وزير الثقافة يقر تعيين آرمن أجوب قيمًا فنيًا لمشروع مصر في بينالي البندقية
في خطوة تعكس الاهتمام المتزايد بتعزيز الحضور الفني المصري على الساحة الدولية، صادق الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، مؤخرًا على قرار اللجنة الفنية المعنية باختيار المنسقين والمشاركين في المحافل الدولية. نص القرار على تكليف الفنان المرموق آرمن أجوب ليكون القيم الفني والفنان الرئيسي للمشروع الفني الذي ستمثل به مصر في بينالي البندقية المرموق لعام 2026. ويأتي هذا التكليف لتنفيذ عمل فني يحمل عنوان "المحسوس و اللامحسوس"، وهو ما يشير إلى عمق فكري وفني يتوقع أن يثري المشاركة المصرية في هذا الحدث الثقافي العالمي.

خلفية وأهمية بينالي البندقية
يُعد بينالي البندقية واحدًا من أقدم وأعرق المعارض الفنية الدولية، وقد تأسس في عام 1895. على مدار تاريخه الطويل، رسخ البينالي مكانته كمنصة رئيسية لعرض أحدث التوجهات في الفن المعاصر والهندسة المعمارية والرقص والموسيقى والمسرح والسينما. تستضيف البندقية هذا الحدث كل عامين، ويجذب فنانين ونقادًا وجمهورًا من جميع أنحاء العالم، مما يجعله محفلاً حيويًا للتبادل الثقافي والفني. المشاركة في هذا البينالي تتيح للدول فرصة فريدة لعرض إبداعاتها الفنية وتمثيل هويتها الثقافية أمام جمهور عالمي واسع النطاق، كما تساهم في تعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة.
دور مصر في المحفل الدولي
تتمتع مصر بتاريخ طويل ومتميز في المشاركة ببينالي البندقية، مما يعكس حرصها الدائم على إبراز ريادتها الفنية والثقافية. لطالما كانت المشاركة المصرية وسيلة لتقديم مواهبها الفنية الرائدة وتجديد رؤاها الإبداعية للعالم. تختار وزارة الثقافة المصرية بعناية فائقة الفنانين والقيمين الفنيين لضمان أن يعكس المشروع المختار أفضل ما تقدمه الساحة الفنية المصرية المعاصرة. هذا الاختيار ليس مجرد تمثيل فني، بل هو أيضًا رسالة ثقافية وسياسية تبرز مكانة مصر كمركز للإبداع في المنطقة والعالم. ويشكل الجناح المصري في البينالي مساحة مهمة للتعبير عن القضايا المعاصرة من منظور مصري أصيل.
حول الفنان آرمن أجوب
يُعرف الفنان آرمن أجوب بمسيرته الفنية الثرية وأعماله التي غالبًا ما تتسم بالعمق الفلسفي والبساطة الجمالية. تتميز أعماله باستكشاف المفاهيم المجردة والتأمل في العلاقة بين المادة والروح، وهو ما ينسجم تمامًا مع عنوان مشروعه المقترح "المحسوس و اللامحسوس". يُعد أجوب أحد الأسماء البارزة في المشهد الفني المصري المعاصر، وقد حظيت أعماله بتقدير واسع محليًا ودوليًا. اختياره كقيم فني وفنان رئيسي للمشروع المصري في بينالي البندقية 2026 يؤكد على ثقة اللجنة الفنية في رؤيته وقدرته على تقديم عمل فني يعكس الحس الإبداعي المصري بطريقة معاصرة ومبتكرة، ويثير تساؤلات حول طبيعة الوجود والإدراك.
الأثر والتوقعات
يُتوقع أن يكون لتكليف الفنان آرمن أجوب أثر كبير على المشهد الفني المصري وعلى تمثيل مصر في المحافل الدولية. تتيح هذه المشاركة فرصة لا تقدر بثمن لتقديم الفن المصري المعاصر إلى جمهور أوسع من الجامعين والنقاد والمهتمين بالفنون حول العالم. كما أنها فرصة لتعزيز التبادل الثقافي ومد جسور التواصل بين الثقافات المختلفة من خلال لغة الفن العالمية. تعكس هذه الخطوة رؤية وزارة الثقافة المصرية في دعم الفنانين المصريين المتميزين وتوفير المنصات اللازمة لهم لعرض إبداعاتهم، مما يساهم في إثراء الحوار الفني العالمي وتأكيد الدور الفاعل لمصر في حركة الفن المعاصر. يتطلع المجتمع الفني المصري والعالمي بشغف إلى رؤية العمل الفني الذي سيقدمه آرمن أجوب وكيف سيتفاعل مع البيئة الفريدة لبينالي البندقية.





