وزير الاتصالات المصري يختتم زيارته لفيتنام ببحث استثمارات عالمية في الاتصالات والتحول الرقمي وتصنيع الإلكترونيات وأشباه الموصلات وتنمية القدرات الرقمية بمصر.
اختتم الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري، مؤخرًا زيارته الرسمية لجمهورية فيتنام الاشتراكية، والتي شهدت مباحثات مكثفة مع عدد من الشركات العالمية الرائدة وممثلي القطاع التكنولوجي. تركزت هذه المباحثات على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى مصر في قطاعات حيوية تشمل الاتصالات والتحول الرقمي وتصنيع الإلكترونيات وأشباه الموصلات، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات البحث والتطوير وبناء القدرات الرقمية، لا سيما في قطاع الذكاء الاصطناعي الواعد.
سياق الزيارة والأهداف الرئيسية
جاءت زيارة الوزير طلعت لفيتنام في إطار استراتيجية مصر الطموحة لتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للتكنولوجيا والابتكار. وتعد فيتنام نموذجًا ناجحًا في المنطقة لنمو قطاع التكنولوجيا وتجربة جذابة في مجال تصنيع الإلكترونيات وأشباه الموصلات. سعت الزيارة إلى استكشاف فرص الشراكة ونقل الخبرات والاستفادة من النماذج العالمية الناجحة في جذب الاستثمار وتوطين التكنولوجيا المتقدمة. كان الهدف الأسمى هو فتح آفاق جديدة للشركات العالمية للمساهمة في الأجندة الرقمية المصرية الطموحة، والتي تهدف إلى بناء اقتصاد رقمي قوي ومستدام.
- تعزيز الاستثمار في البنية التحتية للاتصالات والتحول الرقمي: تهدف المباحثات إلى جذب شركات متخصصة لضخ استثمارات جديدة في تطوير البنية التحتية الرقمية في مصر، ودعم مشروعات التحول الرقمي التي تستهدف رقمنة الخدمات الحكومية والصناعات المختلفة.
 - توطين صناعة الإلكترونيات وأشباه الموصلات: تسعى مصر بقوة لتوطين صناعة أشباه الموصلات والإلكترونيات، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية في سلاسل التوريد العالمية. تمثل هذه الصناعة فرصة ذهبية لخلق وظائف ذات قيمة مضافة عالية وتعزيز القدرة التنافسية للصناعة المصرية.
 - دعم البحث والتطوير وبناء القدرات الرقمية: تضمنت المناقشات سبل التعاون في إنشاء مراكز بحث وتطوير متقدمة، وتدريب الكوادر المصرية الشابة في تخصصات التكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، بما يضمن إعداد جيل مؤهل للتعامل مع تحديات وفرص الاقتصاد الرقمي المستقبلي.
 
أهمية المباحثات لمصر
تحمل هذه المباحثات أهمية استراتيجية بالغة لمستقبل الاقتصاد المصري. فجذب استثمارات بهذا الحجم والنوع سيسهم بشكل مباشر في دفع عجلة النمو الاقتصادي، وتوفير فرص عمل نوعية للشباب المصري، وزيادة القدرة التنافسية لمصر على الساحة العالمية. كما أن توطين صناعات مثل أشباه الموصلات يمنح مصر مرونة أكبر في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، ويقلل من الاعتماد على الاستيراد في مكونات تكنولوجية حاسمة. تتماشى هذه الجهود مع رؤية مصر 2030، التي تركز على بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.
الخلفية والجهود المصرية
لطالما أولت الحكومة المصرية قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أهمية قصوى، معتبرة إياه قاطرة التنمية الاقتصادية الشاملة. فخلال السنوات الماضية، شهدت مصر استثمارات ضخمة في تطوير البنية التحتية الرقمية، وشُنت مبادرات وطنية لتدريب الشباب على أحدث المهارات التكنولوجية. كما تم تقديم حوافز استثمارية للشركات الراغبة في التوسع أو بدء عملياتها في مصر، وذلك في إطار جهود الدولة لخلق بيئة جاذبة للاستثمار في القطاع التكنولوجي. تأتي هذه الزيارة لتؤكد التزام مصر بالانفتاح على الشراكات الدولية وتعزيز دورها كوجهة استثمارية واعدة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة.
الخطوات المستقبلية والتوقعات
من المتوقع أن تثمر هذه المباحثات عن توقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات شراكة مستقبلية بين الشركات العالمية والكيانات المصرية، سواء الحكومية أو الخاصة. تشمل الخطوات القادمة متابعة تفاصيل المشروعات المقترحة، ودراسة الجدوى الاقتصادية، ووضع خطط تنفيذية لضمان تحقيق الأهداف المرجوة. يعكس الاهتمام العالمي بالفرص الاستثمارية في مصر الثقة المتزايدة في قدرة الاقتصاد المصري على استيعاب وتنمية هذه الصناعات الحيوية، مما يبشر بمستقبل واعد للقطاع التكنولوجي في البلاد.





