وزير الرياضة: إنجازات 8 سنوات في الكرة المصرية تعادل 70 عاماً بعد التأهل للمونديال
أكد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، مؤخراً أن ما تحقق في قطاع الكرة المصرية خلال السنوات الثماني الماضية يوازي الإنجازات التي تحققت على مدار سبعة عقود كاملة في تاريخ كرة القدم المصرية. جاء هذا التصريح عقب إنجاز التأهل الأخير للمنتخب الوطني إلى بطولة كأس العالم، في إشارة إلى طفرة نوعية تشهدها الرياضة المصرية.
وأضاف صبحي في مداخلة تلفزيونية أن تكرار وصول منتخب مصر إلى نهائيات كأس العالم خلال فترة زمنية قصيرة يعكس التطور الكبير والنهضة الشاملة التي تشهدها منظومة كرة القدم، وأن الهدف المستقبلي هو ضمان استمرارية هذا التواجد في المحافل الدولية الكبرى.
خلفية تاريخية للتأهل المونديالي
لطالما كان التأهل لكأس العالم حلماً عصياً على الكرة المصرية لسنوات طويلة. فبعد مشاركتها الأولى التاريخية في عام 1934، غابت مصر عن المحفل العالمي الأبرز حتى تأهلها الثاني في عام 1990. تلا ذلك غياب آخر استمر لأكثر من ربع قرن، حتى تمكن الجيل الحالي من تحقيق الإنجاز المنتظر بالتأهل لنسخة 2018 من البطولة. هذه الفترات الطويلة من الغياب ألقت بظلالها على التطلعات الكروية في البلاد، مما جعل أي إنجاز في هذا الصدد يحمل أهمية مضاعفة.
كانت التحديات التي تواجه الكرة المصرية متعددة، وتشمل ضعف البنية التحتية في بعض الأحيان، ونقص الاستثمارات الموجهة لتطوير المواهب الشابة، بالإضافة إلى غياب استراتيجيات طويلة الأمد تضمن استدامة النجاحات. هذه العوامل أسهمت في جعل التأهل للمونديال حدثاً استثنائياً بدلاً من كونه أمراً متوقعاً.
إنجازات السنوات الثماني الأخيرة والتطور الكروي
يشير تصريح وزير الرياضة إلى أن الفترة الأخيرة شهدت تحولاً جذرياً في نهج التعامل مع ملف كرة القدم، بل والرياضة بشكل عام. هذه السنوات الثماني تضمنت مجموعة من الاستراتيجيات والمبادرات التي استهدفت تحديث وتطوير كافة جوانب المنظومة الرياضية. يمكن تلخيص أبرز ملامح هذه الطفرة في النقاط التالية:
- تطوير البنية التحتية الرياضية: شهدت البلاد تحديثاً وإنشاء للعديد من المنشآت الرياضية والملاعب ومراكز الشباب على مستوى الجمهورية، لتوفير بيئة أفضل للتدريب والمنافسات.
- التركيز على قطاعات الناشئين: تم إيلاء اهتمام خاص بأكاديميات كرة القدم وبرامج اكتشاف المواهب الشاهرة، مع توفير الدعم اللازم لضمان صقل اللاعبين الصغار وفقاً لأحدث المعايير العالمية.
- الاحترافية في الإدارة: تعزيز تطبيق معايير الحوكمة والاحترافية في إدارة الأندية والاتحادات الرياضية، بما يضمن شفافية أكبر وكفاءة أعلى في اتخاذ القرارات.
- دعم المنتخبات الوطنية: زيادة الدعم المادي والمعنوي للمنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها، وتوفير معسكرات تدريبية متطورة، والاستعانة بأطقم فنية وإدارية ذات خبرة دولية.
- الاستثمار في علوم الرياضة: دمج التقنيات الحديثة وعلوم الرياضة في برامج التدريب والتأهيل البدني والنفسي للاعبين، لمواكبة التطورات العالمية في الأداء الرياضي.
هذه الجهود المتكاملة، التي تُعد جزءاً من استراتيجية وطنية أوسع لتنمية الشباب والرياضة، أسهمت في خلق جيل جديد من اللاعبين القادرين على المنافسة بقوة على الساحة الدولية، وقد تجلى ذلك في التأهل المتكرر للمنتخب الوطني لكأس العالم، وهو ما يجسد فعلاً القفزة النوعية المذكورة.
رؤية الوزير والتطلعات المستقبلية
تعكس تصريحات الدكتور أشرف صبحي طموحاً كبيراً ورؤية واضحة لمستقبل الكرة المصرية. فإلى جانب الإشارة إلى الإنجازات الماضية، شدد الوزير على أن التأهل الأخير ليس مجرد محطة عابرة، بل هو بداية لمرحلة جديدة تتسم بالاستمرارية والتواجد الدائم في كبرى البطولات العالمية. هذا الطموح يتوافق مع الرغبة في تعزيز مكانة مصر كقوة رياضية إقليمية ودولية.
تساهم هذه الإنجازات في تعزيز الروح المعنوية لدى الجماهير المصرية وتلهم الأجيال الشابة للانخراط في الرياضة، كما أنها تعزز من القوة الناعمة للدولة على الصعيد الدولي. فوجود العلم المصري خفاقاً في المحافل العالمية، كما أشار الوزير، له أبعاد تتجاوز مجرد المنافسة الرياضية لتشمل الهوية الوطنية والفخر القومي.
ويتوقع أن تستمر وزارة الشباب والرياضة في نهجها التطويري، مع التركيز على الاستثمار المستدام في المواهب والبنية التحتية، لضمان تحقيق هذه التطلعات وتحويل الحلم بالاستمرارية في المونديال إلى واقع ملموس.





