ياسين منصور يكشف شرط ترشحه لرئاسة الأهلي في حال غياب الخطيب
في الفترة التي سبقت انتخابات النادي الأهلي عام 2021، كشف رجل الأعمال البارز ياسين منصور عن تفاصيل جلسة خاصة جمعته برئيس النادي آنذاك، محمود الخطيب، والتي تضمنت شرطًا أساسيًا لترشح منصور لرئاسة القلعة الحمراء. تمحورت هذه التفاصيل حول استعداده لخوض السباق الانتخابي في حال عدم ترشح الخطيب لفترة رئاسية جديدة، ما ألقى الضوء على الديناميكيات الداخلية وتفاهمات القيادات المحتملة داخل أحد أعرق الأندية المصرية والإفريقية.

سياق انتخابات النادي الأهلي
تُعد انتخابات مجلس إدارة النادي الأهلي حدثًا رياضيًا واجتماعيًا بالغ الأهمية في مصر، وتحظى بمتابعة جماهيرية وإعلامية واسعة. النادي، الذي يُعرف بلقب "نادي القرن" في إفريقيا، يمتلك قاعدة جماهيرية ضخمة ويُمثل إدارته منصبًا يتجاوز كونه رياضيًا ليصبح مؤثرًا في المشهد العام. عادة ما تُجرى هذه الانتخابات كل أربع سنوات، وتشهد منافسة قوية بين الشخصيات البارزة، مع تركيز شديد على البرامج الانتخابية والوعود المتعلقة بمستقبل النادي على الصعيدين الرياضي والإداري. الخلفية التاريخية للنادي وأهميته في الوجدان المصري تضفي طابعًا خاصًا على كل تفاصيل هذه العملية الانتخابية.
الأطراف الرئيسية: الخطيب ومنصور
يُعد محمود الخطيب، المعروف شعبيًا بـ "بيبو"، أيقونة كروية ونجمًا تاريخيًا للنادي الأهلي والمنتخب المصري. بعد مسيرة كروية حافلة بالإنجازات، انتقل الخطيب إلى المجال الإداري وتولى رئاسة النادي، محققًا نجاحات لافتة. شعبيته الجارفة وتاريخه الطويل مع النادي يمنحانه ثقلاً كبيرًا ويجعله دائمًا في طليعة المرشحين المحتملين لأي منصب قيادي داخل الأهلي.
أما ياسين منصور، فهو رجل أعمال مصري بارز يتمتع بنفوذ اقتصادي كبير، ويُعرف عنه ارتباطه الوثيق بالنادي الأهلي ودعمه المستمر له. شغل منصور مناصب استثمارية هامة تتعلق بالنادي، أبرزها رئاسته لشركة الأهلي لكرة القدم، التي تعد الذراع الاستثماري للنادي في قطاع كرة القدم. هذه الخلفية تضعه ضمن دائرة الشخصيات المؤثرة التي يمكن أن تلعب أدوارًا قيادية مستقبلية في النادي، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
تفاصيل اللقاء والشرط المعلن
وفقًا لما كشفه ياسين منصور، فقد جاء لقاؤه مع محمود الخطيب في سياق الاستعدادات لانتخابات النادي الأهلي. خلال هذه الجلسة، التي يُفترض أنها كانت ذات طابع شخصي وغير رسمي، أوضح منصور للخطيب موقفه الواضح بشأن الترشح للرئاسة. كان جوهر الرسالة أن ترشحه مشروط بعدم ترشح الخطيب نفسه. هذه المبادرة قد تُفسر على أنها تعبير عن احترام منصور لدور الخطيب ومكانته، ورغبة في تجنب مواجهة انتخابية مباشرة قد تُحدث انقسامات داخل البيت الأهلاوي، أو ربما تنسيقًا للأدوار بين قيادات النادي. لم تُكشف تفاصيل دقيقة أخرى حول سير الجلسة أو رد فعل الخطيب بشكل مفصل، لكن التصريح نفسه حمل دلالات عميقة حول المشهد الانتخابي آنذاك.
الأهمية وتداعيات الكشف
اكتسب كشف ياسين منصور عن هذا الشرط أهمية كبرى لعدة أسباب. أولاً، أشار إلى وجود تفاهمات وتنسيقات محتملة بين القوى الفاعلة داخل النادي قبل خوض غمار الانتخابات. ثانيًا، أبرز التصريح مدى الاحترام المتبادل بين شخصيتين بحجم الخطيب ومنصور، وتأثيرهما على مسار العملية الانتخابية. ثالثًا، وضع هذا الشرط ياسين منصور في موقع المرشح المحتمل القوي في حال قرر الخطيب عدم الترشح، مما جعله جزءًا من المعادلة الانتخابية حتى لو لم يتقدم بأوراقه رسميًا. كما يمكن النظر إلى هذه الخطوة كجزء من استراتيجية أوسع لضمان استقرار النادي والحفاظ على وحدته الداخلية، حيث إن المنافسات الشرسة غالبًا ما تخلف تداعيات سلبية على المدى الطويل.
مسار الأحداث اللاحق
في النهاية، تقدم محمود الخطيب بأوراقه للترشح لرئاسة النادي الأهلي في انتخابات 2021، وفاز بها بالفعل، ليواصل فترته الرئاسية. وعليه، لم يتقدم ياسين منصور للترشح لمنصب الرئيس، التزامًا بما كشف عنه من شرط. ومع ذلك، لم يغب منصور عن المشهد الأهلاوي، بل اضطلع بدور حيوي آخر، حيث تولى رئاسة شركة الأهلي لكرة القدم، وهي خطوة استراتيجية تهدف إلى تطوير الجانب الاحترافي والاستثماري للنادي في مجال كرة القدم. هذا الترتيب أظهر أن هناك مساحات عمل وتأثير متعددة للشخصيات الكبرى داخل النادي، وأن الأدوار قد تتكامل لخدمة مصالح النادي العليا، حتى وإن لم تكن جميعها ضمن سياق الترشح المباشر للمجلس الإداري.





