روسيا تعلن إحباط هجوم بصواريخ أتاكمس وتدمير منصات الإطلاق في أوكرانيا
أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان صدر مؤخراً أنها تمكنت من إحباط هجوم صاروخي واسع النطاق نفذته القوات الأوكرانية باستخدام صواريخ أتاكمس (ATACMS) التكتيكية الباليستية أمريكية الصنع. وبحسب البيان، استهدفت الصواريخ منطقة فورونيج الواقعة جنوب غرب روسيا، مشيراً إلى أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية نجحت في اعتراض وتدمير جميع الصواريخ المهاجمة. كما أكدت الوزارة أنها قامت بعملية مضادة أسفرت عن تدمير منصات الإطلاق التي استخدمت في الهجوم داخل الأراضي الأوكرانية.

تفاصيل العملية الروسية
وفقًا للمصادر الرسمية الروسية، رصدت أنظمة الرادار والإنذار المبكر إطلاق عدد من الصواريخ الباليستيكية من منطقة خاركوف في أوكرانيا متجهة نحو أهداف داخل روسيا. وفور تحديد مسارها، قامت وحدات الدفاع الجوي، التي يُعتقد أنها تشمل أنظمة متقدمة مثل S-400، بالتصدي للتهديد وإسقاط الصواريخ قبل وصولها إلى أهدافها المحتملة في محيط مدينة فورونيج. وأضافت وزارة الدفاع أن قواتها الاستطلاعية والجوية حددت موقع منصات الإطلاق بدقة ونفذت ضربة عالية الدقة أدت إلى تدميرها بالكامل، وذلك في إطار استراتيجية استهداف القدرات العسكرية الأوكرانية بعيدة المدى.
خلفية استخدام صواريخ أتاكمس
تمثل صواريخ أتاكمس إضافة نوعية للترسانة العسكرية الأوكرانية منذ أن بدأت الولايات المتحدة بتزويد كييف بها. تتميز هذه الصواريخ بقدرتها على إصابة أهداف على مسافات بعيدة تصل إلى 300 كيلومتر، مما يمكن القوات الأوكرانية من استهداف مواقع حيوية في العمق الروسي، مثل:
- مراكز القيادة والسيطرة.
- قواعد جوية ومطارات عسكرية.
- مستودعات الذخيرة واللوجستيات.
- تجمعات القوات والمعدات العسكرية.
وقد أثار استخدام هذه الصواريخ قلقاً كبيراً لدى الجانب الروسي، الذي اعتبر تزويد أوكرانيا بها خطوة تصعيدية تهدد أمنه القومي بشكل مباشر. ومنذ وصولها، كثفت روسيا جهودها لتعزيز دفاعاتها الجوية وتطوير تكتيكات لمواجهة هذا النوع من التهديدات المتقدمة.
الأهمية الاستراتيجية للحدث
يكتسب هذا الحدث أهمية استراتيجية كونه يعكس تطوراً في ديناميكيات الصراع. فمن ناحية، يُظهر إصرار أوكرانيا على استخدام أسلحتها بعيدة المدى لضرب أهداف استراتيجية داخل الأراضي الروسية، بهدف تعطيل العمليات العسكرية الروسية ورفع تكلفة الحرب على موسكو. ومن ناحية أخرى، تبرز الرواية الروسية قدرة دفاعاتها على التكيف مع التحديات الجديدة، وسعيها الحثيث لتدمير هذه القدرات الهجومية من المنبع. إن استهداف منطقة فورونيج، وهي مركز إداري وصناعي مهم، يشير إلى توسع نطاق العمليات الأوكرانية، بينما يؤكد الرد الروسي السريع استمرار حرب الاستنزاف التي تستهدف البنية التحتية العسكرية للطرفين.
ردود الفعل والوضع الميداني
حتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي من الجانب الأوكراني بشأن الادعاءات الروسية، وهو ما يتماشى مع سياسة كييف المعتادة بعدم تأكيد أو نفي عملياتها العسكرية، خاصة تلك التي تستهدف العمق الروسي. يأتي هذا التطور في ظل استمرار المعارك العنيفة على عدة جبهات، وخصوصاً في محيط خاركوف التي تعتبر منطلقاً للعديد من الهجمات الأوكرانية نظراً لقربها من الحدود. ويبقى الوضع متوتراً، حيث يسعى كل طرف إلى تحقيق تفوق تكتيكي واستراتيجي عبر استهداف قدرات الخصم الحيوية.





