ياسر إدريس يعرب عن فخره بمنتخب اليد للناشئين وإنجازه التاريخي الذي يبرهن على قوة الرياضة المصرية
أعرب المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية ونائب رئيس الاتحاد الدولي لألعاب الماء، عن بالغ فخره وسعادته بالإنجاز التاريخي الذي حققه منتخب مصر للناشئين لكرة اليد (مواليد 2008). جاء هذا التصريح عقب تأهل المنتخب المصري إلى نهائي بطولة العالم للناشئين المقامة في المغرب، وذلك بعد فوزه المثير والمستحق على منتخب إسبانيا القوي في الدور نصف النهائي. ويُعد هذا الإنجاز تأكيدًا جديدًا على مكانة مصر الرائدة في رياضة كرة اليد على الساحة الدولية، خاصة في الفئات السنية الصغرى.

ولم يكن هذا التأهل مجرد فوز عابر، بل هو محطة هامة تعكس سنوات من العمل الجاد والتخطيط الدقيق والاستثمار في المواهب الشابة. وقد شدد إدريس على أن هذا الإنجاز ليس فقط مدعاة فخر للرياضة المصرية، بل هو دليل قاطع على قدرة اللاعبين المصريين على المنافسة بقوة على أعلى المستويات العالمية وإثبات الذات في البطولات الكبرى.
السياق والخلفية: ريادة مصرية في كرة اليد
يمثل المهندس ياسر إدريس شخصية بارزة في المشهد الرياضي المصري والدولي. فإلى جانب رئاسته للجنة الأولمبية المصرية، وهي الكيان الأعلى المسؤول عن تنظيم وتطوير الحركة الأولمبية في البلاد، يشغل منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي لألعاب الماء (FINA سابقًا، الآن World Aquatics)، مما يمنحه رؤية شاملة لمتطلبات التفوق الرياضي. وتأتي تصريحاته لتسلط الضوء على استراتيجية واضحة للارتقاء بالرياضة المصرية.
لطالما تميزت كرة اليد المصرية بكونها إحدى القوى العظمى في هذه الرياضة، خاصة على صعيد منتخبات الشباب والناشئين. فقد حققت مصر العديد من الألقاب والإنجازات البارزة في بطولات العالم لهذه الفئات، مما أكسبها سمعة عالمية بأنها مصنع للمواهب الكروية. تعود هذه الريادة إلى عدة عوامل، منها وجود قاعدة جماهيرية وشعبية كبيرة لكرة اليد، ووجود نظام فعال لاكتشاف المواهب وتنميتها منذ الصغر، بالإضافة إلى الدعم المؤسسي من الاتحاد المصري لكرة اليد واللجنة الأولمبية. ويُعد هذا الجيل الجديد من لاعبي مواليد 2008 استمرارًا لهذا الإرث، ومؤشرًا على استدامة برامج التطوير.
تهدف بطولات العالم للناشئين إلى صقل مهارات اللاعبين الشباب ومنحهم الخبرة اللازمة للمنافسة في المستقبل على مستوى المنتخبات الأولى. كما أنها تعتبر محكًا حقيقيًا لقوة برامج الناشئين في الدول المشاركة، وتُظهر مدى فعالية الاستثمار في البنى التحتية والتدريب.
رحلة الإنجاز والتأهل التاريخي للنهائي
في تطورات حديثة، شهدت بطولة العالم للناشئين لكرة اليد في المغرب تألقًا لافتًا للمنتخب المصري. فقد خاض الفراعنة الصغار سلسلة من المباريات القوية والمثيرة، أظهروا خلالها مستوى فنيًا وبدنيًا عاليًا، وروحًا قتالية لا تلين. توجت هذه المسيرة بفوز تاريخي ومستحق على منتخب إسبانيا، الذي يُعد بدوره أحد عمالقة كرة اليد الأوروبية والعالمية، في الدور نصف النهائي للبطولة.
المباراة ضد إسبانيا، التي أقيمت أوائل هذا الأسبوع، كانت شاهدة على تفوق تكتيكي مصري وأداء جماعي مذهل. تمكن اللاعبون المصريون من فرض سيطرتهم على مجريات اللعب في فترات حاسمة، واستطاعوا التعامل مع ضغط المباراة ببراعة، مما مكنهم من تحقيق الفوز والعبور إلى المباراة النهائية. هذا الفوز لم يكن مجرد تأهل، بل رسالة واضحة بأن كرة اليد المصرية الشابة تمتلك كل مقومات المنافسة على الألقاب الكبرى، وأنها قادرة على مقارعة أقوى المنتخبات العالمية.
أظهر اللاعبون الناشئون في هذه البطولة قدرات فردية متميزة بالإضافة إلى التزام تكتيكي جماعي، مما يدل على جودة التدريب والإعداد الذي خضعوا له. هذه العناصر مجتمعة كانت حجر الزاوية في تحقيق هذا الإنجاز الذي سيبقى محفورًا في ذاكرة الرياضة المصرية.
دلالات الإنجاز وردود الفعل
الإنجاز الذي حققه منتخب الناشئين لكرة اليد قوبل بردود فعل واسعة من الفخر والاعتزاز على المستويين الرسمي والشعبي. تصريحات المهندس ياسر إدريس عكست هذا الشعور العام، حيث أكد أن هذا الإنجاز «ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج جهد منظومة متكاملة من مدربين وإداريين ولاعبين وأسر، وهو ما يؤكد قوة الرياضة المصرية وقدرتها على تحقيق البطولات والألقاب العالمية». كما وجه إدريس تهنئة خاصة للجهاز الفني والإداري للمنتخب على جهودهم الكبيرة في إعداد هذا الجيل الواعد.
على الصعيد الجماهيري، انتشرت حالة من البهجة والاحتفاء على وسائل التواصل الاجتماعي وبين أوساط محبي الرياضة، الذين رأوا في هذا التأهل بشرى لمستقبل مشرق لكرة اليد المصرية. كما احتفت به وسائل الإعلام المحلية، مسلطة الضوء على الأداء البطولي للمنتخب ورفع اسم مصر عاليًا في المحافل الدولية.
يتجاوز تأثير هذا الإنجاز مجرد الفوز ببطولة؛ فهو يمثل مصدر إلهام للأجيال الشابة من الرياضيين في مصر، ويدفعهم نحو السعي لتحقيق التميز في مجالاتهم. كما أنه يؤكد على أهمية الاستثمار في قطاع الناشئين والشباب كقاعدة أساسية لبناء منتخبات وطنية قوية قادرة على المنافسة باستمرار على المستويات العليا. هذا النجاح يعزز ثقة المؤسسات الرياضية في استراتيجياتها الحالية ويشجع على تبني المزيد من الخطط الطموحة لتطوير الرياضة المصرية في مختلف الألعاب.
في الختام، يُعد وصول منتخب مصر للناشئين لكرة اليد إلى نهائي بطولة العالم إنجازًا تاريخيًا يؤكد على مكانة مصر كقوة رياضية صاعدة ومستدامة، ويبرهن على أن الاستثمار في المواهب الشابة يؤتي ثماره على أكمل وجه. ومع ترقب المباراة النهائية، تتطلع الجماهير المصرية إلى تحقيق اللقب العالمي، ليكون تتويجًا لمسيرة حافلة بالإصرار والتفوق، ومصدر فخر جديد للرياضة المصرية بأسرها.





