ياسين منصور يكشف تفاصيل عدم ترشحه لرئاسة النادي الأهلي
أعلن رجل الأعمال البارز وعضو مجلس أمناء النادي الأهلي السابق، ياسين منصور، مؤخراً، عن الأسباب الجوهرية التي دفعته لعدم الترشح لمنصب رئيس النادي الأهلي في الانتخابات الماضية أو المستقبلية. وتأتي هذه التصريحات لتضع حداً للتكهنات الطويلة حول إمكانية توليه هذا المنصب القيادي في أحد أكبر الأندية الرياضية في مصر والشرق الأوسط، مؤكداً التزامه تجاه النادي من زاوية مختلفة.

خلفية ياسين منصور وعلاقته بالأهلي
يُعد ياسين منصور واحداً من أبرز الشخصيات الاقتصادية في مصر، وهو رئيس مجلس إدارة شركة بالم هيلز للتعمير ومجموعة المنصور، ويمتلك استثمارات واسعة في قطاعات متنوعة. إلى جانب مسيرته المهنية الحافلة، يرتبط منصور بعلاقة وثيقة وعميقة بالنادي الأهلي، حيث يُعرف عنه عشقه الكبير ودعمه المستمر للقلعة الحمراء. وقد تجاوز دعمه الجانب الجماهيري ليصل إلى مساهمات مالية واستثمارية كبيرة. في عام 2021، تولى منصور منصب رئيس شركة الأهلي لكرة القدم التي تأسست بهدف تطوير الجانب الاحترافي والاستثماري لفريق الكرة بالنادي، وهو ما عكس حجم ثقة النادي في رؤيته وقدرته على إدارة المشاريع الكبرى.
لطالما اعتبر كثيرون أن ياسين منصور يمتلك كافة المقومات اللازمة لتولي رئاسة النادي، من حيث القدرة المالية، والرؤية الإدارية، والعلاقات القوية، بالإضافة إلى كونه أحد "رموز" الأهلي غير الرسمية، والتي تُكن لها الجماهير احتراماً وتقديراً كبيراً لدورها في دعم النادي. وقد تكررت الدعوات المطالبة بترشحه للرئاسة في فترات انتخابية سابقة، مما جعل تصريحاته الأخيرة محط اهتمام واسع.
الأسباب وراء قرار عدم الترشح
في تصريحاته التي كشف عنها، أوضح ياسين منصور بشكل مفصل الدوافع وراء قراره بعدم خوض غمار انتخابات رئاسة النادي الأهلي. وقد تركزت الأسباب الرئيسية حول التزاماته المهنية والشخصية، مؤكداً على أن متطلبات منصب رئيس النادي، الذي يتطلب تفرغاً شبه كامل وجهداً هائلاً، لا تتناسب مع طبيعة أعماله ومسؤولياته الكبيرة الأخرى. وتشمل النقاط الأساسية التي ذكرها ما يلي:
- الالتزامات التجارية الواسعة: أكد منصور أن إدارته لمجموعة شركات كبيرة ومتنوعة تتطلب تركيزاً كاملاً ووقتاً هائلاً، مما يجعل من الصعب التفرغ لمهام رئاسة النادي الأهلي التي تحتاج إلى جهد يومي ومتابعة دقيقة لكل تفاصيل العمل داخل الكيان الضخم.
- الرغبة في الدعم من موقع مختلف: أشار إلى أنه يفضل تقديم الدعم للنادي من خلال موقعه كرجل أعمال ومستثمر، ومن خلال رئاسته لشركة الأهلي لكرة القدم، حيث يمكنه المساهمة في الجوانب الاقتصادية والتطويرية دون الانخراط المباشر في الإدارة التنفيذية اليومية والعمل الانتخابي الشاق.
- التركيز على المشاريع الاستراتيجية: يرى ياسين منصور أن دوره الحالي كرئيس لشركة الأهلي لكرة القدم يسمح له بالتركيز على مشاريع استراتيجية طويلة الأمد تخدم مصلحة النادي وتضمن استقراره المالي والرياضي، بعيداً عن ضغوط العمل الإداري المباشر المتعلق بالانتخابات والقرارات اليومية.
- الدعم للإدارة الحالية: أعرب منصور عن ثقته ودعمه للإدارة الحالية للنادي الأهلي، مؤكداً على أن استقرار الإدارة هو أمر حيوي لنجاح النادي، وأنه يفضل العمل كداعم لها بدلاً من أن يكون منافساً على منصب قيادي.
تأثير القرار على النادي والجماهير
يُعد قرار ياسين منصور بالامتناع عن الترشح لرئاسة النادي الأهلي ذا أهمية كبيرة. فمن ناحية، ينهي هذا القرار حالة من الترقب والتكهنات التي كانت تحيط بمستقبله السياسي داخل النادي. ومن ناحية أخرى، يؤكد على أن النادي الأهلي سيستمر في الاعتماد على دعم منصور الكبير، ولكن في إطار دوره الاستثماري والتطويري البحت، بعيداً عن المنافسات الانتخابية. هذا التوضيح يرسخ صورة منصور كداعم استراتيجي دائم للنادي، وليس كطامح للمنصب الأول فيه.
لقد استقبلت جماهير الأهلي هذا التوضيح بمزيج من التفهم وربما بعض خيبة الأمل من البعض الذي كان يرى فيه الرئيس المثالي. إلا أن الغالبية تتفهم الدوافع المهنية والشخصية وراء قراره، خاصة وأن مساهماته المادية والمعنوية للنادي لا تزال قائمة وقوية. ويظل ياسين منصور شخصية محورية في المشهد الأهلاوي، يؤثر بقراراته ويوجه بدعمه استراتيجيات النادي الرياضية والاقتصادية.
الخلاصة
بهذه التصريحات، قدم ياسين منصور رؤية واضحة ومباشرة حول دوره المستقبلي داخل النادي الأهلي، مؤكداً على التزامه بدعم النادي بكل طاقاته، لكن من خلال مساهماته الاستثمارية والتطويرية، وليس عبر خوض الانتخابات الرئاسية. هذا الموقف يعكس فهماً عميقاً لمتطلبات قيادة مؤسسة بحجم النادي الأهلي، وتوازناً بين العشق الرياضي والمسؤوليات المهنية الكبيرة التي يتحملها.





