في 15 أكتوبر 2024، استقبل معالي وزير الرياضة وفدًا رفيع المستوى من المملكة العربية السعودية، لمناقشة سبل تعزيز وتطوير العمل التطوعي. ركز اللقاء على تبادل الخبرات والرؤى بين الجانبين، بهدف الارتقاء بمستوى مشاركة الشباب والمجتمع في المبادرات التطوعية، وخاصة تلك المرتبطة بالقطاع الرياضي. يأتي هذا الاجتماع في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين في المجالات التي تسهم في التنمية المجتمعية الشاملة، مع التركيز على دور الرياضة كمنصة فعالة للعمل الخيري والاجتماعي.
أكد الجانبان خلال الاجتماع على الأهمية الاستراتيجية للعمل التطوعي كركيزة أساسية لبناء مجتمعات قوية ومترابطة. تم تسليط الضوء على قدرة الرياضة في غرس قيم الانضباط والتعاون وروح الفريق، والتي تعتبر أساسية للمتطوعين. ناقش الحضور مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك أفضل الممارسات في إدارة برامج المتطوعين، وكيفية جذب المزيد من الأفراد من مختلف الفئات العمرية، وخاصة الشباب، للمشاركة الفاعلة في الفعاليات الرياضية والمبادرات المجتمعية التي تنظمها المؤسسات الرياضية.
خلفية وأهمية العمل التطوعي
يشكل العمل التطوعي حجر الزاوية في تقدم الأمم وتكاتف شعوبها، حيث يعكس مدى حيوية المجتمع وإحساس أفراده بالمسؤولية المشتركة تجاه قضاياهم. على الصعيد العالمي، تزايد الاهتمام بالعمل التطوعي كأداة قوية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بدءًا من التعليم والصحة وصولاً إلى حماية البيئة وتعزيز العدالة الاجتماعية. في سياق الرياضة، يضطلع المتطوعون بدور حيوي في تنظيم الفعاليات الكبرى والصغرى، بدءًا من إدارة الحشود وتنسيق الفعاليات اللوجستية، وصولاً إلى تقديم الدعم الفني والإعلامي. بدون جهودهم، لن تتمكن العديد من البطولات والأحداث الرياضية من تحقيق نجاحها المرجو.
تولي المملكة العربية السعودية اهتمامًا متزايدًا بالعمل التطوعي، ويعد ذلك أحد الأهداف الاستراتيجية لرؤية السعودية 2030 الطموحة. تسعى الرؤية إلى زيادة عدد المتطوعين في المملكة إلى مليون متطوع بحلول عام 2030، وذلك من خلال برامج ومبادرات تدعم ثقافة التطوع وتوفر البيئة المناسبة للمشاركة. يهدف هذا التوجه إلى بناء مجتمع حيوي ومسؤول، يتمتع أفراده بروح المبادرة والعطاء. في المقابل، تدرك العديد من الدول أهمية القطاع الرياضي في تحفيز هذه المشاركة، حيث يمكن تحويل الملاعب والأندية إلى مراكز لاستقطاب المتطوعين وتدريبهم، وربطهم بالفعاليات التي تخدم المجتمع.
مخرجات ومجالات التعاون المقترحة
شملت المباحثات بين وزير الرياضة والوفد السعودي عددًا من النقاط المحورية التي يمكن أن تشكل أساسًا لتعاون مستقبلي مثمر:
- تبادل الخبرات والبرامج: اتفق الجانبان على ضرورة تبادل أفضل الممارسات في تصميم وتطبيق برامج العمل التطوعي الموجهة للقطاع الرياضي. يشمل ذلك آليات استقطاب المتطوعين، وبرامج تدريبهم وتأهيلهم، ونظم تقدير جهودهم.
- تطوير منصات رقمية مشتركة: بحث اللقاء إمكانية إنشاء أو تطوير منصات رقمية موحدة أو متكاملة لتسهيل تسجيل المتطوعين، وإدارة مهامهم، ومتابعة مشاركاتهم في الفعاليات الرياضية المشتركة أو المنفردة.
- المبادرات المشتركة: تم اقتراح تنظيم مبادرات تطوعية مشتركة بين البلدين، تستهدف تعزيز الوعي بأهمية الرياضة في المجتمعات، وتفعيل دور المتطوعين في الأحداث الرياضية الإقليمية والدولية. يمكن أن تشمل هذه المبادرات حملات توعية، أو برامج تدريبية مكثفة.
- دمج الشباب في الرياضة التطوعية: شدد الجانبان على أهمية استهداف فئة الشباب بشكل خاص، وتوفير فرص جاذبة لهم للمشاركة في العمل التطوعي الرياضي، كونه يسهم في بناء شخصيتهم وتنمية مهاراتهم القيادية والاجتماعية.
- توحيد الرؤى والأهداف: تم التأكيد على أهمية العمل وفق رؤى وأهداف مشتركة تخدم المصالح العليا للبلدين في مجال التنمية الاجتماعية عبر بوابة الرياضة.
التأثير المستقبلي والآفاق
من المتوقع أن يفتح هذا اللقاء آفاقًا جديدة للتعاون بين البلدين في مجال العمل التطوعي، مما يعزز من قدرتهما على إطلاق مبادرات نوعية تسهم في تحقيق أهدافهما التنموية. سيعمل هذا التعاون على:
- زيادة قاعدة المتطوعين: من خلال برامج جاذبة ومحفزة، يمكن زيادة عدد الأفراد المنخرطين في العمل التطوعي، وتوسيع نطاق تأثيرهم.
- تحسين جودة الفعاليات الرياضية: مع وجود فريق عمل تطوعي مدرب ومؤهل، يمكن رفع مستوى تنظيم وجودة الفعاليات الرياضية المختلفة، مما ينعكس إيجابًا على سمعة البلدين في استضافة وتنظيم الأحداث.
- تعزيز التبادل الثقافي: تساهم برامج التبادل في مجال العمل التطوعي في تعزيز الفهم المتبادل بين الشباب من كلا البلدين، وبناء جسور من الصداقة والتعاون.
- دعم الرؤى الوطنية: يدعم هذا التعاون الرؤى الوطنية لكلا البلدين فيما يتعلق بالتنمية المستدامة، وتأهيل الشباب، وتعزيز جودة الحياة، وتفعيل دور المجتمع المدني.
اختتم اللقاء بتأكيد الالتزام بمتابعة تنفيذ التوصيات والمقترحات التي تم التوافق عليها، مع الإشارة إلى أهمية تشكيل فرق عمل مشتركة لوضع خطط تفصيلية للمبادرات المستقبلية. يؤكد هذا الاجتماع على الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه الرياضة ليس فقط في المنافسة والترفيه، ولكن كقوة دافعة للتغيير الإيجابي والتنمية المجتمعية.




