هيرميس تعيّن غريس ويلز بونر مديرةً إبداعية للأزياء الرجالية
في خطوة تعكس توجهًا جديدًا وتفتح فصلاً تصميميًا مختلفًا، أعلنت دار الأزياء الفرنسية الفاخرة هيرميس تعيين المصممة البريطانية غريس ويلز بونر مديرةً إبداعية لقسم الأزياء الرجالية. يأتي هذا التعيين ليخلف حقبة طويلة ومؤثرة للمديرة الإبداعية السابقة فيرونيك نيشانيان، التي أعلنت رحيلها عن منصبها في 16 أكتوبر 2025، بعد مسيرة امتدت لسبعة وثلاثين عامًا كرست خلالها رؤيتها لملابس الرجال في الدار.

خلفية التعيين وأهميته
يمثل هذا التغيير تحولًا جوهريًا في القيادة الإبداعية لأحد أبرز أقسام الأزياء الرجالية في عالم الرفاهية. لطالما اشتهرت هيرميس بتراثها العريق، وحرفيتها الفائقة، والتزامها بالجودة الخالدة والتصميم الذي يتجاوز صيحات الموضة العابرة. إن قرار تعيين غريس ويلز بونر، المعروفة بجمالياتها المميزة ونظرتها العصرية، يشير إلى رغبة الدار في دمج الحداثة والابتكار مع جوهرها التقليدي. هذا التعيين ليس مجرد تغيير في الأسماء، بل هو إشارة إلى استراتيجية أوسع تهدف إلى إضفاء منظور جديد على عروض الأزياء الرجالية للدار، مع الحفاظ على قيمها الأساسية المتمثلة في التميز والرقي. تم تداول هذا الخبر في الأوساط الصحفية المختصة بالموضة في مطلع أكتوبر 2025، قبل أسابيع قليلة من الموعد الرسمي لرحيل نيشانيان.
مسيرة غريس ويلز بونر ورؤيتها التصميمية
تُعد غريس ويلز بونر واحدة من أبرز المصممين الصاعدين وأكثرهم إثارة في عالم الموضة المعاصر. أسست علامتها التجارية التي تحمل اسمها في عام 2014، وسرعان ما حظيت بإشادة نقدية واسعة بفضل نهجها الفريد والمتميز في تصميم الأزياء الرجالية. تتميز تصميمات بونر بقدرتها على دمج الأناقة الأوروبية الكلاسيكية مع التأثيرات الثقافية الغنية من منطقة الأطلسي الإفريقي (Afro-Atlantic)، مما يخلق حوارًا بصريًا معمقًا حول الهوية، الذكورة، والتراث. غالبًا ما تتسم مجموعاتها بالدقة في التفاصيل، والقصات المدروسة، واستخدام الأقمشة الفاخرة، مع لمسة فكرية تعكس بحثها في التاريخ والثقافة. من أبرز إنجازاتها فوزها بجائزة LVMH المرموقة في عام 2017، وجائزة CFDA/Vogue Fashion Fund في عام 2021، بالإضافة إلى تعاوناتها الناجحة مع علامات تجارية عالمية مثل أديداس. هذه الخبرات تظهر قدرتها على العمل ضمن هياكل مؤسسية كبيرة مع الحفاظ على بصمتها الإبداعية المتفردة، مما يجعلها خيارًا لافتًا لقيادة قسم الأزياء الرجالية في هيرميس.
إرث فيرونيك نيشانيان ومغادرتها
لسبعة وثلاثين عامًا، شكلت فيرونيك نيشانيان رؤية هيرميس للأزياء الرجالية. تولت نيشانيان هذا المنصب في عام 1988، وأصبحت واحدة من أطول المديرين الإبداعيين خدمةً في تاريخ الموضة الفاخرة. تحت قيادتها، أصبحت أزياء هيرميس الرجالية مرادفًا للرفاهية الهادئة، والقصات المثالية، والجودة التي لا تضاهى. لم تتبع نيشانيان الاتجاهات السائدة، بل كرست جهودها لإنشاء خزانة ملابس رجالية تتسم بالخلود، العملية، والذوق الرفيع. كان إرثها هو ترسيخ هوية واضحة ومميزة لقسم الأزياء الرجالية، مبنية على احترام الحرفية العالية والمواد الفاخرة، مما جعلها معيارًا يحتذى به في الصناعة. رحيلها في 16 أكتوبر 2025 يمثل نهاية حقبة ذهبية وبداية فصل جديد، ومن المتوقع أن يكون مغادرتها تقاعدًا مخططًا بعد مسيرة مهنية استثنائية.
التوقعات والتأثير المستقبلي
يفتح تعيين غريس ويلز بونر آفاقًا جديدة أمام هيرميس للأزياء الرجالية. من المتوقع أن تضخ بونر طاقة جديدة ومنظورًا معاصرًا في مجموعات الدار، مع الحفاظ على روح هيرميس المتمثلة في الأناقة والجودة. قد نشهد دمجًا أكثر جرأة للعناصر الثقافية والفنية في التصميمات، وربما استكشافًا لأشكال جديدة من الملابس الرجالية التي تتناسب مع متطلبات الرجل العصري المتطلع إلى الرفاهية ذات الطابع الشخصي. هذا التعيين يعكس أيضًا اتجاهًا أوسع في صناعة الأزياء الفاخرة نحو احتضان التنوع، ودعم المواهب الشابة ذات الرؤى المميزة. السؤال المطروح هو كيف ستوازن بونر بين بصمتها الفنية الواضحة وبين رموز هيرميس الراسخة. من المرجح أن تحافظ على جوهر الدار ولكن بأسلوب يترجمه إلى لغة معاصرة، مما يضمن استمرارية جاذبية هيرميس لجيل جديد من المستهلكين المهتمين بالموضة الواعية ثقافيًا والفاخرة بشكل أصيل.





