في تصريحات لافتة صدرت مؤخراً، أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية المصري، أن مشهد ممارسة ملوك وزعماء العالم رياضة الجري في شوارع القاهرة ليس مجرد حدث عابر، بل هو دلالة قوية على مستوى الأمن والاستقرار الذي تتمتع به مصر. جاءت هذه التصريحات في أعقاب فعاليات واحتفالات دولية رفيعة المستوى، أبرزها تلك المرتبطة بافتتاح المتحف المصري الكبير، حيث حظيت القاهرة بزيارات مكثفة لوفود وشخصيات عالمية مرموقة.

الخلفية: جهود مصر لترسيخ صورتها الدولية
تأتي هذه التصريحات في سياق استراتيجية مصرية واسعة النطاق لتعزيز مكانتها كوجهة آمنة ومستقرة على الساحة العالمية، سواء للسياحة أو للاستثمار. فبعد سنوات شهدت فيها المنطقة والعالم تقلبات، بذلت الحكومة المصرية جهوداً مضنية لإعادة تأكيد سيطرتها الأمنية وتحقيق نهضة تنموية شاملة. ويعتبر افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي طال انتظاره، حجر الزاوية في هذه الاستراتيجية، إذ يمثل صرحاً ثقافياً ضخماً يُتوقع أن يعزز السياحة ويبرز عمق الحضارة المصرية وقدرتها على استضافة الفعاليات الدولية الكبرى.
- الأمن أولاً: تولي مصر اهتماماً بالغاً بتوفير بيئة آمنة لزوارها ومواطنيها على حد سواء، وتعتبر الاستقرار الأمني ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
- المتحف المصري الكبير: لا يقتصر دور المتحف على كونه معلمًا سياحيًا، بل هو رمز للتطور والحداثة المصرية، ومنصة لاستعراض القدرات التنظيمية واللوجستية للبلاد.
دلالات مشاركة القادة العالميين في أنشطة عامة
إن إشارة وزير الخارجية إلى ممارسة قادة العالم للرياضة في شوارع القاهرة تحمل أبعاداً رمزية عميقة تتجاوز البروتوكولات الدبلوماسية المعتادة. فمشاركة شخصيات بهذا الحجم في أنشطة عامة وحيوية مثل الجري، تعكس مستوى عالياً من الثقة في البيئة المحيطة وغياب أي مخاوف أمنية قد تثني عن مثل هذه الممارسات.
يُعد هذا السلوك بمثابة شهادة عملية على:
- ثقة عالية: يعكس قرار القادة بالانخراط في أنشطة غير رسمية في الأماكن العامة ثقتهم في الإجراءات الأمنية المصرية وقدرة الدولة على تأمين شوارعها.
- رسالة دبلوماسية: تبعث هذه المشاهد رسالة واضحة للمجتمع الدولي مفادها أن القاهرة مدينة آمنة ومرحبة، وقادرة على استضافة الوفود من أعلى المستويات دون قلق.
- انطباع إيجابي: تساهم هذه الأفعال في تشكيل انطباع إيجابي حول مصر، يناقض أي صور نمطية سلبية قد تكون عالقة في أذهان البعض.
الأهمية والتأثير على الصورة الدولية لمصر
لا شك أن مثل هذه التصريحات والأحداث تخدم أجندة مصر الدبلوماسية والاقتصادية بشكل فعال. فهي تساهم في:
- تعزيز السياحة: تعزيز صورة مصر كوجهة سياحية آمنة، مما يشجع المزيد من الزوار الدوليين على القدوم والاستمتاع بكنوزها الأثرية والثقافية.
- جذب الاستثمار: تبعث رسالة طمأنة للمستثمرين الأجانب حول الاستقرار العام في البلاد، مما قد يؤدي إلى زيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
- تحسين الصورة الذهنية: تعمل على تصحيح أي تصورات خاطئة أو مضللة عن الوضع الأمني في مصر، وتعرض الوجه الحقيقي لبلد ينعم بالأمن والتنمية.
- دعم الدبلوماسية: تعزز مكانة مصر كشريك موثوق ومستقر على الساحتين الإقليمية والدولية، وتؤكد قدرتها على الاضطلاع بدور قيادي في المنطقة.
في الختام، فإن تأكيد وزير الخارجية على هذه النقطة الحيوية يأتي ليصب في مصلحة الجهود المصرية الشاملة لتأكيد الأمن والاستقرار كركيزتين أساسيتين في مسيرتها نحو التنمية والرخاء، ويبرز كيف يمكن للأنشطة غير الرسمية أن تحمل دلالات سياسية واقتصادية عميقة.





