يسرا تكشف عن إخفاقات بداياتها الفنية وأجرها الرمزي في فيلم "الإرهاب والكباب"
خلال ندوة تكريمية أقيمت ضمن فعاليات الدورة الأخيرة من مهرجان الجونة السينمائي، شاركت الفنانة المصرية الكبيرة يسرا الجمهور تفاصيل غير متوقعة حول بداياتها المهنية، مسلطة الضوء على التحديات الكبيرة التي واجهتها قبل أن تصل إلى مصاف النجومية. كشفت يسرا عن حقائق صادمة تتعلق بأولى أعمالها السينمائية وأجرها في أحد أهم أفلامها، مما أضفى بعدًا إنسانيًا وملهمًا على مسيرتها الفنية الطويلة.
صعوبات البداية وسلسلة من الإخفاقات
أوضحت يسرا أن طريقها نحو الشهرة لم يكن مفروشًا بالورود على الإطلاق. ففي بداية مسيرتها، شاركت في حوالي 25 فيلمًا لم تحقق أي نجاح يذكر، سواء على المستوى الجماهيري أو النقدي. ووصفت تلك الفترة بأنها كانت محبطة للغاية، حيث واجهت أعمالها فشلاً ذريعًا في شباك التذاكر، وهو ما كان يمكن أن يدفع أي فنان ناشئ إلى التخلي عن حلمه. إلا أن إصرارها وشغفها بالتمثيل كانا الدافع الأكبر للاستمرار والمحاولة من جديد، مؤكدة أن هذه التجارب الصعبة صقلت موهبتها ومنحتها القوة لمواجهة تحديات المستقبل.
ذكريات "الإرهاب والكباب" وأجر لا يصدق
من أبرز ما كشفت عنه يسرا خلال الندوة، هو الحديث عن كواليس فيلم "الإرهاب والكباب" الذي يُعد علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية. فاجأت الحضور بتصريحها بأن أجرها عن دورها في هذا العمل الضخم، الذي شاركت في بطولته إلى جانب الفنان عادل إمام ومن إخراج شريف عرفة، لم يتجاوز 10 جنيهات مصرية. وأشارت إلى أن هذا المبلغ الزهيد لم يكن مقياسًا لقيمتها الفنية، بل كان تعبيرًا عن حماسها للمشاركة في مشروع فني استثنائي آمنت بقيمته ورسالته. يعكس هذا الموقف طبيعة العمل الفني في تلك الفترة، حيث كانت القيمة الإبداعية للمشروع تطغى أحيانًا على الاعتبارات المادية.
يُذكر أن فيلم "الإرهاب والكباب" الصادر عام 1992، قد حقق نجاحًا جماهيريًا ونقديًا هائلاً، ولا يزال حتى اليوم واحدًا من أهم الأعمال التي تناولت بجرأة القضايا الاجتماعية والبيروقراطية في مصر. وتأتي تصريحات يسرا لتضيف بُعدًا جديدًا لفهم الظروف التي صُنعت فيها هذه التحفة السينمائية.
التأثير والرسالة للجيل الجديد
لم تكن تصريحات يسرا مجرد استعراض لذكريات الماضي، بل حملت في طياتها رسالة قوية ومباشرة للفنانين الشباب وصناع الأفلام الجدد. من خلال مشاركة قصة إخفاقاتها المبكرة وأجرها الرمزي، أرادت الفنانة الكبيرة التأكيد على عدة نقاط جوهرية:
- أن النجاح الحقيقي يتطلب صبرًا ومثابرة، وأن الفشل في البدايات ليس نهاية الطريق.
- أن الشغف والإيمان بالعمل الفني قد يكونان أحيانًا أهم من المقابل المادي، خاصة في المشاريع التي تحمل قيمة فنية ومجتمعية.
- أن مسيرة النجوم الكبار مليئة بالعقبات والتحديات، مما يجعل قصصهم مصدر إلهام واقعي للجيل الصاعد.
وبهذا، تحولت ندوة تكريم يسرا في مهرجان الجونة إلى درس في الإصرار والاحترافية، مؤكدة على أن تاريخ الفنان لا يُبنى فقط على النجاحات، بل أيضًا على قدرته على تجاوز الإخفاقات والتعلم منها.





