هاني مهنا، مخرج حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، يرد على الانتقادات معربًا عن فخره بالعمل المنجز
عبر المخرج هاني مهنا، الذي أشرف على إخراج احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير المرتقبة، عن اعتزازه الشديد بالجهد الذي بذله وفريقه في هذا الحدث التاريخي، وذلك في أول تعليق له بعد موجة من الانتقادات طالت جوانب من الحفل. تأتي هذه التصريحات لترسم صورة للعملية الإخراجية خلف الكواليس ولتوضح رؤية المخرج تجاه التحديات والإنجازات التي واجهت فريق العمل.

خلفية الحدث وأهميته
يمثل المتحف المصري الكبير، الذي طال انتظاره لعقود، صرحًا ثقافيًا ومعماريًا ضخمًا يهدف إلى أن يكون أكبر متحف للآثار في العالم. تتركز أهميته ليس فقط في كونه مستقرًا للآثار المصرية العريقة، بل أيضًا كرمز وطني يعكس حضارة مصر العريقة ويسهم في تعزيز مكانتها السياحية والثقافية على الصعيد الدولي. لذا، فإن حفل افتتاحه لم يكن مجرد حدث عادي، بل كان احتفالية وطنية وعالمية من الطراز الرفيع، وكان من المتوقع أن يلفت أنظار العالم أجمع.
كان الهدف من الحفل هو تقديم تجربة بصرية وسمعية مبهرة تليق بعظمة المتحف ومحتوياته، وتبرز قصة الحضارة المصرية بطريقة مبتكرة ومعاصرة. تطلب هذا المشروع الضخم تخطيطًا دقيقًا وتنفيذًا معقدًا، شمل مشاركة عدد كبير من الفنانين والتقنيين والمنظمين لضمان سير الحفل بسلاسة ووفقًا للمعايير العالمية.
موجة الانتقادات التي طالت الحفل
على الرغم من الجهود المبذولة والإشادة الواسعة بالرؤية العامة للمتحف، إلا أن حفل الافتتاح، الذي يعتبر واجهة بصرية لمصر، واجه بعض الانتقادات عقب عرضه. تركزت هذه الانتقادات غالبًا حول جوانب فنية وتقنية محددة، مثل بعض اختيارات الموسيقى، أو الإضاءة، أو تصميم بعض الفقرات البصرية، والتي رأى البعض أنها لم ترقَ إلى مستوى الحدث التاريخي والميزانية المتوقعة له. تداولت هذه الآراء على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي وفي بعض الأوساط الإعلامية، مما أثار نقاشًا حول طبيعة التوقعات الفنية لمثل هذه المناسبات الضخمة.
البعض أعرب عن أمله في أن تكون التجربة البصرية أكثر إبهارًا وابتكارًا لتنافس الحفلات العالمية المشابهة، بينما أشار آخرون إلى أن هذه الانتقادات قد تكون جزءًا طبيعيًا من أي عمل فني كبير يوضع تحت المجهر العام.
تعليق هاني مهنا وردّه على الانتقادات
في تصريحات صحفية له مؤخرًا، رد هاني مهنا على هذه الانتقادات بتأكيده على شعوره العميق بالفخر تجاه ما تم إنجازه. وأوضح مهنا أن إخراج حفل بهذا الحجم والتعقيد يمثل تحديًا هائلاً، حيث يتطلب التنسيق بين عشرات الجهات وآلاف الأفراد، بالإضافة إلى التعامل مع ضغوط الوقت والتوقعات المرتفعة. أكد أن فريقه عمل بكل تفانٍ وإخلاص لتقديم أفضل صورة ممكنة، مشددًا على أن النتيجة النهائية كانت نتاج عمل جماعي مكثف يهدف إلى إبراز عظمة مصر.
أشار مهنا إلى أن العمل الفني دائمًا ما يخضع لوجهات نظر مختلفة، وأن تقدير الجمال قد يختلف من شخص لآخر. ولكنه ظل متمسكًا برؤيته بأن الحفل قد حقق أهدافه الرئيسية في لفت الأنظار إلى المتحف وإبراز مكانة مصر الحضارية. كما شدد على أن الهدف الأساسي كان الاحتفال بهذا الصرح العظيم والتأكيد على الرسالة التاريخية والثقافية التي يحملها للعالم.
أهمية الرد والتداعيات المحتملة
يأتي رد المخرج هاني مهنا ليعكس أهمية الشفافية في التعامل مع النقد الفني والعام. فهو يقدم رؤية من الداخل حول التحديات والإنجازات في المشاريع الضخمة التي تحظى باهتمام جماهيري واسع. هذا التعليق يفتح حوارًا أوسع حول كيفية تقييم الفعاليات الوطنية الكبرى، وأهمية فهم سياق العمل الإبداعي والظروف المحيطة به.
قد تسهم تصريحات مهنا في تهدئة بعض الجدل، أو على الأقل في تقديم منظور مختلف للنقاش الدائر، مما يعزز فهم الجمهور للجهود المبذولة خلف الكواليس. كما يؤكد على قيمة الفخر الوطني في إنجازات كهذه، حتى وإن واجهت تحديات أو انتقادات على مستويات فنية محددة.
في الختام، يظل حفل افتتاح المتحف المصري الكبير علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث، وتعليقات هاني مهنا تضيف بعدًا إنسانيًا وفنيًا للنقاش الدائر حول هذا الحدث الضخم الذي يرمز إلى طموحات مصر الثقافية.




