أعقاب تعيينه مدربًا لبرشلونة في أواخر مايو 2024، وجد هانسي فليك نفسه على الفور محاطًا بمقارنات لا مفر منها مع العصر الذهبي الذي قاده بيب جوارديولا في النادي الكتالوني. يواجه المدرب الألماني مهمة ضخمة تتمثل في إعادة تنشيط فريق يسعى جاهدًا لاستعادة أمجاده المفقودة، خاصة هويته الهجومية المرعبة في دوري أبطال أوروبا، حيث كان النادي يتمتع في السابق بسلاسل تهديفية قياسية. هذا الطموح يمهد الطريق لعهد جديد في الكامب نو، ومن المتوقع أن تعمل فلسفة فليك على إشعال الشرارة الهجومية لبرشلونة من جديد.

الخلفية التاريخية: إرث جوارديولا التهديفي في برشلونة
كانت حقبة جوارديولا في برشلونة (من 2008 إلى 2012) مرادفًا لأسلوب "تيكي تاكا" والهجوم المتواصل وتسجيل الأهداف الغزير. في ظل قيادته، حقق برشلونة هيمنة غير مسبوقة، فاز خلالها بلقبين في دوري أبطال أوروبا. كانت آلته الهجومية، التي ضمت نجومًا مثل ليونيل ميسي، صامويل إيتو، ولاحقًا دافيد فيا، تكتسح الخصوم بانتظام، مسجلة معايير جديدة للأهداف المسجلة في مختلف المسابقات، بما في ذلك دوري أبطال أوروبا. لقد أرست هذه الفترة معيارًا عاليًا للإنتاج الهجومي لا يزال يشكل نقطة مرجعية تاريخية للنادي.
تحدي هانسي فليك: إعادة البناء الهجومي
يصل فليك إلى برشلونة بسمعة طيبة في بناء فرق ذات نزعة هجومية وتسجيل أهداف غزيرة، وتعتمد على الضغط العالي، وهذا ما تجلى بشكل خاص خلال فترة توليه تدريب بايرن ميونخ. فريقه في بايرن حقق سداسية تاريخية في عام 2020، وتميز بأسلوب هجومي مباشر وعدواني أدى غالبًا إلى تسجيل أهداف كثيرة. في برشلونة، تقع على عاتقه مسؤولية قيادة تشكيلة تمتلك مواهب كبيرة ولكنها تعاني من تذبذب في الأداء خلال الحملات الأوروبية الأخيرة. سيكون هدفه الأساسي هو غرس هوية هجومية واضحة، وتحسين الفعالية أمام المرمى، وتعظيم إمكانات المواهب الشابة مثل لامين يامال وبيدري، إلى جانب المهاجمين ذوي الخبرة. التحدي لا يقتصر فقط على تسجيل الأهداف، بل على تسجيلها باستمرار وبغزارة، كما كانت تفعل فرق جوارديولا.
سلسلة برشلونة التهديفية في دوري الأبطال: طموح الاستعادة
تشير الإشارة إلى "سلسلة تهديفية قياسية" إلى تاريخ برشلونة الهجومي الغني في دوري أبطال أوروبا. في حين أن النادي لم يحافظ على مثل هذه السلاسل في المواسم الأخيرة، فإن الطموح تحت قيادة فليك هو استعادة هذا المستوى من القوة الهجومية. يتضمن ذلك:
- التماسك التكتيكي: تطبيق نظام يسمح للمهاجمين بالازدهار وللاعبين خط الوسط بالمساهمة في تسجيل الأهداف.
- تطوير اللاعبين: رعاية المهاجمين الشباب ليصبحوا تهديدًا موثوقًا به أمام المرمى.
- القوة الذهنية: بناء فريق يمكنه الأداء تحت الضغط في الليالي الأوروبية الحاسمة.
- الفعالية في الإنهاء: معالجة مشكلة الفرص الضائعة التي عانت منها الفرقة في السنوات الأخيرة.
لقد كانت هوية النادي دائمًا متجذرة في كرة القدم الجذابة والهجومية، ومن المتوقع أن يعيد فليك إحياء هذه الفلسفة الأساسية.
لماذا يهم هذا الخبر؟
هذا الخبر بالغ الأهمية لعدة أسباب. بالنسبة لبرشلونة، فإنه يمثل بداية جديدة وأملاً متجددًا في العودة إلى مصاف نخبة كرة القدم الأوروبية بعد عدة إقصاءات مخيبة للآمال في دوري أبطال أوروبا. بالنسبة لفليك، إنها فرصة هائلة لإثبات براعته التدريبية خارج ألمانيا. وبالنسبة للمشجعين وعالم كرة القدم الأوسع، فإنه يعد بسرد مثير للاهتمام: هل يستطيع فليك أن يكرر سحر جوارديولا؟ هل يمكن لبرشلونة أن يصبح مرة أخرى القوة الهجومية المهيمنة التي أسرت عالم كرة القدم ذات يوم؟ ستتكشف الإجابة في المواسم القادمة من دوري أبطال أوروبا.





