هجوم جوي روسي يخلف انفجارات عنيفة في مدينة خاركيف الأوكرانية
شهدت مدينة خاركيف، ثاني كبرى المدن الأوكرانية، في الساعات الأخيرة، سلسلة من الانفجارات العنيفة نتيجة لهجوم جوي جديد استهدف مناطق متفرقة منها، وذلك بالتزامن مع إطلاق صافرات الإنذار للتحذير من غارات جوية. وأفادت السلطات المحلية ووسائل إعلام أوكرانية بأن الهجوم تسبب في أضرار مادية كبيرة، وأثار حالة من الهلع بين السكان الذين يعيشون تحت وطأة القصف المستمر.

تفاصيل الهجوم الأخير
وفقاً للمعلومات الأولية الصادرة عن مسؤولين أوكرانيين، من بينهم رئيس بلدية خاركيف إيهور تيريكوف ورئيس الإدارة العسكرية الإقليمية أوليه سينيهوبوف، فإن الهجوم نفذ باستخدام قنابل جوية موجهة، وهي تكتيك لجأت إليه القوات الروسية بكثافة في الأشهر الأخيرة لاستهداف المدينة. استهدفت الضربات مناطق سكنية وبنية تحتية مدنية، مما أدى إلى اندلاع حرائق في عدة مواقع. وقد هرعت فرق الطوارئ والإنقاذ إلى الأماكن المتضررة للتعامل مع الحرائق وتقديم المساعدة للمصابين المحتملين والبحث عن ناجين تحت الأنقاض.
أكد المسؤولون على أن الهجمات لم تستهدف منشآت عسكرية، بل ركزت على إلحاق أكبر قدر من الضرر بالبنية التحتية المدنية وترويع السكان. وقد أظهرت لقطات أولية أعمدة من الدخان تتصاعد من مواقع مختلفة في المدينة، بالإضافة إلى دمار واسع في عدد من المباني السكنية والمنشآت التجارية.
خلفية استهداف خاركيف المستمر
تتمتع مدينة خاركيف بأهمية استراتيجية كبرى نظراً لقربها من الحدود الروسية، حيث لا تبعد سوى حوالي 30 كيلومتراً، مما يجعلها في مرمى النيران الروسية بشكل دائم منذ بدء الغزو الشامل في فبراير 2022. وقد شهدت المدينة تصعيداً ملحوظاً في وتيرة الهجمات خلال العام الحالي، لا سيما بعد إطلاق روسيا عملية برية جديدة شمالي المقاطعة في مايو الماضي.
تهدف الهجمات الروسية المتكررة إلى تحقيق عدة أهداف، منها:
- استنزاف أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية.
- تدمير البنية التحتية للطاقة والمرافق الحيوية لجعل الحياة في المدينة شبه مستحيلة.
- إجبار السكان على النزوح وخلق أزمة إنسانية.
- الضغط على القوات الأوكرانية وتشتيت جهودها الدفاعية على طول الجبهة.
التداعيات الإنسانية والأهمية الاستراتيجية
تتجاوز آثار هذه الهجمات الأضرار المادية المباشرة، حيث تترك ندوباً عميقة على الصعيد الإنساني. يعيش سكان خاركيف في حالة تأهب دائم، مع انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي والمياه والتدفئة، خاصة بعد استهداف محطات الطاقة بشكل ممنهج. كما يمثل كل هجوم ضغطاً نفسياً هائلاً على المدنيين، بمن فيهم الأطفال وكبار السن.
على الصعيد العسكري، يعكس استمرار قصف خاركيف جزءاً من استراتيجية روسية أوسع تهدف إلى إضعاف الروح المعنوية للأوكرانيين والضغط على كييف للقبول بشروطها. وفي المقابل، تواصل السلطات الأوكرانية مناشدة حلفائها الغربيين لتزويدها بالمزيد من أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، مثل بطاريات باتريوت، لحماية مدنها الكبرى من التهديد الجوي المستمر. ويشكل هذا الهجوم الأخير دليلاً جديداً على الحاجة الماسة لهذه الأنظمة لإنقاذ حياة المدنيين والحفاظ على البنية التحتية الحيوية للبلاد.





