هاني فرحات يرد على الجدل حول ظهوره بزي سعودي وتقبيله يد محمد عبده
علق المايسترو هاني فرحات مؤخرًا على موجة الانتقادات الواسعة التي طالته إثر ظهوره بزي سعودي تقليدي وتقبيله يد الفنان الكبير محمد عبده. وقعت هذه الأحداث خلال حفل ضمن فعاليات موسم الرياض، مما أثار جدلاً كبيرًا عبر منصات التواصل الاجتماعي. أعرب فرحات عن استيائه الشديد مما وصفها بحملات موجهة تهدف إلى إثارة الفتنة والوقيعة بين البلدين الشقيقين، مؤكدًا أن تصرفاته كانت بدافع المحبة والاحترام.

خلفية الأحداث وتصاعد الجدل
تعود تفاصيل الواقعة إلى ظهور المايسترو هاني فرحات، أحد أبرز الموسيقيين المصريين والعرب، وهو يرتدي الزي السعودي التقليدي المعروف بالثوب والشماغ والعقال، وذلك أثناء قيادته لفرقته الموسيقية في أحد ليالي موسم الرياض الفنية. في لقطة حظيت بانتشار واسع، شوهد فرحات وهو يقبل يد "فنان العرب" محمد عبده، تعبيرًا عن التقدير والاحترام لمكانته الفنية الرفيعة وخبرته الطويلة. ورغم أن تقبيل يد الكبار يعد لفتة تقدير شائعة في العديد من الثقافات العربية، إلا أن تزامنها مع ارتداء الزي السعودي أثار ردود فعل متباينة، تحولت بسرعة إلى جدل علني اتخذ أبعادًا وطنية.
انقسم الجمهور بين من رأى في تصرف فرحات بادرة طيبة تعكس الانسجام الثقافي والاحترام المتبادل بين الفنانين والبلدين، وبين من اعتبره تجاوزًا أو تنازلاً عن الهوية المصرية، وربما محاولة لكسب ود الجمهور السعودي على حساب ارتباطه بوطنه الأم. تصاعدت حدة الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اتهم البعض فرحات بمحاولة إثارة حساسيات أو التقليل من شأن بلده الأصلي، مما استدعى ردًا مباشرًا منه.
تصريح هاني فرحات والرد على الانتقادات
جاء تعليق هاني فرحات ليضع حدًا لهذه التكهنات والانتقادات المتزايدة. أوضح المايسترو في تصريحاته أن ارتداء الزي السعودي كان بمثابة تحية وتقدير لجمهور المملكة العربية السعودية وكرم ضيافتها، وأنها لفتة فنية خالصة تعبر عن محبته وانسجامه مع البيئة التي يقدم فيها فنه، ولا تعني بأي حال من الأحوال التنكر لهويته المصرية. وشدد على اعتزازه الشديد بكونه مصريًا، وأن هذا الاعتزاز لا يتنافى مع تقديره وامتنانه للثقافة السعودية.
أما بخصوص تقبيل يد الفنان محمد عبده، فقد أكد فرحات أنها كانت لفتة عفوية نابعة من إجلاله العميق لمسيرة محمد عبده الفنية الطويلة ومكانته كأيقونة في الفن العربي، وكشخصية يعتبرها بمثابة الأب الروحي والقدوة. نفى فرحات بشكل قاطع وجود أي دوافع سياسية أو محاولات لإثارة الفتنة، معربًا عن دهشته واستيائه من المحاولات التي سعت لتحويل هذه اللفتات الفنية والثقافية إلى قضية خلافية بين مصر والمملكة العربية السعودية، مؤكداً على عمق العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع البلدين.
دلالات وتداعيات الحدث
يكشف هذا الجدل عن عدة جوانب مهمة تتعلق بالهوية الثقافية، ودور المشاهير، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي. ففي عالم تتشابك فيه الثقافات وتتداخل الهويات، يجد الفنانون أنفسهم أحيانًا في مواجهة تفسيرات متعددة لتصرفاتهم، قد تخرج عن سياقها الأصلي. كما يبرز الحادث حساسية الجمهور تجاه قضايا الانتماء الوطني، خاصة عندما يتعلق الأمر بشخصيات عامة تحظى بمتابعة واسعة.
من ناحية أخرى، يؤكد هذا الموقف على قوة الإعلام الجديد في تشكيل الرأي العام وتضخيم الأحداث، مما يستدعي من الشخصيات العامة مزيدًا من الحذر في التعامل مع المظاهر والرموز الثقافية. في النهاية، يسلط تعليق هاني فرحات الضوء على أهمية التواصل الواضح وتوضيح النوايا الحسنة لتجاوز سوء الفهم والحفاظ على جسور المحبة والتعاون الثقافي والفني بين الدول الشقيقة.





