روسيا تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني واسع وتدمير أكثر من 100 مسيّرة
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان صدر صباح يوم الجمعة، عن تصدي قواتها لهجوم جوي واسع النطاق شنته أوكرانيا خلال الليلة الماضية باستخدام الطائرات بدون طيار (المسيّرات). وأكدت الوزارة أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية تمكنت من اعتراض وتدمير ما مجموعه 103 مسيّرات أوكرانية فوق مناطق مختلفة من البلاد وفي مياه البحر الأسود، في واحدة من أكبر الهجمات من نوعها منذ بدء النزاع.

تفاصيل العملية الدفاعية الروسية
قدمت الوزارة تفصيلاً جغرافياً للمناطق التي استهدفها الهجوم، مشيرة إلى أن الجهد الأكبر للدفاع الجوي تركز في المناطق الجنوبية والغربية من روسيا. ووفقاً للبيان الرسمي، تم توزيع عمليات الاعتراض كالتالي:
- تم تدمير 51 طائرة مسيّرة فوق أراضي شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.
- تم اعتراض 44 مسيّرة فوق إقليم كراسنودار المطل على البحر الأسود.
- تم إسقاط 6 مسيّرات فوق مقاطعة بيلغورود الحدودية.
- تم تدمير مسيّرة واحدة فوق مقاطعة كورسك.
بالإضافة إلى الهجمات الجوية، أفادت البحرية الروسية بأن زوارقها الدورية في البحر الأسود نجحت في تدمير 6 زوارق مسيّرة كانت تحاول استهداف سفن الأسطول الروسي. وقد أدت كثافة الهجوم في بعض المناطق إلى تداعيات محلية، حيث أبلغ حاكم سيفاستوبول في القرم عن انقطاع جزئي للتيار الكهربائي نتيجة سقوط حطام المسيّرات على إحدى محطات الطاقة الفرعية.
السياق الاستراتيجي للهجمات الأوكرانية
يأتي هذا الهجوم المكثف في إطار استراتيجية أوكرانية متصاعدة تهدف إلى نقل المعركة إلى عمق الأراضي الروسية. وتركز كييف على استهداف البنية التحتية الحيوية لروسيا، بما في ذلك المنشآت العسكرية، ومصافي النفط، ومراكز القيادة والسيطرة. وتهدف هذه الضربات إلى إضعاف القدرة اللوجستية والعسكرية لروسيا، وزعزعة اقتصادها الذي يمول المجهود الحربي، فضلاً عن التأثير النفسي على الداخل الروسي.
وقد شهد إقليم كراسنودار، الذي كان أحد الأهداف الرئيسية في هذا الهجوم، استهداف مصفاة "توابسي" للنفط، مما أدى إلى اندلاع حريق تم احتواؤه لاحقاً. وتعد مصافي النفط الروسية هدفاً متكرراً للهجمات الأوكرانية، حيث تسعى كييف لتقليص إنتاج الوقود الروسي الذي يغذي الآلة العسكرية.
أهمية حرب المسيّرات في النزاع
يُبرز هذا الهجوم واسع النطاق الدور المحوري الذي تلعبه الطائرات المسيّرة في الصراع الروسي الأوكراني. فقد أتاحت هذه التكنولوجيا لأوكرانيا القدرة على ضرب أهداف بعيدة المدى بتكلفة أقل مقارنة بالصواريخ الباليستية أو صواريخ كروز. وفي المقابل، تعمل روسيا باستمرار على تعزيز شبكات دفاعها الجوي وتطوير قدراتها في الحرب الإلكترونية لمواجهة هذا التهديد المتنامي.
ويشير حجم الهجوم الأخير إلى تطور القدرات الأوكرانية في تخطيط وتنفيذ عمليات منسقة ومعقدة تشمل أسراباً من المسيّرات التي يتم إطلاقها بشكل متزامن ضد أهداف متعددة، مما يزيد من صعوبة التصدي لها ويشكل اختباراً حقيقياً لفعالية أنظمة الدفاع الجوي الروسية مثل "بانتسير" و"إس-400". وتؤكد هذه المواجهات أن السماء أصبحت ساحة معركة رئيسية في هذا النزاع، حيث يسعى كل طرف إلى تحقيق التفوق وحرمان الآخر منه.




