هجوم روسي يستهدف كييف مخلفاً قتلى وانقطاعاً للكهرباء
شنت القوات الروسية هجوماً جوياً واسع النطاق على العاصمة الأوكرانية كييف في الساعات الأولى من صباح اليوم، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتسبب في انقطاع واسع للتيار الكهربائي عن مئات الآلاف من السكان. ويأتي هذا التصعيد في إطار استراتيجية روسية مستمرة لضرب البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.

تفاصيل الهجوم
أفادت السلطات العسكرية الأوكرانية بأن الهجوم تم تنفيذه باستخدام مزيج من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة إيرانية الصنع من طراز "شاهد". وقد دوت صفارات الإنذار في جميع أنحاء العاصمة لعدة ساعات، حيث عملت أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية بشكل مكثف للتصدي للأهداف المعادية. وأعلن سلاح الجو الأوكراني عن نجاحه في اعتراض وتدمير غالبية الصواريخ والطائرات المسيرة التي كانت تستهدف المدينة، إلا أن الحطام المتساقط من عمليات الاعتراض، بالإضافة إلى بعض الصواريخ التي تمكنت من الوصول إلى أهدافها، تسبب في أضرار جسيمة.
الأضرار والتداعيات الإنسانية
أكد عمدة كييف، فيتالي كليتشكو، أن الهجوم أودى بحياة ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص، بينما أصيب العشرات بجروح متفاوتة الخطورة، وتم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج. وأشار إلى أن فرق الإنقاذ والطوارئ تعمل في عدة مواقع تضررت من الهجوم، بما في ذلك مبانٍ سكنية تعرضت لأضرار مباشرة نتيجة سقوط الشظايا والحرائق التي اندلعت بعدها.
على صعيد البنية التحتية، كان التأثير الأبرز هو انقطاع التيار الكهربائي. ووفقاً لوزارة الطاقة الأوكرانية، أدت الهجمات إلى تضرر منشآت حيوية في شبكة الطاقة، مما ترك حوالي 500 ألف مستهلك في العاصمة والمناطق المجاورة لها بدون كهرباء. وتعمل فرق الصيانة على مدار الساعة لإصلاح الأضرار وإعادة الخدمة في أسرع وقت ممكن، ولكن الوزارة حذرت من أن عمليات الإصلاح قد تستغرق وقتاً طويلاً. وتشمل التداعيات الرئيسية ما يلي:
- مقتل وإصابة عدد من المدنيين.
- تضرر مباشر لمبانٍ سكنية ومنشآت مدنية.
- انقطاع واسع النطاق للكهرباء والمياه في بعض الأحياء.
- ضغط هائل على خدمات الطوارئ والمستشفيات في العاصمة.
ردود الفعل الرسمية
دان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الهجوم ووصفه بأنه "عمل إرهابي" يستهدف المدنيين الأبرياء والبنية التحتية الأساسية. وأكد في بيان له أن أوكرانيا لن تتراجع، وأن مثل هذه الهجمات لن تؤدي إلا إلى تعزيز تصميم بلاده على الدفاع عن سيادتها. كما جدد دعوته للشركاء الدوليين لتزويد أوكرانيا بالمزيد من أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة لحماية سمائها من "الإرهاب الصاروخي الروسي".
السياق العام والتوقيت
يُنظر إلى هذا الهجوم على أنه جزء من حملة ممنهجة تشنها روسيا منذ بدء الحرب بهدف شل قدرات أوكرانيا وإرهاق سكانها، لا سيما عبر استهداف قطاع الطاقة. وغالباً ما تتزامن هذه الهجمات مع فترات زمنية حساسة، مثل الأعياد الوطنية أو قبل حلول فصل الشتاء، حيث يكون تأثير انقطاع الكهرباء والتدفئة أكثر قسوة على السكان. ويواصل المحللون العسكريون الإشارة إلى أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى كسر الروح المعنوية للشعب الأوكراني وإجبار القيادة السياسية على تقديم تنازلات.




