17 مصاباً مدنياً في غارة روسية بمسيرات تستهدف خاركيف الأوكرانية
استيقظت مدينة خاركيف الأوكرانية، ثاني أكبر المدن في البلاد، على وقع هجوم روسي مكثف بطائرات مسيرة في الساعات الأولى من صباح اليوم، مما أسفر عن إصابة 17 مدنياً على الأقل وتسبب في أضرار مادية جسيمة. وقد استهدفت الغارات مناطق سكنية وبنية تحتية مدنية حيوية، مما يعكس استمرار الاستراتيجية الروسية في الضغط على المدن الأوكرانية الكبرى بعيداً عن خطوط المواجهة الأمامية.

تفاصيل الهجوم والخسائر البشرية
وفقاً للتقارير الأولية الصادرة عن السلطات المحلية، تم شن الهجوم باستخدام عدة طائرات مسيرة يُعتقد أنها من طراز «شاهد» الإيرانية الصنع، والتي استهدفت أحياء متفرقة من المدينة. تركزت الأضرار بشكل خاص في مناطق سكنية، حيث تسببت شظايا الطائرات المسيرة المتساقطة بعد اعتراضها، أو بقاياها بعد انفجارها، في إصابات متعددة تراوحت بين الخفيفة والمتوسطة. من بين المصابين، تم نقل ثمانية أشخاص على الأقل إلى المستشفيات لتلقي العلاج، بينما تم علاج البقية في الموقع.
صرح عمدة خاركيف، إيهور تيريخوف، بأن فرق الإنقاذ والإسعاف هرعت إلى مواقع الهجمات فور وقوعها لتقديم المساعدة للمصابين وإخماد الحرائق التي اندلعت في عدة مبانٍ. وقد أشار إلى أن الهجمات استهدفت منشآت مدنية بحتة، بما في ذلك مبانٍ سكنية ومبانٍ تجارية، مؤكداً أن لا أهداف عسكرية واضحة في المناطق المتضررة. كما أفاد حاكم منطقة خاركيف، أوليغ سينيغوبوف، أن فرق الإغاثة تعمل على تقييم الأضرار الكاملة وتوفير المأوى المؤقت للمتضررين.
خاركيف: مدينة تحت الحصار المتواصل
تتمتع خاركيف بموقع استراتيجي بالغ الأهمية، حيث تقع على مقربة من الحدود الروسية، مما يجعلها هدفاً متكرراً للهجمات الصاروخية والجوية والمسيرة منذ بداية الغزو الروسي واسع النطاق في فبراير 2022. تعد المدينة مركزاً صناعياً وعلمياً كبيراً، وقد صمدت في وجه محاولات روسيا للاستيلاء عليها في المراحل الأولى من الحرب، لكنها ظلت تحت القصف شبه اليومي.
تُعد الهجمات المستمرة على خاركيف جزءاً من استراتيجية أوسع تتبعها روسيا لإضعاف الروح المعنوية للسكان المدنيين، وتدمير البنية التحتية الحيوية، واختبار قدرات الدفاع الجوي الأوكراني. هذه الهجمات تسلط الضوء على المعاناة المستمرة للمدنيين في المناطق القريبة من الجبهات، والذين يواجهون تهديداً دائماً لحياتهم وممتلكاتهم.
تداعيات الهجوم والدعوات لتعزيز الدفاعات
تثير هذه الغارة الجديدة مخاوف متزايدة بشأن تزايد وتيرة الهجمات الروسية على المدن الأوكرانية، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء. فالهجمات التي تستهدف البنية التحتية للطاقة تهدف إلى إغراق البلاد في الظلام والبرد، مما يزيد من الضغط على المدنيين والحكومة الأوكرانية.
من جانبه، دان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهجوم بشدة، مجدداً دعوته للشركاء الدوليين لتقديم المزيد من أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة. وأكد زيلينسكي أن حماية سماء أوكرانيا هي الأولوية القصوى لتقليل الخسائر البشرية والحفاظ على قدرة البلاد على الصمود في وجه العدوان. كما أشارت كييف مراراً إلى أن النقص في أنظمة الدفاع الجوي يسمح لروسيا بشن هجمات أكثر تدميراً.
الاستجابة الدولية والوضع الإنساني
على الصعيد الدولي، من المتوقع أن يلقى هذا الهجوم إدانات واسعة من قبل المنظمات الدولية والدول الغربية التي تدعم أوكرانيا. ويُعد استهداف المدنيين انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي، ويُضاف إلى سجل الحرب في أوكرانيا المليء بالفظائع.
- الدعم المستمر: يستمر الشركاء الغربيون في تقديم الدعم العسكري والإنساني لأوكرانيا، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي مثل باتريوت وNASAMS، لكن الحاجة لا تزال ملحة للمزيد.
- التأثير على الحياة اليومية: تؤثر هذه الهجمات بشكل كبير على الحياة اليومية للمواطنين، مما يؤدي إلى انقطاع الكهرباء والمياه والخدمات الأساسية الأخرى، ويزيد من الضغط النفسي على السكان.
- المحاسبة: تدعو أوكرانيا والمجتمع الدولي إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم بموجب القانون الدولي.
يُبرز هذا الهجوم الأخير على خاركيف الواقع المرير الذي تعيشه أوكرانيا، حيث تستمر المدن في تحمل وطأة الصراع. تظل حماية المدنيين وتعزيز القدرات الدفاعية الجوية في صدارة الأولويات، بينما تتواصل الجهود الدولية للدعوة إلى وقف الأعمال العدائية وإيجاد حل سلمي للنزاع.



