الفنان أحمد حداد يؤكد: المشهد الفني السعودي يتسم بالحيوية والبحث عن آفاق جديدة

في تصريحات حديثة، سلط الفنان السعودي أحمد حداد الضوء على التطورات المتسارعة التي يشهدها المشهد الفني في المملكة، مؤكداً أن الفن السعودي يتسم بالحيوية الشديدة ويتعطش لاستكشاف آفاق جديدة. تعكس هذه الرؤية الحالة الراهنة للحراك الثقافي الذي تشهده السعودية، مدفوعاً بحوافز متعددة وطموحات كبيرة نحو العالمية.

الخلفية والسياق الثقافي

يأتي هذا الحراك الفني المتزايد في سياق التحولات الواسعة التي تشهدها المملكة ضمن رؤية السعودية 2030. لقد وضعت الرؤية الثقافة والفنون في صميم أهداف التنمية، مما أدى إلى إطلاق مبادرات ضخمة وإنشاء هيئات ثقافية متخصصة مثل وزارة الثقافة والعديد من الهيئات التابعة لها، كـ هيئة الفنون البصرية. وقد ساهم هذا الدعم الرسمي في توفير بنية تحتية قوية للفنانين، ودعم المشاريع الفنية، وفتح آفاق للتعاون المحلي والدولي، مما أوجد بيئة خصبة للابتكار والإبداع لم تكن موجودة بهذا الزخم من قبل.

رؤية أحمد حداد: حيوية وتعطش

يشير الفنان أحمد حداد إلى أن «الحيوية» التي يتمتع بها الفن السعودي تتجلى في عدة أبعاد. فالمشهد الفني لم يعد محصوراً في قوالب معينة، بل يتسم بتنوع الأساليب الفنية والمدارس الفكرية، وظهور أجيال جديدة من الفنانين الذين يقدمون أعمالاً معاصرة ومبتكرة. هناك حركة دائمة من المعارض والورش الفنية والفعاليات الثقافية التي تجذب جمهوراً واسعاً ومتزايداً، مما يدل على اهتمام الجمهور بالمنتج الفني المحلي والعالمي.

أما «التعطش للآفاق الجديدة» فيشير إلى رغبة الفنانين السعوديين والجمهور على حد سواء في تجاوز الحدود التقليدية، واكتشاف أشكال فنية غير مألوفة، والتفاعل مع التجارب الفنية العالمية. هذا التعطش يدفع نحو البحث المستمر عن المعرفة الفنية، والتأهيل المتخصص، والمشاركة في المحافل الدولية، وكذلك استقدام الخبرات الفنية العالمية إلى المملكة لتثري المشهد المحلي وتلهم الفنانين.

مظاهر التطور والحراك الفني

لقد تجسدت هذه الحيوية والتعطش في عدة مظاهر ملموسة على أرض الواقع:

تزايد المساحات الفنية: شهدت مدن المملكة الكبرى، كالرياض وجدة والخبر، افتتاح العديد من المعارض الفنية الحديثة وصالات العرض المتخصصة التي توفر منصات للفنانين لعرض أعمالهم.
المهرجانات والفعاليات الدولية: تستضيف السعودية الآن فعاليات فنية وثقافية ذات صبغة عالمية، مثل بينالي الدرعية للفنون المعاصرة وبينالي فنون الإسلام، بالإضافة إلى مساهمات فنية ضمن مهرجانات كبرى مثل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، مما يعزز حضور الفن السعودي على الخارطة العالمية.
دعم المواهب الشابة: تتبنى الهيئات الثقافية برامج لدعم الفنانين الشباب والناشئين، وتقدم المنح والدورات التدريبية لتطوير مهاراتهم وتشجيعهم على الابتكار.
التفاعل مع الجمهور: أصبحت الفعاليات الفنية أكثر انفتاحاً على الجمهور، مع ورش عمل تفاعلية وجولات إرشادية تثقيفية تهدف إلى بناء وعي فني أعمق لدى المجتمع.
الاستثمار في الفنون: هناك اهتمام متزايد بالاستثمار في الأعمال الفنية، مما يعكس نضوج السوق الفني وتقدير القيمة الجمالية والاقتصادية للفن.

الأهمية والتطلعات المستقبلية

لا يقتصر تأثير هذا الحراك الفني على الجانب الثقافي فحسب، بل يمتد ليشمل الجوانب الاجتماعية والاقتصادية. فالفن يساهم في تشكيل الهوية الوطنية، ويعزز التبادل الثقافي، ويوفر فرص عمل جديدة في القطاع الإبداعي. كما يعكس التقدم الذي تحرزه المملكة في مجالات متنوعة ويقدم صورة إيجابية للمملكة على الساحة الدولية.

وتتطلع السعودية من خلال هذا الزخم إلى ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي وعالمي للفن والثقافة، وكمنصة تجمع الفنانين والمفكرين من مختلف أنحاء العالم، مما يساهم في إثراء الحوار الثقافي العالمي وتعزيز جسور التواصل بين الحضارات. إن هذه الفترة تعد مرحلة ذهبية للفن السعودي، مليئة بالفرص الواعدة لمستقبل مشرق.