واين روني يجدد انتقاداته لمحمد صلاح: يتهم نجم ليفربول "بالتسبب في ارتباك الفريق" و"ترك زملائه يعانون"
في تصريحات أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الكروية الإنجليزية والعربية، عاد أسطورة كرة القدم الإنجليزية ومهاجم مانشستر يونايتد السابق، واين روني، ليجدد انتقاداته الحادة للمصري محمد صلاح، نجم وهداف نادي ليفربول. وقد وصف روني، الذي يعمل حالياً محللاً رياضياً، سلوك صلاح في الملعب بأنه يتسبب في "إرباك" تكتيكي لفريقه ليفربول، مؤكداً أنه يترك "زملاءه يعانون" في بعض المواقف الهجومية والدفاعية. جاءت هذه التصريحات الأخيرة في سياق تحليل روني لأداء ليفربول في إحدى المباريات الحاسمة خلال الموسم الكروي الحالي.

الخلفية والجدل السابق
ليست هذه المرة الأولى التي يوجه فيها روني سهام نقده نحو صلاح. فلطالما كانت العلاقة بين اللاعبين، وإن كانت مهنية، تتسم بنوع من التوتر الإعلامي، خاصة وأن روني غالباً ما يتخذ مواقف صارمة في تحليلاته. في السابق، انتقد روني صلاح بسبب ما وصفه بالغطس للحصول على ركلات جزاء، أو بسبب نزعته الفردية المفرطة في بعض الأحيان. هذه الانتقادات تأتي من لاعب كان يعرف بغزارة أهدافه وتفانيه في خدمة فريقه، مما يضفي وزناً خاصاً على تصريحاته.
ويعد محمد صلاح أحد أهم اللاعبين في تاريخ ليفربول الحديث، وقد ساهم بشكل كبير في تحقيق النادي للعديد من الألقاب، بما في ذلك دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز. ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن أدائه قد شهد تذبذباً في فترات معينة، مما يفتح المجال أمام هذه الأنواع من الانتقادات.
تفاصيل التصريحات الأخيرة
خلال ظهوره في برنامج تحليلي رياضي شهير في وقت سابق من هذا الأسبوع، ركز روني في انتقاداته على جانبين رئيسيين من أداء صلاح. أولاً، أشار إلى أن القرارات التي يتخذها صلاح في الثلث الأخير من الملعب غالباً ما تكون فردية جداً، مما يؤدي إلى "إرباك" زملائه في الفريق الذين قد يكونون في مواقع أفضل للتسجيل أو لإنهاء الهجمة بشكل جماعي. وبحسب روني، فإن هذه النزعة الفردية تؤثر سلباً على انسيابية اللعب الجماعي لليفربول.
ثانياً، تحدث روني عن "ترك زملائه يعانون"، وهو ما يُفسر عادةً بأنه إشارة إلى عدم قيام صلاح بالواجبات الدفاعية المطلوبة منه بنفس القدر، أو عدم تراجعه لمساندة الظهير الأيمن عند فقدان الكرة، مما يضع ضغطاً إضافياً على خط الدفاع. وقد ذكر روني أمثلة من مباريات حديثة (دون تسمية مباراة محددة لتجنب الإطالة، لكن يُفهم أنها إشارة لأداء صلاح في مباريات حاسمة) حيث كان بإمكان صلاح أن يمرر الكرة أو يعود للمساندة، لكنه فضّل الاحتفاظ بها أو لم يبذل الجهد الدفاعي الكافي.
ردود الفعل والتداعيات
تلقى تصريح روني ردود فعل متباينة. في حين أيّد بعض المشجعين والمحللين وجهة نظره، مشيرين إلى أن صلاح يميل أحياناً إلى الأنانية في اللحظات الحاسمة، دافع الغالبية العظمى من مشجعي ليفربول والمقربين من النادي عن نجمهم الأول، معتبرين أن انتقادات روني مبالغ فيها وتهدف إلى إثارة الجدل. لم يصدر عن يورغن كلوب، مدرب ليفربول في ذلك الوقت، أو أي ممثل رسمي للنادي تعليق مباشر على تصريحات روني، وهو أمر معتاد من الأندية لتجنب الدخول في مهاترات إعلامية مع المحللين. أما صلاح نفسه، فغالباً ما يفضل الرد على أرض الملعب بأدائه بدلاً من الدخول في حرب التصريحات.
أهمية هذه الانتقادات
تكتسب تصريحات روني أهمية خاصة لأنها تأتي من لاعب بوزنه وتجربته، وتثير نقاشاً أوسع حول دور النجوم في الفرق الكبيرة. هل يجب على اللاعبين البارزين التضحية بجزء من بريقهم الفردي لصالح المنظومة الجماعية؟ وهل تُعد النزعة الفردية عيباً أم ميزة للاعبين القادرين على حسم المباريات بمفردهم؟ هذه الانتقادات، بغض النظر عن مدى دقتها، تضع صلاح تحت المزيد من التدقيق، خاصة في الفترات التي لا يكون فيها الفريق في قمة مستواه، وتزيد من الضغط عليه لتقديم أداء متكامل يجمع بين الفردية الفعالة والعمل الجماعي.





