وكيل لامين جمال يستغرب الضجة الإعلامية المحيطة باللاعب الشاب
أعرب وكيل أعمال نجم نادي برشلونة الصاعد، لامين جمال، مؤخرًا عن دهشته إزاء الحملة الإعلامية والضجة الكبيرة التي تحيط باللاعب الشاب. تأتي هذه التصريحات في سياق تزايد الاهتمام الإعلامي بجمال، خصوصًا قبل وبعد المباريات الكبرى مثل الكلاسيكو، مما يثير تساؤلات حول مدى ملاءمة هذا التركيز للاعب في مقتبل مسيرته.

خلفية صعود لامين جمال السريع
برز لامين جمال (مواليد 2007) كواحد من ألمع المواهب في كرة القدم العالمية خلال فترة وجيزة. تخرج اللاعب الإسباني المغربي من أكاديمية "لا ماسيا" الشهيرة التابعة لنادي برشلونة، وكسر العديد من الأرقام القياسية المتعلقة بالصغر في السن. فقد أصبح أصغر لاعب يشارك مع الفريق الأول لبرشلونة، وأصغر لاعب يسجل هدفًا في الدوري الإسباني، بالإضافة إلى مشاركته التاريخية في دوري أبطال أوروبا ومباريات الكلاسيكو وهو لا يزال في سن المراهقة المبكرة. هذه الإنجازات غير المسبوقة وضعت جمال تحت الأضواء الكاشفة، وجعلته محط أنظار وسائل الإعلام والجماهير على حد سواء، الذين يرون فيه مستقبل كرة القدم الإسبانية والكتالونية.
الضجة الإعلامية وقضية الكلاسيكو
تصاعدت حدة الضجة الإعلامية المحيطة بجمال بشكل ملحوظ مع اقتراب المباريات ذات الأهمية القصوى، مثل مواجهة الغريم التقليدي ريال مدريد في الكلاسيكو. فقبل كل مباراة كبرى، تتناول الصحف والمواقع الرياضية مساهمات اللاعب المحتملة، وتقارن بينه وبين نجوم آخرين، وتضع عليه آمالًا كبيرة. وبعد المباراة، تُحلل كل لمسة وتمريرة وحركة قام بها، ما إذا كانت جيدة أم سيئة، وتتأثر تقييمات أدائه بشكل كبير بالنتيجة النهائية للفريق. هذا النمط من التغطية، الذي يركز بشدة على لاعب لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره، هو ما أثار استغراب وكيل أعماله.
موقف وكيل اللاعب: دعوة للهدوء والتركيز
يرى وكيل لامين جمال أن هذه الضجة الإعلامية المتزايدة، رغم أنها قد تكون دليلًا على موهبة اللاعب، إلا أنها قد تشكل عبئًا كبيرًا على شاب في مرحلة حاسمة من تطوره الكروي والشخصي. وقد أكد الوكيل أن الهدف الأساسي يجب أن يكون حماية اللاعب وتوفير بيئة هادئة تسمح له بالنمو والتطور بعيدًا عن الضغوط المبالغ فيها والتوقعات غير الواقعية. ويهدف هذا الموقف إلى التخفيف من حدة التركيز الإعلامي، والسماح لجمال بالتركيز على تدريباته وأدائه داخل الملعب دون تشتيت انتباهه بالجدل الدائر حوله خارج الملعب.
تداعيات الضغط الإعلامي على المواهب الشابة
تاريخ كرة القدم مليء بقصص المواهب الشابة التي تألقت مبكرًا ثم تلاشت بسبب الضغوط الهائلة والتوقعات المبالغ فيها. إن تصريحات وكيل لامين جمال تعكس قلقًا مشروعًا بشأن تأثير الشهرة المبكرة والتدقيق الإعلامي المستمر على التطور النفسي والمهني للاعبين اليافعين. ففي سن تحتاج فيها المواهب إلى الدعم والتوجيه، يمكن أن يتحول التركيز المفرط إلى سيف ذي حدين، قد يعيق تقدمهم أو يؤثر سلبًا على صحتهم العقلية.
دور النادي ووسائل الإعلام
إن استغراب وكيل لامين جمال يضع الكرة في ملعب النادي ووسائل الإعلام. فمن جانب برشلونة، يقع على عاتقه مسؤولية كبيرة في إدارة ظهور اللاعب وحمايته من التغطية المفرطة، بالإضافة إلى توفير الدعم النفسي والمهني اللازم. أما وسائل الإعلام، فيتوجب عليها إعادة النظر في طريقة تعاملها مع المواهب الشابة، والتركيز على تحليل الأداء الرياضي بموضوعية، بدلًا من المبالغة في التوقعات وخلق ضجة غير ضرورية قد تضر بمسيرة اللاعبين الصغار على المدى الطويل. يظل التحدي قائمًا في كيفية الاحتفاء بالموهبة الفذة لـلامين جمال، مع ضمان مساره نحو النجومية المستدامة.





