خطة ترامب المقترحة لإنهاء الحرب الأوكرانية: تنازل عن أراضٍ مقابل السلام
كشفت تقارير إعلامية صدرت في أبريل 2024 عن ملامح خطة محتملة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وتتمحور الخطة، التي أثارت جدلاً واسعاً، حول فكرة الضغط على أوكرانيا لتقديم تنازلات إقليمية لروسيا، بما في ذلك التخلي عن أراضٍ مثل شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس، مقابل وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع. يمثل هذا التوجه تحولاً جذرياً محتملاً في السياسة الخارجية الأمريكية المتبعة حالياً.

خلفية المقترح وسياقه
منذ بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022، تبنت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون سياسة ثابتة تقوم على دعم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، وتقديم مساعدات عسكرية واقتصادية ضخمة لتمكينها من الدفاع عن نفسها. في المقابل، عبّر ترامب مراراً عن شكوكه تجاه حجم المساعدات المقدمة لأوكرانيا، وتعهد بإنهاء الحرب بسرعة فائقة قد لا تتجاوز 24 ساعة في حال عودته إلى البيت الأبيض. وتأتي هذه الخطة المسرّبة في سياق رؤيته القائمة على مبدأ "أمريكا أولاً" وتفضيله للمفاوضات المباشرة على الالتزامات طويلة الأمد تجاه الحلفاء.
أبرز بنود الخطة المسرّبة
وفقاً لمصادر مطلعة تحدثت لوسائل إعلام بارزة مثل صحيفة "واشنطن بوست"، فإن جوهر خطة ترامب يعتمد على إطار عمل واضح، وإن كان غير رسمي حتى الآن. وتشمل البنود الرئيسية ما يلي:
- التنازلات الإقليمية: المحور الأساسي للخطة هو إقناع أوكرانيا بالتنازل رسمياً عن شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني عام 2014، بالإضافة إلى منطقة دونباس الحدودية التي تشهد قتالاً عنيفاً.
- مقايضة الأرض بالسلام: يعتقد ترامب أن كلاً من روسيا وأوكرانيا تبحثان عن مخرج يحفظ ماء الوجه، وأن تقديم تنازلات إقليمية قد يكون الثمن العملي لإنهاء إراقة الدماء وتجنب صراع طويل الأمد.
- مستقبل عضوية الناتو: تشير التقارير إلى أن الخطة تتضمن أيضاً منع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). لطالما اعتبرت روسيا توسع الحلف شرقاً تهديداً لأمنها القومي وأحد المبررات الرئيسية لغزوها، وبالتالي فإن هذا البند يهدف إلى تلبية أحد المطالب الروسية الرئيسية.
ردود الفعل الدولية والمحلية
أثارت الأنباء عن هذه الخطة ردود فعل متباينة على الفور. ففي أوكرانيا، تمسك المسؤولون بموقفهم الرافض للتنازل عن أي جزء من أراضيهم، حيث أكد الرئيس فولوديمير زيلينسكي في مناسبات عدة أن السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق على حساب سيادة البلاد ووحدتها. من جانبها، لم تعلق حملة ترامب رسمياً على تفاصيل الخطة، مكتفية بالقول إن أي تكهنات حولها لا قيمة لها، مع التأكيد على أن الهدف الرئيسي هو وقف القتال. أما في أوروبا، فقد أعرب العديد من الحلفاء عن قلقهم البالغ من أن مثل هذه الخطة قد تقوّض الوحدة الغربية، وتكافئ روسيا على عدوانها، وتشكل سابقة خطيرة في العلاقات الدولية عبر إعادة ترسيم الحدود بالقوة.
الأهمية والتداعيات المحتملة
تكمن أهمية هذه الأخبار في أنها تقدم لمحة واضحة عن التغيير الكبير الذي قد يطرأ على السياسة الخارجية الأمريكية تجاه أحد أكبر الصراعات في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. ففي حال تطبيقها، لن تؤثر الخطة على مسار الحرب فحسب، بل قد تعيد تشكيل التحالفات الأمنية القائمة، وخاصة حلف الناتو. ويرى المنتقدون أن مثل هذا النهج يتجاهل القانون الدولي ويشجع الدول الأخرى على استخدام القوة لتحقيق أهدافها الإقليمية. في المقابل، قد يرى المؤيدون أنها مقاربة واقعية لإنهاء صراع مدمّر يستنزف الموارد الغربية. وبغض النظر عن نتيجتها، فإن مجرد طرح هذه الأفكار يضيف عنصراً جديداً من عدم اليقين حول مستقبل الدعم الدولي لأوكرانيا واستقرار الأمن الأوروبي.





